تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رابعا: أن أبا إسحاق السبيعي اختلط واضطرب في هذا الحديث فرواه مرة عن الهيثم بن حنش كما في هذا الطريق، ومرة عن عبد الرحمن بن سعد كما في الطريق الثاني، ومرة عن أبي شعبة (وفي نسخة: أبي سعيد) وهذا اضطراب يرد به الحديث.

الطريق الثاني: أخرجه البخاري في الأدب المفرد: من طريق سفيان عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر ... الحديث.

وهذا الطريق ضعيف لعلتين:

الأولى: أن أبا إسحاق السبيعي قد اختلط كما تقدم وهو مدلس وقد عنعنه هنا.

الثانية: جهالة عبد الرحمن بن سعد الراوي عن ابن عمر، وقد نص على جهالته ابن معين بعد أن أورد روايته لهذا الأثر، وكذلك الذهبي بعد ذكره هذا الأثر، وأقره ابن حجر.

وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله ...

وأما متن الحديث: فالظاهر أنه في الأدب المفرد بدون حرف النداء (يا) لأنه في أوثق طبعات الأدب المفرد لم تثبت كما في طبعة محمد فؤاد عبد الباقي، والجيلاني (صاحب الشرح) وذكر في المقدمة أنه راجع عدة مخطوطات ومطبوعات لتحري ضبط النص ...

الوجه الثاني: أن سفيان من الحفاظ الأثبات فنقله خبر أبي إسحاق بهذا اللفظ يدل على أنه هو المحفوظ، كما في أصح الطبعات ...

الوجه الثالث: أن الرجل قال لابن عمر: اذكر أحب الناس إليك، وما قال له استغث، فغاية فعل ابن عمر هو ذكر المحبوب فليس في قوله (محمد) توسلا أو دعاء، وإلا لكان لازما أن من ذكر محبوبه فقد استغاث به وهذا من أبطل الباطل ...

الوجه الرابع: لو سلمنا لكم بهذا الفهم السقيم لأثر ابن عمر، فكيف ترد النصوص الصريحة الصحيحة بهذا الأثر المشكوك في صحته، قال تعالى (فلا تدعوا مع الله أحدًا) وقال صلى الله عليه وسلم (إذا سألت فاسأل الله) وغيره كثير ...

الوجه الخامس: إن هذا الفهم السقيم لهذه الرواية مخالف لعمل الصحابة رضي الله عنهم فقد تركوا التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وتوسلوا بدعاء عمه في عهد عمر حين أصابهم القحط، فلو جاز الاستغاثة بالنبي لمجرد الخدر، لكان الاستغاثة به في القحط أولى ...

الوجه السادس: أن توجيه العلماء والشراح لهذا الحديث يخالف فهمكم السقيم، فقد فهموا منه أن ذكر اسم الحبيب عند خدر الرجل يستشفى به لإذهاب الخدر، كما نص على ذلك ابن علان في الفتوحات (200/ 6) وكذلك الشهاب الخفاجي في (شرح الشفاء) نقله عنه ابن عيسى في (الرد على شبهات المستعينين بغير الله/95 ـ 96)، وكذلك المحدث فضل بن السيد الجيلاني في شرحه لكتاب الأدب المفرد (429/ 2) وكذلك الشوكاني في تحفة الذاكرين (259 ـ 260) وكذلك العيني في العلم الهيب (543)، وقد نقل كلامهم بالنص الشيخ سعد في أصل كتابه ...

الوجه السابع: إن ذكر اسم الحبيب عند الخدر دواء معروف عند أهل الجاهلية ...

قال جميل بثينة:

فأنت لعيني قرة حين نلتقي ... وذكرك يشفيني إذا خدرت رجلي

وقال الأقيشر الأسدي:

وما خدرت رجلاي إلا ذكرتكم ... فيذهب عن رجلاي ما تجدان

وقال الموصلي:

والله ما خدرت رجلي وما عثرت ... إلا ذكرتك حتى يذهب الخدرُ

وقد ذكر الشيخ سعد حفظه الله 6 أبيات غير هذه وردت عن العرب في ذكر اسم الحبيب عند الخدر ...

الوجه الثامن: أن ابن عمر رضي الله عنهما أصيب بالعمى، ولم ينقل عنه أنه استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهل يعقل أنه استغاث لمجرد الخدر، ولا يستغيث لفقد بصره الذي هو أكبر بكثير؟! ...

الوجه التاسع: يقال للأحباش وغيرهم إنكم تردون الاستدلال بخبر الآحاد في مسائل الاعتقاد، وتشترطون التواتر، فكيف تحتج بهذا الأثر عن ابن عمر وهو خبر آحاد؟! ...

الوجه العاشر: أن الصحابة رضي الله عنهم وهم ألوف، وكذلك التابعون وهم أكثر، لم ينقل عن واحد منهم أنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

وهذه الأوجه على فرض صحة هذا الأثر، مع أنه تبين من خلال دراسة سنده عدم صحته، وما لم يصح، لا يجوز أن يستشهد به في دين الله عز وجل ...

وأما احتجاجهم بأن شيخ الإسلام يرى جواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بدليل إيراده لهذا الأثر في كتابه الكلم الطيب، فقد فند ذلك الشيخ سعد في كتابه السابق (301/ 1 ـ 303)، فراجعه فإنه نفيس في بابه ...

وهذا الكتاب: (فرقة الأحباش: نشأتها ـ عقائدها ـ آثارها) قد طبعته دار عالم الفوائد الطبعة الأولى بمجلدين كبيرين في مكة المكرمة سنة 1423 هـ ... وإني لأوصي كل طالب علم باقتناء هذا الكتاب ففيه درر ونفائس علمية قلَّ أن تجدها في غيره ... والله أعلم ...

ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 10:42 ص]ـ

هناك دروس مسموعة للشيخ دمشقية فيها جواب للهذه الشبهات ابحث عنها في طريق الإسلام

ـ[سليمان محمد الشافعي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 02:15 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إبحث عن هذه النسخة المنقحة من كتاب: الإسعاف من إغاثة السقاف " للشيخ الفاضل عبدالله الخليفي.

فيه رد جميل علي شبهات الصوفية و الروافض

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير