وَهُوَ قَوْلُهُ: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}. وَكُرْسِيُّهُ جِسْمٌ وَالْأَرْضُونَ السَّبْعُ وَالسَّمَوَاتُ السَّبْعُ عِنْدَ الْكُرْسِيِّ كَحَلْقَةِ فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ؛ وَلَيْسَ كُرْسِيُّهُ عِلْمُهُ كَمَا قَالَتْ الْجَهْمِيَّة؛ بَلْ يُوضَعُ كُرْسِيُّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ خَلْقِهِ؛ كَمَا قَالَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ - تَعَالَى وَتَقَدَّسَ - يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا صَفًّا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} وَزَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مُذْنِبِي الْمُوَحِّدِينَ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ}.)
قال الشيخ حمد التويجري في شرحه هذا الكلام:
شرح الفتوى الحموية - التويجري - (1/ 351)
وليس كرسيه وعلمه كما قالت الجهمية, الجهمية يؤولون الكرسي: بالعلم؛ بل يوضع كرسيه يوم القيامة لفصل القضاء بين خلقه كما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا جاء في حديث, بمجموع طرقه صالح -إن شاء الله- كما ذكر الذهبي, وكما ذكره من المعاصرين الشيخ ناصر -رحمه الله-, والحديث جاء عن جابر - رضي الله عنه - قال: لما رجعت مهاجرة الحبشة سألهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروني عن أعجب ما رأيتم؟ فقالوا: بلى. أو قال: فتية منهم؟ بلى يا رسول الله, بينما نحن جلوس .. مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء, فمرت بفتى منهم, فجعل إحدى يديه بين كتفيها, ثم دفعها, فخرت على ركبتيها, فانكسرت قلتها, فلما ارتفعت التفتت إليه, فقالت: سوف تعلم يا غُدر إذا وضع الله الكرسي, وجمع الأولين والآخرين, وتكلمت الأيدي والأرجل.
قال: يقول رسول الله: أقرها على هذا الكلام, ثم قال: صدقت .. صدقت .. كيف يقدس الله أمة لا يأخذ لضعيفهم من شديدهم؟! [رواه ابن ماجه في سننه (2/ 1329) (4010) , وابن حبان (11/ 443) (5058) وحسنه الألباني في مختصر العلو – (ص 75) (59)]
فالشاهد من الحديث: إثبات أن الكرسي يوضع يوم القيامة لمجيء الله - عز وجل - لفصل القضاء بين الخلق.)
والله أعلم
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 04:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا أبا سعد على مشاركتك ..
ولكن - إذا سمحت - لي على كلامك أمرين:
الأول قولك: ربما قصد .. الخ
يرده أنه بين اسمه صراحة وذكره بألف ولام التعريف (العرش)، وأنه من العالمين بداهة بالفرق بين العرش والكرسي.
والثاني: أن ما نقلته يوحي أن أحد الأمرين يتم دون الآخر ..
وهو إما الكرسي وإما العرش!!
والثابت من مجموع الأدلة ..
أن العرش موضع استواء الرب والكرسي موضع القدمين ..
وعليه فلا انفكاك للكرسي عن العرش ..
أي أن الكرسي من لوازم العرش بداهة لأنه موضع القدمين كما صح عن ابن عباس فيما نقلت أعلاه ..
وقد يكون قولي أن الكرسي من لوازم العرش هو عين ما ثبت في حديث أبي ذر: وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة .. كما نقلته أعلاه ..
فبين أولا تغاير العرش عن الكرسي، وثانيا عظم العرش على الكرسي.
والله أعلى وأعلم ..
وما زلنا في احتياج إلى مشاركة الأخوة أصحاب التخصص ..
بارك الله في الجميع.
ـ[المعلمي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 06:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل:
هو احتمل احتمالات فلا تنسب إليه اعتقاد أحدها فقد تكون من باب نقل الأقوال.
فالشاك لا تنسب إليه عقيدة يشك فيها.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 05:24 م]ـ
أخي الطيب الكريم المفضال: المعلمي ..
جزاك الله خيرا على تفضلك بالمشاركة والتعقيب ..
قلت في مشاركتك: هو احتمل احتمالات ..
أقول: هو احتمل احتمالان فقط لا احتمالات!! فلا تجمع ما ثناه بارك الله فيك.
وهل تأخذ أنت أخي بالاحتمالات في الغيبيات والعقائد؟
وهل نترك النصوص الصريحة الواضحة لاحتمال ليس عليه دليل؟
ومع ذلك: دعنا نجوز الاحتمال ها هنا إلى حين.
¥