فلعلك تعلم جيداً أن حديث الصور الطويل المروي عند البيهقي والطبراني وغيرهما حديث ضعيف كما قال الألباني: "ضعيف أخرجه ابن جرير في تفسيره من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعاً وإسناده ضعيف؛ لأنه من طريق إسماعيل بن رافع المدني عن يزيد بن أبي زياد وكلاهما ضعيف، بسندهما عن رجل من الأنصار وهو مجهول لم يسم، وقول الحافظ ابن كثير في تفسيره إنه حديث مشهور،لا يستلزم صحته كما لا يخفى عَلَى أهل العلم. والمقصود أن هذا الحديث وأمثاله ليست ثابتة فيما روي في وصف المحشر كاملاً ولكنها مركبة، وقد تكون مركبة من أحاديث صحيحة، وأحاديث ضعيفة. اهـ
وفي كلامه - رحمه الله تعالى – الذي قرره، أمران:
الأمر الأول في قوله رحمه الله:
[يعني بذلك كرسي فصل القضاء، وليس هذا بالكرسي المذكور في الحديث .. ] الخ
أقول: ما هو الدليل على قوله: وليس هو بالكرسي المذكور في الحديث؟
الأمر الثاني في قوله:
[وقد يطلق على هذا الكرسي اسم العرش وقد ورد بذلك في بعض الأحاديث كما في الصحيحين:: سبعة يظلهم في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله " الحديث بتمامه] الخ.
وهذا فيه أنه أطلق اسم الكرسي على العرش، والصحيح التغاير كما صح عن ابن عباس قوله (أن الكرسي موضع القدمين) ونقلناه أعلاه، وكما جاء في الحديث الصحيح: وما الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وما الكرسي في العرش إلا كتلك الحلقة بتلك الفلاة .. الحديث
وفيه أيضاً: أنه قال عن حديث الذين يظلهم الله في ظل عرشه، أن المراد بهذا العرش الكرسي!! وهذا خلاف النص الصحيح المتبادر ..
ونصوص الكتاب والسنة فرقت بين اللفظين كما هو معلوم ..
فأرجو بيان هذا الأمر إن وجد له دليل أن يطرح ها هنا إذ المسألة مسألة عقيدة.
وقولك في الأخير:
[فيبدو أن ابن كثير يقصد بكلامه في التفسير (الكرسي) الذي يوضع في الأرض لفصلالقضاء].
نعم هذا هو مذهبه في الموضوع كما هو واضح .. وصدقت في نقلك ..
وقد تبين منه أمران:
الأول: أنه لا فرق عنده في تسمية العرش بالكرسي، وتسمية الكرسي بالعرش.
وثانيا: أن الكرسي هذا (وهو العرش عنده) هو الذي يوضع لفصل القضاء وهو الذي أشار إليه في تفسير قوله تعالى: ( .. وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ).
لكنه في التفسير لم يوضح، بل قال: ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرضيوم القيامة لفصل القضاء. الخ
فقد كان من السهل أن يسميه بالكرسي طالما أن هذا رأيه في المسألة.
وقولك: [كما قال الأخ أبو سعد]
فقد رددت عليه، فأعلمني الخطأ في الرد إن كنت لم تقتنع به.
والسؤال الآن: هل هذا الرأي يتوافق ومذهب أهل السنة والجماعة؟
وجزاك الله خيراً ..
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[17 - 05 - 09, 05:21 م]ـ
نبهني أحد إخواننا - جزاه الله خيرا - في إحدى المنتديات السلفية، وقد وضعت هذا المقال هناك على خطأ بدر مني فيما نقلته:
وهو قولي: [وقد ثبت في صحيح مسلم عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى إلى الضحى فقال: لقد قلت كلمة .. الحديث .. الخ]
والصحيح أن لفظة الحصى غير صحيحة وغير واردة في صحيح مسلم أو في غيره من المصادر التي روت حديث جويرية حسب علمي ..
وحديث الحصى جاء من رواية أخرى ضعيفة، وقد حقق الكلام عليها الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى ..
فأعتذر على هذا الخطأ، الذي وقع من اعتمادي في نقل الحديث من كتب العقيدة ولم أرجع إلى الأصول .. لأنني كنت أهتم بموضوع العرش أساسا فلم اخرج أحاديثه لشهرتها ..
فأستغفر الله من الخطأ والزلل ..