تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال حول نزول القرءان، هل هو على المجاز]

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 04 - 03, 04:58 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. إخواني الكرام، ما ردكم على من يقول بأننا لا يمكن أن نحمل لفظ (إنزال القرءان) على حقيقته التي هي الانحدار من علو الى سفل، أو الحلول و الأوي في مكان، زاعما أن ذلك يستلزم المكانية و الجسمية للقرءان، و القرءان ليس جسما حتى ينزل من مكان أو يحل في مكان؟

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 04 - 03, 09:48 م]ـ

مع العلم بأنهم حملوا معنى الانزال ـ أي المعنى المجازي ـ على أنه [الإعلام] فالله تعالة قد أنزل القرءان على نبيه ـ صلى الله عليه و سلم ـ أي: أعلمه به

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[14 - 04 - 03, 04:44 م]ـ

وهذا القائل بعدم الحمل على الحقيقة على ماذا يحملها؟؟؟ وما هي

القرينة عنده؟؟؟

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 - 04 - 03, 08:45 م]ـ

سأل بعض الإخوة هذا السؤال في ملتقى أهل التفسير وأجبته بما يلي:

أولاً: الجواب عن الشبهة حول نزول القرآن كما يبدو لي، وأرجو من الإخوة المشاركة.

معنى النزول في لغة العرب

النُزول في أصل استخدامه اللغويِّ هو الانحطاطُ من عُلوٍّ إلى سفل، فتقول نزل فلان من الجبل، ونزل عن الدابة.

ويطلق على الحلول، فيقال: نزل فلان في المدينة أي حل بها، والإنزال:الإحلال، قال تعالى: (رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين).

ولم يرد الإنزال في اللغة العربية بمعنى الإعلام في ما اطلعت عليه من معاجم اللغة ولا في كتب مفردات القرآن.

معاني النزول في القرآن الكريم

وقد وردت مادة نزل في القرآن الكريم بتصريفاتها المختلفة حيث بلغت أربعة وأربعين تصريفاً في مائتين وخمس وتسعين آية، وقد جاء النزول في القرآن الكريم على ثلاثة أنواع:

الأول: نزول مقيد بأنه من الله جل وعلا.

الثاني: نزول مقيد بأنه من السماء.

الثالث: نزول مطلق غير مقيد بهذا أو بذاك.

النوع الأول وهو المقيد بأنه من عند الله اختص بالقرآن الكريم فلم يرد إلا معه في آيات كثيرة. مثل:

(قل نزله روح القدس من ربك بالحق).

(تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم).

(حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم).

(حم * تنزيل من الرحمن الرحيم).

(تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين).

(تنزيل من رب العالمين).

وهذا التنصيص بأنه من الله جل وعلا، وتخصيص القرآن بذلك له دلائله:

- ففيه بيان أنه منزل من الله لا من مخلوقات الله، كما تقول بذلك بعض الطوائف.

- وفيه بيان بطلان القول بخلق القرآن.

- وفيه بطلان القول بأنه فاض على نفس النبي صلى الله عليه وسلم من العقل الفعال أو غير ذلك من أقاويل أهل الكلام. [فتاوى ابن تيمية12/ 120].

يقول ابن تيمية: (فعلم أن القرآن العربي منزل من الله لا من الهواء، ولا من اللوح، ولا من جسم آخر، ولا من جبريل، ولا من محمد ولا غيرهما .. ). الفتاوى 12/ 126

واختيار مادة النزول وما تصرف منها للكلام عن مصدر القرآن الكريم فيه تشريف وتكريم لهذا الكتاب وبيان علو منزلته كما قال تعالى: (حم * والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) فالنزول لا يكون إلا من علو.

وأما النوع الثاني وهو النزول المقيد بأنه من السماء فيتناول نزول المطر من السحاب ونزول العذاب ونزول الملائكة من عند الله. مثل (وأنزل من السماء ماء .. )

وأما النوع الثالث وهو الإنزال المطلق فهو عام لا يختص بنوع منه. من ذلك: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) فقد فسر الإنزال هنا بجعلنا، وأظهرنا، وخلقنا. قال ابن تيمية في هذه الآية: ( ... ربما يتناول الإنزال من رؤوس الجبال كقوله: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) وغيرها من الآيات، والمنزَل منه هنا لم يعين، فهو يفسر بحسب السياق، أو بما ورد موضحاً له في مواضع أخرى.

ويبقى المعنى الأصلي للإنزال الذي تقدم في بداية الكلام في كل استعمالاته، وقد تبين لابن تيمية رحمه الله تعالى من استقرائه للآيات أنه ليس في القرآن ولا في السنة لفظ نزول إلا وفيه معنى النزول المعروف وأن هذا هو اللائق بالقرآن الكريم لآنه نزل بلغة العرب. الفتاوى 12/ 257

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير