تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نقد شيخ الإسلام للأشاعرة في مسألة "تقرير النبوات"]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 02 - 09, 08:13 ص]ـ

[نقد شيخ الإسلام للأشاعرة في مسألة "تقرير النبوات"]

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

مسألة النبوات من المسائل العظيمة؛ فالإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الستة والرسل والأنبياء هم الواسطة بين الله وخلقه في تبليغ الوحي.

وقد جانب المتكلمون الصواب في مسائل عدة في تقرير أمر النبوة وذلك لتبنيهم مسائل كلامية وفلسفية فالتزموا لأجلها عقائد باطلة.

وقد تتبع شيخ الإسلام المتكلمين المعتزلة والأشاعرة وبين تناقضهم ومجانبتهم للصواب في مسائل عدة منها دلائل النبوة وفي حد المعجزة وغيرها.

ومن أهم النقاط التي خالف فيها الأشاعرة أهل السنة في مسألة تقرير النبوات كما يلي:

أولا: جعل الأشاعرة النبوة صفة إضافية وليست اختصاص أو اصطفاء من الله أو صفة ثبوتية في نفس النبي.

أ - فجوزوا أن يرسل الله من يشاء لا يشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به.

ب - وعلى أصلهم جواز تكليف ما لا يطاق يلزمهم جواز أن يأمر الله الرسول بتبليغ رسالة لا يعلم ما هي.

ت - قالوا: وما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس ... أو غير ذلك فإنه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر.

ث - اعتمد القاضي الباقلاني على الإجماع فيما ينبغي للنبي أن ينزه عنه؛ فلم يعتمد على دليل سمعي أو عقلي.

ج - قالوا: ليس للنبوة آية تختص بها فكان حقيقة قولهم إن الله لا يقدر أن يأتي بآية تختص بها وإنه لو كان قادرا على ذلك لم يلزم أن يفعله بل ولم يفعله

ح - ويلزم من ذلك أنه لا دليل عندهم على نبوة النبي بل كل ما قدر دليلا فإنه يمكن وقوعه مع عدم النبوة فكان حقيقة قولهم إنا لا نعلم على النبوة دليلا.

ثانيا: قرروا أنه لا دليل على صدق النبوة إلا المعجزة.

خ - قالوا: إن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق- المعجزة - وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة – على قول بعضهم -

د - وهذه الطريق إنما تكون دليلا إذا علم أن الله إنما خلق أو جعل هذه المعجزة لتصديق الرسول فتناقضوا على ذلك لأن أصل مذهبهم هو إنكار الحكمة والسببية فلا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء.

ذ - من تناقضهم قالوا: إن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري ... وهذا صحيح إذا منعت أصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لا يفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لا يجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم.

ر - من تناقضهم قولهم إن الله سبحانه لا يظهر المعجزة على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء.

ز- تفريقهم بين معجزة الأنبياء وغيرهم بفروق ضعيفة مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها.

ثالثا: حدهم المعجزة بالخارق للعادة.

رابعا: كون الخارق معجزة للنبي إذا قارنه التحدي ودعوى النبوة وعدم المعارضة.

س - قالوا: كل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها.

ش- فالمعجزات عندهم لا تختص بجنس من الأجناس المقدورات بل خاصتها أن النبي يحتج بها ويتحدى بمثلها فلا يمكن معارضته فاشترطوا لها وصفين أن تكون مقترنة بدعوى النبوة وجعلوا المدلول جزءا من الدليل وأنها لا تعارض وبالأول فرقوا بينها وبين الكرامات وبالثاني فرقوا بينها وبين السحر والكهانة.

ص -قالوا لو ادعى ساحر أو كاهن النبوة لكان الله يعجزه عن تلك الخوارق التي علم أن غيره من السحرة والكهان يفعل مثلها وليس بنبي وهذا مناف لأصلهم في نفي الحكمة والسببية وأيضا تجويزهم فعل كل شيء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير