تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

["أسباب رفع البلايا والمصائب" خطبة للشيخ خالد المشيقح.]

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - 03 - 09, 01:52 م]ـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده و رسوله.

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما.

عباد الله .. إن البلايا التي تنزل بالمسلمين والمصائب المتنوعة التي تحل بهم في أبدانهم وأموالهم سببها معصية الله تعالى ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم، فاللهم مغفرتك أوسع من ذنوبنا فاغفر لنا ورحمتك أرجى عندنا من أعمالنا فارحمنا ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا ذنوبنا جميعها يا أرحم الرحمين.

إن البلاء لا يمكن دفعه والمصيبة لا يمكن رفعها إلا بالأخذ بالأسباب المنجية من ذلك فمن أسباب دفع البلاء ورفعه:

- الرجوع إلى الله تعالى قال الله عز و جل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ}.

وقال سبحانه: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.

وقال تعالى: {وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.

وقال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.

فارجعوا أيها المسلمون إلى طاعة الله واجتنبوا معصيته يدافع الله عزوجل عنكم وترفع عنكم البلايا و المصائب.

عباد الله .. ومن أسباب رفع المصائب:

التعرف إلى الله عزوجل في الرخاء فقد أخرج الترمذي وغيره من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده اتجاهك) و في رواية: (احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة).

ولهذا قال بعض السلف رحمهم الله:" من عرف الله في الرخاء عُرف في الشدة".

ومن أسباب دفع البلاء والمصائب:

التضرع إلى الله تعالى عند وقوع المصيبة قال الله عزوجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.

وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}.

وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}.

و قال سبحانه: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}.

عباد الله .. ومن أسباب رفع المصائب من الأمراض وغيرها:

دعاء الله عز وجل في تفريج الكرب فإن الله لا يرد من دعاه ولا يخيب من رجاه , فادعوا الله عز وجل وتضرعوا إليه.

ومن أسباب ذلك:

- التوكل على الله عزوجل وحقيقة التوكل تفويض الأمر إليه مع فعل الأسباب المشروعة والمباحة والجزم بأن الله على كل شيء قدير الذي له الخلق والأمر والذي يقول للشيء كن فيكن والذي ما شاء كان وما لم يشئ لم يكن , فعلى المسلم دائما و أبدا أن يعلق قلبه بالله عزوجل رغبة و رهبة وخوفاً ورجاء و محبة فمن توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنيا {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير