[ابن كثير ورأيه في العرش يوم القيامه]
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[25 - 02 - 09, 02:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخوة الكرام: حياكم الله ..
لي سؤال؟
متعلق بقول الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى:
(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)
قال رحمه الله:
أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء، والله أعلم بالصواب. اهـ
أرجو إفادتي ..
أولا: هل هذا الكلام صحيح؟
وثانيا: وإن كان غير صحيح - كما هو واضح - فهل رد عليه أحد من العلماء؟
وجزاكم الله خيرا كثيرا ..
برجاء سرعة النصيحة ..
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 03:30 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم وبارك ..
أحبتي في الله، مديري وأعضاء وزوار المنتدى المبارك ..
عرضت هذا السؤال أعلاه لتلهفي على إجابة ..
ولما لم أجد من يشفي غليلي في هذا الموضوع الهام ..
أردت أن أشارك برد على كلام الإمام ابن كثير المذكور أعلاه ..
فلا تبخلوا علينا بالنصية بارك الله فيكم وسدد خطاكم ..
وهو المقال التالي إن شاء الله تعالى.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 04:08 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد ..
هذا المقال كان مشاركة لي على إحدى المقالات في بعض المنتديات، فأحببت ان أفرده بمشاركة خاصة لما فيه من فوائد مهمة ..
وهو متعلق بقول الإمام ابن كثير رحمه الل تعالى في تفسير قوله تعالى من سورة الحاقة الآية (17)
(وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)
قال: أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء، والله أعلم بالصواب. اهـ
أقول:
هذا الكلام لم يقله غير ابن كثير رحمه الله تعالى فيما أعلم ..
والإمام ابن كثير أبي عمر هو المحدث الحافظ المفسر المؤرخ إمام وعلم من أعلام أئمة السلفية .. وهو تاج على رؤوسنا شئنا أم أبينا ورغما عن أنوفنا ..
ولكن تحكمنا ها هنا قاعدتان مشهورتان:
القاعدة الأولى: أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد.
والثانية: أنه حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه.
وهاتان القاعدتان كالرايتان المرفوعتان على عاتق كل إمام من أئمة السلف ..
وهو وشيوخه (ابن تيمية وابن القيم والذهبي) وغيرهم - رحمهم الله تعالى - علمونا ألا نتكلم في الغيبيات والأسماء والصفات .. إلا بدليل صحيح ..
والسؤال المطروح بداهة:
من أثبت أو قال من العلماء أن العرش في يوم القيامة، والذي تحمله الملائكة بنص الآية، مغاير لعرش الله المذكور في الكتاب والسنة الصحيحة؟
أعتقد أنه لم يسبقه بالقول إلى هذا أحد قبله!!
وإن كان فما دليله؟
وأقول أن هذا الكلام غير صحيح لأمرين:
الأمر الأول: مأخوذ من كلامه رحمه الله:
فقد قال: (ويحتمل .. )
وهذا الاحتمال بغير دليل أولا ..
وليس على ثبوت التغاير دليل ثانيا ..
والأغرب أنه قال في عبارته:
ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء .. الخ
ففيه غير قوله بالاحتمال المذكور أعلاه:
أنه جعل الأول – مع أنه الصحيح المتبادر – محتملا ..
وجعل الثاني مؤكدا بقوله: (أو العرش) بالألف واللام (الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء) .. جزما منه كما هو ظاهر ..
وهذا الكلام بظاهره يؤكد على وجود عرش يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء ..
وإنما بحثه ينصب على أيهما أولى بتفسير الآية ..
وهذا واضح من كلامه رحمه الله وأثابه على جهده ..
الأمر الثاني:
أن العرش المذكور في الكتاب والسنة هو عرش واحد، وهو يقينا الذي تحمله الملائكة الثمانية يوم القيامة ..
أما عرش يوم القيامة (الخاص) على رأي ابن كثير فلم يثبت التغاير في القرآن، ولم يبينه النبي صلى الله عليه وسلم في أي حديث صحيح أو ضعيف، وكذلك لم يرد عن أي من صحابته الكرام ولا الأجلاء التابعين ..
ومعلوم أن البيان في هذا الأمر ضروري ..
¥