تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المثال الثالث، أدلل به على أن العقاد يدافع عن النصرانية .. وعلى أن العقاد سطحي في تفكيره لا يملك غير البيان والاستخفاف بعقول القراء ويقف عند هذا النص: في كتاب النصارى أن الشيطان تسلط على ربهم أربعين يوماً وليلة يهبط به ويصعد، ويدخل به ويخرج، ويقوم به ويعقد، ويأمره وينهاه، وهي إحدى الكبر التي يتوارى منها النصارى، ونسألهم: كيف يتسلط الشيطان على رب الأرباب؟! وكيف يأخذه ويسيح به هكذا؟ أإله هذا؟ ولا نجد إجابة، بل تتسارع خطاهم وترتجف شفاهم، ولا تسمع إجابة مرضة. العقاد ـ كالعادة ـ حشر نفسه وراح يرد نيابة عنهم، وليته احترم عقول من يقرأ، وليته احترم نفسه وهو يتكلم بل قال: كانت هذه الرحلة التي تسلط فيها الشيطان على رب الأرباب نوع من رياضة النفس (7) [26]!!

هذا هو العقاد!! يأتي بما لم يأت به الأوائل.!!

المثال الرابع، أدلل به على أن العقاد يدافع عن النصرانية .. وعلى أن العقاد سطحي في تفكيره لا يملك غير البيان والاستخفاف: في كتاب النصارى هذا النص: (وإن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته، حتى نفسه، فما هو بقادر أن يكون لي تلميذاً) (8) [27]، فبزعمهم هذا يكون شرط الإيمان بالمسيح ـ عليه السلام ـ أن تبغض نفسك وأولادك وأمك وأبوك وزوجتك وهو نص محرف، ولا شك، فلا نبي يدعو لقطيعة الرحم وعقوق الوالدين، وإشعال النار في البيوت بغرز الكراهية بين أفرادها، هو نص محرف ولا شك، سهى كاتبه وهو يكتب، وخجل من جاء بعده أن يحذفوه، ووقفوا حوله حائرون لا يدرون كيف يدافعون عنه، ودون أن ينتدبه أحد جاء العقاد ليدافع فقال: (وهذه وأشباهها من الشروط الصارمة التي كان يفرضها على مريديه هي الشروط التي لا غنى عنها لكل دعوة مستبسلة أمام السيطرة والجبروت)

وي .. كأنك لا تكون مؤمناً إلا بهذه الصفات الرديئة التي يبغضها كل الناس!!

أرأيت كيف يدافع العقاد؟

والسؤال: لم يدافع العقاد؟! ولم يستخف بعقولنا العقاد؟! لم لا يسكت حين لا يعلم؟!

وتدبر المثال القادم وستعلم أن العقاد متضارب.

المثال الخامس، أدلل به على أن العقاد يدافع عن النصرانية .. وعلى أن العقاد سطحي في تفكيره لا يملك غير البيان والاستخفاف: أكثر عباس العقاد من الحديث عن أن دعوة المسيح ـ عليه السلام ـ كانت دعوة مسالمة، في الضمائر فقط، تدع ما لقيصر لقيصر وما لله لله، تتنحى عن السلطة ولا تتصدى لها بإبطال أو بإنقاذ، وأن قيمة الإنسان بما يضمره لا بما يظهره. وأن ملكوت السموات في الضمير وليس في القصور والعروش، وأنها كانت على نسق واحد، دعوةً للسلام استولت على الدنيا كلها من يومها إلى الآن، وأنها دعوة ملكوت يدوم ولا يعرف له انتهاء، وأن ما تدعيه اليوم من سماحة وغفران هو جوهرها، ويثني على تحريم الطلاق إلا لعلة الزنا ويقول: هو شريعة المسيح، (9) [28]، يقول عن رسالة عيسى ـ عليه السلام ـ أنها كانت دعوة إنسانية عالمية (10) [29]، ويقول بأن المسيح ـ عليه السلام ـ هو الذي نقض الناموس لأنه جاء بشريعة الحب لا شريعة الأوامر والنواهي، ويتطاول على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر [30].

لاحظ أنه في المثال السابق يتكلم عن أنها كانت دعوة صارمة تتطلب شروطاً صارمة، وتثير البغضاء بين القرناء، وهو هنا يقلب كلامه، ويتكلم بظلم من القول وزورا، ويفتري على المسيح ـ عليه السلام ـ ويكذب على كتابهم.!!

ما نقض المسيحُ ـ عليه السلام ـ الناموس، وإنما أكمله .. الذي نقض الناموس هو بولس اليهودي، والتي انتشرت في الدنيا كلها هي دعوة بولس اليهودي وليست دعوة المسيح ـ عليه السلام ـ. وما يظهر الإنسان هو ما يضمره، فلا ينفك الظاهر عن الباطن. والنصرانية تدعي السماحة والغفران ولا تعرفها فكم قتلت (المحبة) وسل عن الحروب الصليبية، وسل عن الحروب (الأوروبية) وسل ما يفعل بالأبرياء في العراق والصومال والشيشان والأفغان وفلسطين .. كلها من فعل (المحبة)! والطلاق والزواج والميراث وكل ما تراه عينك من شرائع هي من بولس وممن لحقوه من الآباء ولا علاقة له بالمسيح ـ عليه السلام ـ والعقاد جاهل لا يعرف ما يقول، أو يستخف بالعقول ليدافع عن عباد الأحبار والرهبان؛ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو شريعة الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير