[كيف نوفق بين نزول الرب تعالى في الثلث الاخير واختلاف الاوقات في العالم كله؟]
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 05:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
الله عز وجل كما جاء في الأحاديث انه ينزل في آخر الليل نزولاً يليق بجلاله وعظمته
قائلاً من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني فأغفر له لكن
و هناك اختلاف الأوقات في العالم كله فلو تأمل هذا الأمر أحد سيقول أن الله
ينزل في كل لحظه فثلث الليل في السعودية يختلف عن ثلث الليل في مصر وثلث الليل في مصر يختلف عن أوربا مثلاً وهكذا فما جواب ذلك؟
أجاب عن هذا شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال (فقال رحمه الله: فقول القائل كيف ينزل بمنزلة قوله: كيف استوى؟ كيف يسمع؟ كيف يبصر؟ وكيف يعلم ويقدر؟
وكيف يخلق وكيف يرزق؟ وقد أجاب عن مثل هذا السؤال أئمة الإسلام مثل: مالك بن أنس , وشيخه ربيعة بن أبي عبدالرحمن
قد روي من غير وجه أن سائلاً سأل مالكاً عن قوله. (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ فأطرق مالك حتى
علاه الرحضاء ثم قال: الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا رجل سوء
ثم أمر به فأخرج , ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك.
وقد روي هذا الجواب عن ام سلمة رضي الله عنها موقوفاً ومرفوعاً ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه وهكذا سائر الأئمة
قولهم يوافق قول مالك: في أنا لا نعلم كيفية استوائه كما لا نعلم كيفية ذاته ولكن نعلم المعنى الذي دل عليه الخطاب
فنعلم معنى الأستواء ولا نعلم كيفيته ونعلم معنى السمع الذي دل عليه الخطاب فنعلم معنى الإستواء ولا نعلم كيفيته
وكذلك نعلم معنى النزول ولا نعلم كيفيته ونعلم معنى السمع والبصر والعلم والقدرة ولا نعلم كيفية ذلك ونعلم معنى
الرحمة والغضب والرضا والفرح والضحك ولا نعلم كيفية ذلك وقد يقول قائل إن تعاقب الليل والنهار وإنتقال الشمس
يلزم منه تعاقب الأثلاث وهذا يلزم نزول الرب دائما فما جواب ذلك؟ ليس النزول كما يتخيله الجهال من أن الله يصير تحت
السموات وفوق السماء الدنيا وتحت العرش مقدار ثلث الليل على كل بلد فالنزول ليس من جنس نزول أجسام العباد
ولذا لا يمنتع أن يكون في وقت واحد لخلق كثير ويكون قدره لبعض الناس أكثر بل يدنو لبعضهم دون الآخرين كدنوه للداعي من دون غيره ودنوه للحجيج في عرفة كل ذلك لا تدرك كيفيته وإنما يقال نزول يليق بجلاله وعظمته وذلك مثل محاسبتهم في ساعة واحده وكخلوه بالعبد وهم جميع وهو واحد ولذا قال أبورزين للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف ونحن جميع وهو واحد
فقال: سأنبئك بمثل ذلك في آلاء الله: هذا القمر كلكم يراه مخلياً به فالله أكبر)).
وقال رجل لابن عباس رضي الله عنه ((كيف يحاسب الله العباد في ساعة واحده قال كما يرزقهم في ساعة واحده) انتهى كلامه
رحمه الله
المصدر:شرح اللامية ليوسف بن عبدالله السالم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 06:47 م]ـ
أحسنت، بارك الله فيك.
قال العلامة العثيمين في (شرح السفارينية) في المقدمة لها في معرض كلامه عن مذاهب الناس في صفات الرب جل وعلا:
(السادسة: قوم أعرضوا عن هذا كله وقالوا: فُكُّونا منكم يا جماعة لا تقولوا شيء في صفات الله نحن سنقرأ القرآن ونتعبد لله بقراءته ولا نتعرض لمعناه فيما يتعلق بالصفات إطلاقاً، قل: المراد ظاهرها اللائق بالله،
المراد ظاهرها المماثل للمخلوقين، المراد خلاف الظاهر،وجوب التفويض،يحتمل هذا وهذا، قل: أحد الأشياء الخمسة؟
قال: ما أقول شيء فكّونا من شركم يا جماعة، ويصرخ علينا: روحوا عني، وهؤلاء ساكتون لا يقدرونها بقلوبهم ولا ينطقون بها بألسنتهم بل يسكتون عن هذا كله وهؤلاء غير سالمين واقعون في الخطأ، القرآن تبيان لكل شيء، القرآن يراد به لفظه ومعناه الدال عليه لفظه،ومن لم يقل بذلك فهو على ضلال،
القرآن نزل بألفاظه ومعانيه لكن علينا أن نكون أديبين مع الله عز وجل لا نتجاوز القرآن ولا نتجاوز الحديث، ولو أن أحداً أراد أن يتكلم عن صفة شخص ليس حاضراً، هل يسوغ له أن يتكلم عن صفته؟ لا،فكيف تتكلم عن صفات الخالق وتتحكم بعقلك أو تحكم بعقلك على هذه الصفات العظيمة التي لا يمكنك أن تدركها بعقلك أبدًا؟
¥