بعد أن قرر عباس العقّاد أن ما كان بغاندي الهندي جاءه من أمه وأبيه وكان في أخته وأخيه، وهو ما جرى عليه في الحديث عن (العباقرة)، بعد أن قرر هذا استدار عليه من قريب وراح ينقضه، فذكر أن ما كان بغاندي الهندي عابد البقرة من عبقرية جاءه من الملة التي كان ينتحلها [الجينية] فغاندي ـ عند العقاد ـ (ورث دواعي الثورة على ـ السيادة الغالبة ـ من عقيدة الجينية) (39) فـ (عقيدة غاندي هي أهم شيء في بنيان شخصيته) (40)
وهذا تردد وتخبط. فلا أدري (عبقرية) غاندي المزعومة من ثدي أمه وفرجها؟ أم من عقيدته التي كان يدين بها؟!
العقاد متردد، وأفرد صفحات كثيرة في كتابه عن غاندي الهندي عابد البقرة ليقول فيها بأن الذي صاغ هذا (النبي) ـ بزعم العقاد الكاذب ـ هو عبادته للبقرة وقوله بالحلول والاتحاد، والعودة للحياة الدنيا، وأن الحياة سدى فلا هم يحشرون ولا هم يحاسبون.
أقول: وما بال العقيدة هنا هي صاحبة العبقرية وعند عباقرة الإسلام ليست كذلك؟!
إنه عباس العقّاد متردد كعادته.
بل وما بال غاندي الهندي عابد البقرة (نبياً) (عبقرياً)؟!
غاندي ـ بما يرويه عنه العقَّادُ ـ شبَّ جباناً يخاف أن يخرج من بيته، وإن خرج يخاف من ظله، وإن دخل يخاف الظلام في البيت؛ وغاندي لص مارس السرقة مرات، وغاندي عربيد لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً، وغاندي في دراسته غبي بليد، لم يكن يحفظ إلا بشق الأنفس، وغاندي في وظيفته فاشل لم ينجح حتى ارتبط بالإنجليز مساعداً لهم يركلوه ويهينوه حتى كادوا أن يحرقوه، وغاندي كان متناقضاً في وصاياه وأعماله (41) ثم هو عبقري (42) ومعجزة من معجزات الزمان!
من أين؟ وكيف يكون مثل هذا عبقرياً في حس العقاد؟
ويلحق بإنكار العقاد للوحي، بمعناه المتبادر للذهن، وهو نزول الرسالة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بواسطة أمين الوحي جبريل ـ عليه السلام ـ، يلحق بذلك إنكار العقاد لأثر العقيدة في حياة الناس. وهذا هو موضوع الموضوع القادم إن شاء الله وقدر
محمد جلال القصاص
مساء الأربعاء
21/ 3/1430هـ
18/ 3/2009م
مواضيع ذات صلة
هل كان عباس العقاد نصرانياً؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163572)
التوحيد والأنبياء عند عباس العقاد أرجو القراءة من المداخلة الثانية. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164535)
من هو عباس العقاد؟ ترجمة أخرى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161694)
=========== الهوامش ==================== يتبع
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[22 - 03 - 09, 12:00 ص]ـ
============== الهوامش =============
(1) أخرج العقاد عبقرية عمر قبل عبقرية الصديق
(2) في ص120، 121 من كتابه (عبقرية محمد)، وهو يتكلم عن تعدد الزوجات تكلم عن أنه (ضرب المثل بنابليون لأنه حضر انقلاباً في الأطوار والعادات يشبه نشأة الدين في أيام الدعوة المحمدية ويعني به الثورة الفرنسية وحضر انحداراً في الأخلاق يشبه الانحدار الذي أصيب به العرب في أواخر عهد الجاهلية،وأسس دولة، ونظر في سن قانون وحاول ضروباً من الإصلاح
(3) النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل أحداً من أرباب الأقلام، فقط قتل من سبوه بدون وجه حق، قتل من تعرضوا للنساء والحرمات، قتل مَنْ حرضوا القبائل على القتال، قتلهم فأحيا بقتلهم قومهم، ومنع الفتنة عن الناس، وهم نفر قليل جداً.
(4) انظر للكاتب (ارتباط النفاق بالعقلانية والإصلاح) بالصفحة الخاصة في صيد الفوائد.
(5) تزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيد ميمونة بن الحارث العامرية في عمرة القضاء، وأقام عرساً بمكة، ابن هشام / 272، وزاد الميعاد 3/ 228
(6) شهدت فترة ما بعد الحديبية نشاطاً عسكرياً أكثر من غيرها، ففيها كان فتخ خيبر وغزوة مؤتة وعدداً من السرايا والبعوث في غطفان ومن حول المدينة من الأعراب.
(7) تسرب شيء من هذا الفهم إلى الأستاذ سيد قطب وهو يتكلم عن فترة مكة في تفسيره لآيات النساء (77) وما بعدها في الظلال وفي المعالم.
(8) البخاري/2529
(9) البخاري /2529
(10) من أفضل ما اطلعت عليه رسالة دكتوراة بعنوان (دفع الشبهات عن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم) للدكتور عماد الشربيني.
¥