وعمرو ذاهب فقولهم الخالق والرازق صفة للفعل خطأ وإنا ذلك صفة للذات.
ومن الدليل على أن الصفات الصادرة عن فعل الله تعالى كالخالق والرازق والعادل والمحسن والمنعم والمحي والمميت والمثيب والمعاقب هي صفات لازمة له قديمة بقدمه لا لقدم معانيها الذي هو الخلق والرزق والإحسان والإثابة والعقاب لكن لتحقق وجود معانيها قال أحمد بن حنبل رحمه الله في رواية حنبل عنه: لم يزل متكلما عالما غفورا فوصفه بالغفران فيما لم يزل كما وصفه بالكلام والعلم خلافا لمن قال هي صفات محدثة لا يكون موصوفا بها في القدم ومن الدليل على صحة ما قلناه أن تحقق الفعل من جهته يوجب كونه صفة لازمة له قديمة بدليل وصفه في القدم أنه معيد وباعث ووارث وإن لم يعد ولم يبعث ولم يرث ويوصف بأنه رب قبل أن يخلق مربوب وأنه آله قبل أن يخلق المألوه ومن نفى هذه الصفات قبل وجود معانيها فقد خالف المسلمين ويبين صحة هذا قول أهل اللغة سيف مقطوع وخبز مشبع وماء مرو وإن لم يوجد منه القطع والشبع والري لتحقق الفعل منه.
الحجة في بيان المحجة (1
301)
24 - وقال ابن بطة: ومن زعم أن أسماء الله وصفاته مخلوقة فقد زعم أن الله مخلوق محدث وأنه لم يكن ثم كان تعالى الله عما تقوله الجهمية الملحدة علوا كبيرا وكلما تقوله وتنتحله فقد أكذبهم الله عز وجل في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي أقوال الصحابة وإجماع المسلمين في السابقين والغابرين لأن الله لم يزل عليما سميعا بصيرا متكلما تاما بصفاته العليا وأسمائه الحسنى قبل كون الكون وقبل خلق الأشياء.
الإبانة (3
292)
25 - وقال القحطاني في نونيته:
فالله ربي لم يزل متكلما ... حقا إذا ما شاء ذو إحسان
نادى بصوت حين كلم عبده ... موسى فأسمعه بلا كتمان
وكذا ينادي في القيامة ربنا ... جهرا فيسمع صوته الثقلان
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا ... قول الإله المالك الديان
هذا حديث نبينا عن ربه ... صدقا بلا كذب ولا بهتان
نونية القحطاني (10)
من أقوال أئمة المخالفين
1 - قال أبو الحسن الأشعري: لم يزل بصفاته أولا قديرا ولا يزال عالما خبيرا استوفى الأشياء علمه ونفذت فيها إرادته.
تبيين كذب المفتري (153)
وقال أيضا: وكذلك يستحيل أن يوصف بخلاف الكلام من السكوت والآفات فوجب لذلك أن يكون لم يزل متكلما كما وجب أن يكون لم يزل عالما
دليل آخر:
وقال الله تعالى: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي) من الآية (109/ 18) فلو كانت البحار مدادا للكتبة لنفدت البحار وتكسرت الأقلام ولم يلحق الفناء كلمات ربي كما لا يلحق الفناء علم الله تعالى ومن فني كلامه لحقته الآفات وجرى عليه السكوت فلما لم يجز ذلك على ربنا سبحانه صح أنه لم يزل متكلما لأنه لو لم يكن متكلما وجب السكوت والآفات تعالى ربنا عن قول الجهمية علوا كبيرا.
الإبانة (68)
وقال: وإذا لم يجز أن يكون الله سبحانه وتعالى في قدمه بمرتبة دون مرتبة الأصنام التي لا تنطق فقد وجب أن يكون الله لم يزل متكلما.
الإبانة (71)
وقال أيضا: وأجمعوا على إثبات حياة الله عز وجل لم يزل بها حيا وعلما لم يزل به عالما وقدرة لم يزل بها قادرا وكلاما لم يزل به متكلما وإرادة لم يزل بها مريدا وسمعا وبصرا لم يزل به سميعا بصيرا
رسالة إلى أهل الثغر (215)
2 - قال أبو منصور الماتريدي: ونحن نقول بأنه عز وجل لم يزل عالما قادرا فاعلا جوادا على الوجوه التي تصح في العقل ويقوم معه التدبير إنه لم يزل كذلك ليكون بفعله كل شيء يكون في وقت كونه بوجه يصح عنه دفع الوصف بالغنا عن التكوين والإمتناع عن وقوع القدرة عليه والغنا بنفسه في الوجود عن الباري ولا قوة إلا بالله
التوحيد (33)
3 - قال الباقلاني: وصفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضا.
العلو (238) واجتماع الجيوش (303)
وقال أيضا: باب في أنه لم يزل حيا عالما قادرا سميعا بصيرا متكلما مريدا
¥