[فتور العبادة مظاهره اسبابه وعلاجه]
ـ[الجارف]ــــــــ[05 - 04 - 09, 12:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على خير الغرل المحجلين النبي المصطفى والنبي المجتبى وعلى آله وصحبه وسلم
موضوع قيم جدا وددت في طرحه لاهميته وكلي ثقة بأن يتم تناوله وابداء المداخلات الطيبة التي تثري مادته لتعم الفائدة وكلنا مقصر والله المستعان وهنا نطبق مبدأ التعاون والتناصح فيما بيننا تحقيقا للاخوة الحقة التي تربطنا عبر الاثير ..
الفتور
مظاهره، وأسبابه، وعلاجه
المقدمة:
حمداً كريماً لمن تفرد بالعظمة والكبرياء، وحمدًا متواصلاً لمن بيده مقادير كل شيء، حمداً له من كل قلب مؤمن، ومن كل نفس مخبتة، حمداً له على الإيمان، وحمدًا له على الإسلام، وحمدًا له على القرآن، حمدًا له على كل نعمة، وحمداً له في السراء والضراء، وحمدًا له على كل حال.
نشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، اصطفاه على خلقه بأكرم رسالة، وأعظم نبوة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا.
? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ?.
أما بعد: فإنه حينما تنجو سفينةُ المرءِ من بحر المعاصي المهلك، فترسو على ساحل الإيمان الآمن، يكون حينها عرضةً لحبائل الشيطان المغرضة، وشباكه المعقدة، وأنيابه المفترسة، وما ذاك إلا لأنه غرضٌ كم تمنى الشيطان أن يصيبه بسهمه المسموم، ليرديه قتيل الضعف الممقوت، والانتكاسة المهينة.
ولكن ما أهون هذا الشيطان، وما أقل حيلته، وما أضعف كيده، إذا واجهه المؤمن بسلاح الإيمان المضاء، ونوره الوضاء؛ فراجع أسباب ضعف إيمانه، ونظر في علل فتوره وتقصيره، واتخذ من أسباب الثبات على دينه ما ينصره على الشيطان في هذا الصراع العنيف.
والفتور _ أيها القارئ الكريم _ مرض يتسم بالتسلل الخفي حينما يريد أن يدس داءه في قلب المسلم أو عقله، كما أنه لا يأتي بغتة، بل إن نَفَس الشيطانِ فيه طويل، وكيده في الإصابة به متنوع، حتى يقتنع صاحبه أنه فيه على حق، وأنه كان على خطأ أو تطرف.
ولقد تنوعت في هذا الزمان وسائل الفتور، وتعددت صوره، واتخذ همه محلاً في صدر المصاب به، ربما بمعرفته له، أو بمعاينته لآثاره عليه، مع أن هذا الداء قد يتقمص في نفس المصاب به شخصية أخرى، وهي الكآبة أحيانًا، أو الحيرة، أو الخوف، أو الانطواء أو نحو لك.
والفتور: انكسار وضعف، ولعلك تلمح بوضوح أن هذه الكلمة تشير إلى أن هذا الضعف قد سُبق بقوة، وذلك الانكسار قد تقدمته صلابة، ولهذا قال علماء اللغة: (فتر: أي سكن بعد حِدّة، ولان بعد شِدّة) ().
فالفتور إذًا مرض يصيب الأقوياء، ويترصد لكل من يتطلع إلى الكمال في دينه، وعلى هذا فإن الأمر يزداد خطورة؛ إذ أن أهم المقصودين هنا هم شريحة أهل الإيمان من العاملين المنتجين، والمبدعين المتفوقين، الذين تنهض عليهم الأمة، وتنقاد لهم سفينتها.
وأخيرًا؛ فمن إدراكي لأهمية هذا الموضوع، أردت أن أزود نفسي المقصرة أولاً ببعض الجرعات الوقائية ضد هذا الداء؛ لأحمي نفسي منه بإذن الله، وأشارك في وقاية مجتمعي وأمتي من نفوذه وانتشاره، سائلاً المولى سبحانه أن يقينا شرور نفوسنا، وأن يهدينا إلى هداه، ويقبضنا إليه غير مفتونين، وأن يثبت قلوبنا على طاعته ودينه، إنه سميع مجيب.
فيصل بن سعود الحليبي
أسس مسلَّمة في مشكلة الفتور
إننا قبل التعرف على أسباب إصابة المؤمن بالفتور في العبادة، لابد من تبيين حقائق ومسلمات تتعلق بضعف إيمان المؤمن وفتوره، أذكرها في القواعد التالية:
القاعدة الأولى: أن جميع الخلق _ سوى من عصمه الله _ معرض للإصابة بالفتور، والوقوع في الأخطاء والمعاصي، وهذا أمر قد أثبته النبي ?، وجعله سمة لكل بني آدم فقال:
(كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) ().
¥