ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[04 - 03 - 09, 11:45 ص]ـ
فرغت لتوِّي من قراءة كتاب العقاد، ولم أجد فيه ما يسوِّغ تهاويل الأخ الفاضل. .
وقد قرأتَ، فهلا رددتَ ما أتيتُ به في مقالي أعلاه.
. وقد استخلص الأستاذ العقاد من الأناجيل صورة للمسيح عليه السلام تتفق إجمالاً مع نظرتنا إليه نحن المسلمين، وهو أنه رسول كريم.
لم أجد هذا فيما كتب العقاد، بل وجدته يتكلم عن بولس، وكل ما عند بولس وما حواليه لا نرتضيه نحن المسلمين.
ولم يعتمد العقاد فيما كتب على (الأناجيل) بل أدرج الرسائل.
ولم أقدمُ للكاتب كل خرافات العقاد حول المسيح، بقيت بقية في يدي سأعرضها حال كلامي على العبقريات إن شاء الله، وهي جاهزة للنشر. فقط أعطي لعامل الوقت فرصته.
ولا يخفى أن الخلاف الأعظم بيننا وبين النصارى هو على مسألة التأليه، وهذه لم يتعرض لها العقاد مطلقاً، ولكن الصورة التي رسمها ـ أي صورة الرسول - معناها بالضرورة أنها من افتراءات اللاحقين.
الخلاف في كل شيء، وينبثق أساساً من قضية (الفداء)، وهي قضيتهم التي لم يختلفوا فيها، وهي القضية التي من أجلها قيل باتأليه. وهي القضية التي هونت من الشرائع والشعائر، وهي القضية التي صوغت ما بعدها. وهي القضية التي افتراها بولس، ولم يتعرض لها العقاد حال الحديث عن المسيح وعن النصرانية.
وليس في الكتاب تأييد لبولس وتحريفاته، لأن الكتاب خاص بسيرة المسيح، لا بالأمور التي وقعت بعد موته.
عجيب هذا الطرح، وأعجب منه التبرير. لا يتكلم عن المسيح ـ عليه السلام ـ أحد ويمسك عن ما حدث بعده، لا تجد هذه،إلا في محاضرة أو مقال، أما دراسة فلا. ذلك أن ما قدم المسيح لم يعد شيئاً منه بين أيدينا، اللهم ما نَشتَمُّه من بعض الكتابات فيما كتب متى ويوحنا ومرقص ولوقا. وشخص المسيح لم يحظ باهتمام في النصرانية، أمارة ذلك أنك لا تجد تفاصيل كثيرة أو عن كثير من حياة المسيح ـ عليه السلام ـ، المسيحية الحالية هي ديانة بولس وديانة من جاءوا بعده.
أما أن العقاد (لم ينصر إسلاماً ولم يغظ كفراً)، فهذا هو منهج العقاد: لا يكتب بأسلوب المناظرات المذهبية.
وليس معنى ذلك أن طريقته هي الطريقة المثالية، ولا أنها تسلم من المآخذ، ولكن معناه أن الرجل ليس بالسوء الذي يوحي به كلام الغيور الفاضل.
بل نصر كفراً، حين قدم لهم ما يستدلون به، والدليل قائم. في كتب العقاد، وفيما يطرحه النصارى (بطرس) و (متولي).
ولا نكاد نجد أمارات الكذب والتزييف والتناقض في هذه الأناجيل إلا عندما تتعارض مع التوحيد الذي هو رسالة جميع الأنبياء.
هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلا. وأخي الكاتب يستعمل طريقة المواربة في الحديث (لا نكاد)، وكأنه قرأ الأناجيل وفحصها وقارن بين النصوص والأحكام!
أمارات الكذب والتدليس موجودة في أشياء كثيرة غير التوحيد.
ـ موجودة في (التقديس)، وهنا بيان بسيط
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=3231
ـ موجودة في بولس، وله أكثر من نصف العهد الجديد، وهنا شيء من التفاصيل
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4751
موجودة في كثير من الشرائع التي جاءت النصرانية، وهنا شيء من التفاصيل
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4791
والقصة طويلة. وما في أيدي النصارى ليس أناجيل، وإنما أناجيل ورسائل.
والنصارى لا علاقة لهم بها. شرائعهم وشعائرهم من مكان آخر.
وتقول غفر الله لي ولك: [ويستطيع زكريا بطرس أن يجد الثناء على سيرة المسيح في كلام كثير من المسلمين.]
ثناء المسلمين على المسيح يبغضه بطرس، ويرميه بالكفر، فنحن نقول بقول الله في المسيح (عبد الله ورسوله)، وهو يرى هذا كفرا.
وإنما استحضر العقاد لأنه قريب منه، يقول بقوله في المخطوطات.
بالمرة:
أمسكت عن أشياء في كتاب العقاد، وخاصة في مقدمة الطبعة الثانية، ومن ذلك كلامه عن المخطوطات، ولا أريد أن اعرضه هنا حتى لا تظن أني استعرض.وقد اكتفيت بما مضى.
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 03 - 09, 04:37 م]ـ
أخي الفاضل:
¥