تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو الذين نقض الناموس (شريعة موسى عليه السلام) وجعل النجاة بالإيمان (التصديق أو المعرفة) ولم تكن بغير اعتقادِ الجنان وقولِ اللسان وعملِ الأركان.

وهو الذي حرم الختان، وكان المسيح مختتناً وكان التلاميذ مُخْتَتَنُون، ويخْتِنُون.

وهو وأتباعه الذين أهملوا الحديثَ عن اليوم الآخر وجعلوه كلماتٍ مجملة لا ترسم صورةً تفصيلية، بل صورةً مجملةً لا تؤثر في العمل (السلوك)، وكان المسيح ـ عليه السلام ـ، وكل الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ يتكلمون عن اليوم الآخر بكثيرٍ من التفاصيل، ويجعلون النجاة فيه بالأعمال، وهذا صريحٌ في كتابهم الذي بين أيديهم، فمما ينسبونه للمسيح ـ عليه السلام ـ؛ في الرؤيا الإصحاح العشرين: " 12 .... وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ "، وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي الإصحاح الثاني والعشرين: 12 «وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ.، وفي يوحنا [5: 28، 29] 28 لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.

لاحظ كالذي عندنا: قبورٌ ونشورٌ، وصحفٌ للأعمال ينظر ما فيها ثم يكون الجزاء على حسبه، وفي أماكن أخرى يتكلم المسيح عن لذَّات ينالها عند الله .. خمرٍ في الجنان يشربه عند الرحمن. في (مرقص: 24: 25) 25 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ اللهِ».

وجاء هؤلاء القوم (بولس ومَن تبعه) وحاولوا طمس كلِّ حديثٍ عن اليوم الآخر، وجعلوه كلاماً مجملاً لا يدفع ولا يردع [4]

إن كل ما تراه عينك الآن في النصرانية جاء بعد المسيح ـ عليه السلام ـ على يد بولس والمتبعين له. فهؤلاء الذين تراهم أمام عينك الآن أتباع بولس وعبَّاد المسيح، وليسوا بعبيد اللهِ أتباعِ المسيح!!

وكل ما تراه عينك الآن لا يتفق مع تعاليم المسيح ـ عليه السلام ـ التي في كتابهم هم.!!

وكل ما تراه عينك الآن وقف له تلاميذ المسيح ـ عليه السلام ـ ورفضوه رفضاً تاماً.!!

& shy;­

ويعلم الذين يجادلون عن (بولس) أن تلاميذ المسيح كانوا على عداءٍ تام .. وعلى رفضٍ تام .. وعلى النقيضِ تماماً مما يفعلهُ بولسُ، ولم يتبعه إلا واحد منهم .. خرج معه واعظاً ثم نَفَضَ منه يديه وتبرأ منه على الملأ، وكتب كتاباً (إنجيل برنابا) يُثبت فيه تلك البراءة. وقد تنكروا له وحاولوا أن يخفوه!!

ويعلم الذين يقرءون كتاب النصارى أن بولس زارَ تلاميذَ المسيحِ ـ عليه السلام ـ في بيت المقدس مرتين وعرض عليهم ما افتراه في دين الله، وفي المرتين خالفوه، وذكر هو بنفسه مخالفتهم له في. (غلاطية 2: 1 ـ 9)، وحين يأس منهم سبَّهم وشتمهم بألفاظ قبيحة لا تخرج من تقي، يقول عنهم (كذبة) و (كلاب) و (فعلة الشر) و (لا يفهمون شيئاً) [5]!!

ما شأن عبّاس العقَّاد بهذا الكلام؟

كل هذا الاختلاف .. كل هذا التضاد، وعباسُ العقَّاد يجعلهم سواء. ـ يقول كلهم تلاميذ المسيح ـ عليه السلام ـ، وكلهم انتشروا في الأرض بأمر المسيح ـ عليه السلام ـ[6]!!

فّبَعْدَ استعراضٍ طويلٍ لعضلاتهِ الفكريةِ وجولاتهِ الاستطلاعيةِ في الكتب النصرانية، وبعد تهويلِ الأمرِ للقارئ حتى يكتفي بما يُقدمه له، يقولُ عباسُ العقَّادِ ملخصاً للنصرانية: (الدعوة المسيحية بعد السيد المسيح كانت ترجع إلى مركزين: أحدهما برئاسة جيمس أي [يعقوب] المسمى بأخي الرب ومقره بيت القدس، والثانية برئاسة بولس الرسول ومريديه ومقرها خارج فلسطين بعيداً عن سلطان هيكل اليهود. وقد كانت شعبة بيت المقدس أقرب إلى المحافظة والحرص على شعائر العهد القديم)!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير