تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:35 ص]ـ

الوجه الثاني: في تحقيق أثر المنهج العلمي للأزهروفروعه (أي الجامعات المتفرعة عنه كالزيتونة) على الأمة الإسلامية ..

الحق أننا معشر السلفيين نتحمل قدراً من الذريعة التي تذرع بها ويتذرع بها القرضاوي وأشباهه .. وأصل ذلك:

أن الله قد هدانا واجتبانا من جمهرة أهل القرن العشرين وأعطانا حبلاً موصولاً بسلف الأمة،يبدأ طرفه من علماء الدولة السعودية الثالثة ومن وافقهم من علماء مصر والشام ويشتد عقده بعلماء الدعوة النجدية وواسطة عقده شيخ الإسلام ابن تيمية في نقلة نوعية طرحت أوضار التمشعر والتصوف والتقليد لتعيدنا إلى نهج الصدر الأول ..

وليس هناك شك أن أم الباب في هذا كانت مسائل الاعتقاد والخلاف العقدي بيننا وبين الأشاعرة، ومن هنا جاءت الآفة.

نعم .. الآفة ..

فقد انصرفت أذهان تلك الطبقة المباركة من علماء أهل السنة والجماعة في مطلع هذا القرن إلى دحر الأشاعرة في الميدان العقدي، ولما كانت الجبهة عريضة والآفات والعوائق السياسية والاجتماعية كثيرة، وأبواب الخلل في دنيا الناس كثيرة = لم تُتابع تلك الطبقة المباركة جهودها وإنما أسلموا قيادهم لكتب الأشاعرة ونحوهم تقودهم في العربية والأصول والحديث والفقه والتفسير، ولم يتنبهوا من ذلك إلا على الخلل العقدي الواضح في تلك الكتب ...

وزاد من تمسكهم بتلك الكتب وإضفاء أوصاف الإمامة على مؤلفيها والتعامل معهم وكأنهم يلبسون ثوب السلفية إن تكلموا في النحو والبلاغة ثم يضعوه على المشجب مرتدين ثوب البدعة إن تكلموا في الاعتقاد والسنة.

نعم يا سيدي القرضاوي هل تُريد الحق (؟؟)

إذاً فاسمع مني:

إن الذي أعتقده اعتقاداً جازماً أنك إذا كنت تُعاني من تأخر أمتك وتسعى لنهضتها = ألا فاعلم أن قدراً عظيماً من هذا التأخر،سبباً كبيراً من أسباب تعثر النهضة إنما يعود لذلك المنهج العلمي اليوناني المعتزلي الأشعري الذي غلب على الناس من القرن الخامس والسادس والذي ساعد على انتشاره سطوة أزهركَ ومناهجه ..

نعم لا تتعجب يا سيدي ..

إن النور الأول الذي بعث به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان كفيلاً بأن تظل أمته سيدة الدنيا ..

وإن الظلمة التي احتوشت هذا النور الأول إلى القرن الرابع ليست شيئاً يُذكر في نفوس الناس فالسنة ظاهرة وأئمتها معروفون ..

حتى جاء أشاعرتك ولبسوا مسوح السنة وتركوا ذلك النور الأول إلى زبالات يونانية كتبوا بها في العلوم جميعاً فكثرت الكتب وقل العلم وزاد الجهل وأحاطت الظلمة بالنور الأول وتوارت العقول المبدعة خوفاً من نير التقليد وأسلم السلاطين زمامهم لعلماءك الأشاعرة ..

هل تريد الحق سيدي القرضاوي (؟؟)

ألا فاعلم أن منهج أولئك العلماء هو أضر شيء كان على علوم السلف فقد أضاعوها وواروها وأحاطوها بسيل من التحريف وحالوا بين الناس وبين النظر فيها، وشغلوهم بمختصرات ومبتسرات،وحرموا عليهم الاجتهاد،ولا يزال العهد يبعد حتى حوكم عالم يوماً لأنه يقرأ في صحيح البخاري مع جماعة، وحتى ترانا اليوم ونحن نجد من نسخ مختصر فقهي قليل القيمة أضعاف أضعاف ما نجد من نسخ كتب السلف.

أتنكر فضل أولئك يا أبا فهر (؟؟)

ويحك إن منهم سادة في العلم والحفظ والعبادة ..

إن منهم فلان وفلان ...

وأقول: دع عنك تلك الحيلة فليست تنفق في سوقنا ولسنا ممن يجحد فضل من هو أضل منهم ولسنا نجيز البغي ولو على الكفار ..

ولكن هذه هي الحقيقة .. فهؤلاء العلماء على دينهم وإرادتهم للخير قد أضاعوا نهج السلف في العلم والنظر وانصرفوا إلى منهج عقلي غير فطري فاسد .. وكلما تحدرنا قرناً من بعد قرن كلما زاد شرهم حتى آل إلى زبالات الشرك وعبادة الأوثان من دون الله في القرون الأخيرة ..

نعم أيها السلفيون ..

تتحملون جزءاً من المسؤولية ..

فأنتم عظمتم تفاسير وشروح وفقه أولئك الأشاعرة،وأنساكم ما فيها من جمع التفاريع = خلل المنهج، وقعدت هممكم عن طلب النور الأول، وبضاعة الواحد منكم-إلا من رحم- من آثار الصحابة والتابعين وكتب الأئمة لا تقارب بضاعته من كتب الجويني والنووي والسبكي ..

ما ضركم لو أفدتم منها واعتذرتم عن كاتبيها دون أن تعظموها وتنسوا الناس أنها كتبت بنفس المنهج العلمي الفاسد ..

ما ضركم لو واصلتم البحث والنظر والكشف عن الخلل المنهجي في تلك الكتب من غير تسليم ناصيتكم لأصحابها؟؟

أتراكم غفلتم عن أنها كتبت بنفس منهج النظر الذي حاد بأولئك عن الحق في أشرف باب .. باب العلم بالله (؟؟)

إنها لمصيبة والله ..

الأزهر؟؟

أي أزهر يا فضيلة الشيخ القرضاوي؟؟

أو تظن أنا ممن تغره بضاعة المتون والحواشي والتقريرات والفنقلات؟؟

ليس يغرنا ..

بل ليس يغرنا إمامة أشعري في الفقه ولا براعته في الحديث،بل نحفظ له فضله وننقش عن الباب الذي دس فيه بضاعته الأشعرية ..

نحن قوم لا يُنسينا خيرُ الرجل شرَه ..

ولا يعمينا صوابُ العالم عن خطأه ..

يا سيدي القرضاوي هل تريد الحق (؟؟)

فاسمع مني:

لا خير ولا نجاح ولا فلاح إلا إذا رجعنا للنور الأول ونهج الصدر الأول نصبغ به الاعتقاد والفقه والتفسير والحديث والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع ..

ولا والله ما استمرت الأمة في هبوط ونزول إلا بمقدار ما بعد علماؤها عن النور الأول قرناً من بعد قرن ..

وإذا كانت ناصية العلوم بيد الأشاعرة والأزهر في نواحي العالم الإسلامي منذ القرن السابع = فإن ناصية الحضارة تتفلت من بين أيدي تلك الأمة منذ القرن السابع ..

وكلما تمشعر أولئك أكثر وكلما تصوفوا أكثر كلما تراجعت تلك الأمة أكثر ..

ولستُ أجد شراً يحجب أهل السنة الخلص عن تسنم ذروة العودة للنور الأول والنهج الأول إلا بمقدار ما دخل عليهم من شر أشاعرتك وأزهرك ..

فليس أشاعرتك وأزهرك بشيء يا فضيلة الشيخ،وإن أردت أن يصح نظرك وتسعى سعياً ناجحاً لنصرة تلك الأمة والنهوض بها من كبوتها = فاطرح عنك تلك الزبالات كلها فهي أودت بنا .. صدقني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير