تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أي أن كل الأمم قبل بني إسرائيل ما عرفت التوحيد، بل وبنوا إسرائيل أنفسهم عند العقاد كانوا وثنيين، بقيت فيهم الوثنية من إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلى ما بعد موسى ـ عليه السلام ـ ولم يأتهم التوحيد إلى قبيل ظهور المسيح بقرون بسيطة.!!

ويستدل بعبادة عجل الذهب في سيناء على بقاء الوثنية واستمرارها في بني إسرائيل من قبل إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلى ما بعد موسى ـ عليه السلام ـ[ x] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn10)!!

بل ويقول ما هو أشد من هذا نكراناً عند العقلاء، يقول عن بني إسرائيل (فعُبَّادِ [يهواه] لم يكونوا ينكرون وجوده ولا ينكرون وجودَ غيره. وإنما كان هو إلههم المفضل على غيره من الآلهة، كما كانوا هم الشعب المفضل على الشعوب، فالأرباب الأخرى عندهم موجودة كما يوجد إلههم [يهواه] .. [ xi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn11) ولكنها لا تستحق منهم العبادة لأنها أرباب الغرباء والأعداء. وكل عبادة لها فهي من قبيل الخيانة العظمى وليست من قبيل الكفر كما فهمه الناس بعد ذلك، وغاية ما في الأمر أن طاعة الآلهة الغريبة هي كخدمة الملك الغريب .. نوع من العصيان والخيانة ... لهذا لم يشغل أنبياء التوراة السابقون بإثبات وجود [يهواه] أو بإثبات وجود الأرباب على الإجمال، وإنما كان شغلهم الأكبر أن يتجنبوا غيرة [يهواه] وغضبه وأن يدفعوا عن الشعب نقمته وعقابه. ولم يكن له عقاب أشد وأقسى من عقابه لأبناء إسرائيل كلما انحرفوا إلى عبادة إله آخر، من آلهة مصر أو بابل أو كنعان) [ xii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn12)

وهذا عجيب .. وكأن العقاد لا يقرأ كتاب الله!! أو: وكأن العقاد لا يصدق ما جاء في كتاب الله!!

إسرائيل هو يعقوب ـ عليه السلام ـ وبنوا إسرائيل هم أبناؤه [ xiii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn13) ، وكان نبياً موحداً، وأبنائهم كانوا مؤمنين موحدين قيل بنبوتهم، وكان منهم يوسف ـ عليه السلام ـ نبي من أنبياء الله، وأكبر أنبياء بني إسرائيل وأكثرهم أثراً فيهم وفي التاريخ قبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو موسى بن عمران، وعندنا أنه كان نبياً مرسلا يأتي يوم القيامة ومعه السواد العظيم من المؤمنين الموحدين يدخلون جنةَ ربِّ العالمين، في الحديث (عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ هَذَا مُوسَى فِي قَوْمِهِ) [ xiv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn14) ، وبعد موسى ـ عليه السلام ـ (كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ) [ xv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn15) ( كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ) [ xvi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn16) .

لا يرى العقاد أيَّا من هذا ويمضي ليقول أنهم كانوا مشركين لم يعرفوا التوحيد إلا بعد ذلك بقرونٍ عديدة!!

والتبس الأمر على العقاد، فبنوا إسرائيل طرأ عليهم الشرك كما غيرهم من الأمم، ولم يخل زمان من نذير يذكر الناس بأيام الله، ولم تخل أمة من رسول يتلو عليها آيات ربه، قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ} فاطر24، و (يهوه) الذي يتكلم عنه العقادُ ظهر في المشركين من بني إسرائيل، ولم يكن هو معبود بني إسرائيل كلهم من أبيهم إبراهيم إلى عيسى ـ عليه السلام ـ والذين جاءوا من بعده، وإنما عبده المشركون منهم فقط أولئك الذين حرفوا الكتاب، وعُرِفَ عند يهود وعند غير يهود من الوثنين ممن عاصروهم أو سبقوهم أو لحقوهم [ xvii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn17).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير