تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخي الحبيب: إن محاسبة النفس في الدنيا، كفيلة أن تريحك من عناء الحساب في الآخرة، فإن من نوقش الحساب فقد عذب، أما يكفيك بذلك أن تتعرف على أخطاء نفسك فتصلحها، أما يحثك هذا على الندم على اقتراف الذنب، والإقلاع عن المعصية، أما تشعرك مساءلة نفسك بعفو الله وحلمه عليك أن لم يعجل عقوبته بك، أو يقبضك على ما أنت عليه من المعصية، أما تعطيك مراجعتك أعمالك دفعة قوية للاجتهاد في العبادة وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض، هدفك فيها أن تملأها بالطاعة والإحسان؟

يقول الحسن البصري: (إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته).

علاج الفتور

إذا كنا قد عرفنا جملة من أسباب الفتور في العبادة، ووضعنا أيدينا على الداء، فقد جاء دور الكلام على الدواء.

إن الدواء الناجع لداء الفتور هو بإيجاز قطع كل الأسباب التي سبق ذكرها، التي من شأنها أن توقع المسلم في خنادق الفتور، ومهاوي التقصير، ليسلك بدلها وسائل الثبات، وطرق الالتزام بالهداية، فيعظم العبد ربه في قلبه، ويطبع هذا التعظيم على أقواله وأفعاله واعتقاده، ويتّبع سنة النبي ? بلا زيادة أو نقصان، ويضع الموت والنار والجنة نصب عينيه، يرجو رحمة ربه، ويخاف عذابه، معظمًا في ذلك شعائر الله، فإن ذلك من تقوى القلوب، متعاهدًا لنفسه بالمحاسبة، وبالرفقة الصالحة، وبالوعظ والتذكير، مبتعدًا عن طرق الهوى والفتنة بشتى وسائلها، مرددًا دعاء النبي ?: (اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك) ().

أسأل الله سبحانه أن يحبب إلى إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ويجعلنا من الراشدين.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، برحمتك يا عزيز يا غفار.

وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين.

بقلم: د/ فيصل بن سعود الحليبي

عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالأحساء

الكتاب خرج مطبوعًا لدى مدار الوطن بالرياض عام 1425هـ

() رواه مسلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير