تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقته.

فهذا فيه بيان أن للعرش قوائم.

وفي الصحيحين عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.

وقال صلى الله عليه وسلم: إذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة.

وهو حديث صحيح متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر: ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة.

والحديث رواه أحمد وأبو حاتم محمد بن حبان البستي في صحيحه وغيرهما وللحديث طرق أخرى ذكرها الألباني في الصحيحة رقم 109 وقال: وجملة القول أن الحديث بهذه الطرق صحيح.

وروى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام.

والحديث صححه ابن كثير والألباني.

وحديث السبعة الذين يستظلون بظل العرش يوم القيامة .. بجميع رواياته من هذا النوع أيضا ..

وقد اتفق جمهور علماء السلف على أن العرش غير الكرسي ..

قال الإمام عثمان بن سعيد الدرامي - رحمه الله -:

هذا الذي عرفناه عن ابن عباس صحيحا مشهورا، فالكرسي مخلوق عظيم، وهو موضع القدمين لله سبحانه ..

كما روى ابن أبي شيبة والحاكم، وقال على شرط الشيخين، عن ابن عباس في قوله:

(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)

أنه قال: الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله.

وصححه الألباني عنه موقوفا في تخريج الطحاوية ومختصر العلو للذهبي ..

وعليه فأقول:

أن العرش الموصوف بهذه الصفات لا يصح أولا أن يكون هناك عرش غيره لعظيم صفاته المذكورة في تلك الأدلة السالفة الذكر ..

ولا يصح ثانيا: أن يكون هناك عرش آخر تحمله الملائكة يوم القيامة ولم يأت دليل على وصف كنهه، بخلاف العرش المذكور ..

وفي تفسير القرآن للشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال:

أن العرش يوم القيامة يكون بدل السماء التي فوقنا الآن؛ لأن السماء تطوى بيمين الله عز وجل يطويها بيمينه ويهزها وكذلك يقبض الأرض ويقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض. اهـ والله أعلى وأعلم ..

وفي الختام أقول:

أنا لا أقصد أن أرد على أحد بعينه، فالإمام ابن كثير إمام من أهل الحفظ والاجتهاد ومن أكابر أهل السنة، ويكفيه أنه تتلمذ على يدي شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والحافظ الذهبي وكان صهرا للإمام المزي صاحب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ..

ولكنه ليس بمعصوم،، غفر الله لنا وله ..

وإنما أصحح مسألة من المسائل المهمة، والتي غفل عنها كثير من المعلقين على تفسير ابن كثير في كل طبعاته التي بين يدي ..

وكذلك لم يطرح بحث لردها أو حتى لإثباتها في كتب العقيدة أو كتب اليوم الآخر ..

وإنما حدا بي إلى هذا الرد المطول - والممل على قارئيه مع أسفي - أنني أجمع مادة كتاب عن النهاية في عقيدة أهل السنة والجماعة .. أناقش فيه كل كبيرة وصغيرة بقدر الاستطاعة ..

فأسأل الله أن يوفقني لنشره قريبا ..

وأقول: قد أكون مخطئا، فأستغفر الله من الخطأ والزلل ..

وأرجو المسامحة إخواني الكرام ..

ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 04:35 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ربما قصد الإمام ابن كثير الكرسي الذي يوضع في الأرض للفصل بين العباد

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في الحموية - مجموع الفتاوى - (5/ 60):

(وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي كِتَابِهِ " مَحَجَّةُ الْوَاثِقِينَ وَمَدْرَجَةُ الْوَامِقِينَ " تَأْلِيفُهُ: " وَأَجْمَعُوا أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَالٍ عَلَى عَرْشِهِ مُسْتَوٍ عَلَيْهِ لَا مُسْتَوْلٍ عَلَيْهِ كَمَا تَقُولُ الْجَهْمِيَّة إنَّهُ بِكُلِّ مَكَانٍ؛ خِلَافًا لِمَا نَزَلَ فِي كِتَابِهِ: " {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} لَهُ الْعَرْشُ الْمُسْتَوِي عَلَيْهِ وَالْكُرْسِيُّ الَّذِي وَسِعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير