أما الاحتفالات المزيفة بليلة الإسراء والمعراج فهذه احتفالات المنافقين الذين عادوا نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام، فبعد أن محوا نوره وشرعه أراد الشيطان أن يخدّرهم , أن يخّدر الناس باحتفالات وتواشيح وأناشيد وشيء من الخطب وأحياناً بكاء، ثم يزول أثر كل ذلك بعد قليل.
وهل احتفل الصحابة في حياتهم أو التابعون أو من بعدهم بإسراء ومعراج أو بمولد نبوي أو بحادث هجرة أو بغير ذلك؟ لا، ولكن هذا الآن صار عندنا أعظم الغايات وما كان الصحابة يبالون به ولا يعطونه شيئاً من الاهتمام، مع أنهم يعلمون في أي يوم أسري به صلى الله عليه وسلم ومتى عرج به لكن ما خطر ببال تابعي – لسلامة عقولهم – أن يسأل صحابياً عن اليوم بالتحديد، ولو سأله لأخبره لكن لا فائدة من هذا السؤال فليس من وراء معرفته على التحديد فائدة.
ولكننا ما عملنا هذا إلا لما انحرفنا عن دين الله وحاربنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأنا نحتفل بهذه الشكليات التي هي بدع وصار حالنا كالنصارى فإنهم احتفلوا بعيد الميلاد- عندهم- بعد أن ضيعوا دينهم وغيروا هذا الدين وضيعوه فلذلك صاروا يحتفلون بهذه المراسيم، وهكذا نحن سلكنا مسلكهم وسنسلك مسلك من كان قبلنا شبراً بشبر وذراعا ً بذراع.
فإذن لم يضبط تاريخ هذه الحادثة ولعله لحكمة يشاؤها الله سبحانه وتعالى:
أولا ً: لئلا يعكف المسلمون على هذه الليلة ويجعلون لها مراسيم، وهذا واضح فإنهم عملوا لها مراسيم الآن مع أنها لم تعلم بالتحديد فكيف لو عُلِمتْ.
ثانياً: ليخبرنا الله أن هذه الأمور شكلية ولا وزن لها ولا قيمة، فليس المهم معرفة الزمن بالتحديد الذي وقعت فيه، لكن المهم الاتعاظ والوقوف عند هذه العبرة العظيمة وأخذ الأحكام والفوائد التي في هذه الحادثة.
س: إذا اختلف الأئمة بعد القرون المفضلة، فهل في الأمر سعة كما لو اختلفوا في عهد السلف؟
نقول: إن خالفوا في أمر متفق عليه بين الصحابة وتابعيهم ومن بعدهم فالمخالف حينئذ ضال وهذا لا يوجد في المذاهب الأربعة قطعاً.
وإن كانت المسألة جديدة وحادثة واختلفوا في حكم الله فيها ليلحقوها بأحد النصوص الشرعية الثابتة عن خير البرية عليه صلوات الله وسلامه، فاختلفوا في هذا فهنا الأمر فيه سعة ما دامت النصوص تشهد له.
إذن جرت مسألة ولا نص فيها فبحث العلماء في حكمها وشأنها فاختلفوا فبعضهم ألحقها بدليل حاظر وبعضهم ألحقها بدليل مُبيح فيبقى الأمر كما لو حصل الاختلاف في زمن الصحابة رضوان الله عليهم والأمر فيه سعة، ورحمة الله واسعة.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[29 - 04 - 07, 11:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك كل خير.
اللهم إجعل أحسن أعمالنا خواتيمها وأحلى أيامنا يوم نلقاك .. اللهم آمين.
مشكور للمجهود الطيب والموعظة الحسنه.
حفظك الله وجعله فى ميزان حسناتك.
أخيك فى الله.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[29 - 04 - 07, 04:07 م]ـ
وجزاكم الله خيراً
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 - 07 - 07, 09:36 م]ـ
بارك الله فيكم.لقد أجدت وأبدعت ,
ولما كان الأمر دائما مثيرا للحوار والسؤال من الآخرين فهناك أسئلة لعل اجابتها عندك:
جنة المأوى "التى عند السدرة ,هل هى جنة الجزاء ,واما خصت هنا بهذا الاسم
"ولقد رآه نزلة أخرى "ألا تدل على أن جبريل كان أعلى من السدرة ونزل اليها ليراه الرسول فكيف يقال أن الملائكة لايتجاوزونها؟
"الرؤيا"فى سورة الاسراء هل هى "الاسراء "نفسه أم امر آخر؟
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 11:37 ص]ـ
احسن الله اليك، وبارك الله بجهدك