لرجل يقول إني عارف فإذا طالبتموه بالدليل عرفتم أنه لا علم عنده أو اتباعا لرجل جاهل وتعرضون عن طاعة ربكم) (ص 187 ـ 188)
والذي يظهر من مقصود الإمام رحمه الله هو معرفة معناها على التحقيق والتفصيل، ببيان مدلولها اللغوي، وما فيها من أقوى أدوات الحصر النفي والإثبات، وما يترتب على ذلك من لاوازم تلزم كل من نطق بها وأقر بمضمونها في الجملة وإلا لكان جامعا بينها وبين ما يناقضها، لذلك من توفيق الله للشيخ أن حرص بعد بيانه لمدلولها وعظمتها وقدرها على بيان ما يناقضها ويهدمها ثم بيان ما ينقصها و يخدشها ثم بيان ما يعكّر صفوها من كمالات التوحيد، فذكر بعد فضل التوحيد والدعوة إليه، من الشرك الذبح لغير الله ثم تدرج فذكر حكم تعليق التمائم، ثم بدأ يتدرج فذكر شرك الألفاظ، من قول ما شاء الله وشئت، وما جاء في (لو) وهكذا باختصار.
ولا شكّ أن في ذلك الزمن الذي انتشرت فيه الخرافة قل من وُفّق لتحقيق هذه المعاني من معاني التوحيد، وهذا لا يلزم منه تكفيره لنفسه ولا تكفيره لغيره، فهو لم يصرح بذلك فمعنى قوله لايعرف معنى لاإله إلا الله أي على هذا التفصيل، إلا إذا قلنا بدلالة الالتزام أي أنه يلزم من مقولته هذه التكفير، ولازم قول الشخص ليس بلازم على الصحيح من أقوال أهل العلم، لأن لازم القول يكون معتبرا به كالمنطوق تماما إذا كان في لسان الشارع الذي لا يتوهم منه الذهول والغفلة عن اللوازم التابعة لكلامه، أما آحاد الناس كائنا من كان فيمكن أن يتكلّم بكلام ويذهل عن لازمه فلا يكون مؤاخذا عليه، إنما يؤلخذ على الظاهر الذي هو المنطوق، والذي يجعلنا نجزم بهذا التقرير هو تنصيصيه رحمه الله بأنه لا يكفر أحدا إلا بعد إقامة الحجة الرسالية التي يكفر جاحدها، ثم لا يعقل أن يصدر تكفير لجميع أهل الأرض حتى للعلماء من إنسان سوي سليم العقل فضلا عن أن يكون إماما من أئمة المسلمين في العلم والتقى، وعلى كلّ العبارة موهمة لاشك في ذلك والشيخ ليس بمعصوم ولكن هذا أولى ما يحمل عليه كلام إمام من أئمة المسلمين لا يشك أي منصف في هذه الدنيا أن الله جلّ وعلا خصه بمزيد فضله فجعله سببا لإحياء دعوة الأنبياء والمرسلين، وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
ـ[البتيري]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:30 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابا وائل.
وارجو ان تحسن الظن بسؤالي فما قصدت اثارة الشبه والعياذ بالله، انما الاستفسار لازالة شبهة وقعت لدي من احد المبتدعة.
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:34 ص]ـ
اجتنب كتب المبتدعة جملة وتفصيلا .. فهي شر عظيم ..
واحمد الله أن هذه الشبهة لم تعلق بقلبك، فكم من واحد غيرك علقت بقلبه فأردته، وانته عنها خير لك في الدنيا والآخرة ..
واشغل وقتك بكتب العلم خير لك من كلام هذا الأشعري وغيره ..
محبك ..
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:01 ص]ـ
تكملة لرد أخي وائل جزاه الله خيرا ً وتوضيحا ً لكلامه بالادلة:
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
القول أنا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون عن هذا الدين، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم.
(الدرر السنية 1/ 100)
نسبوا إلينا أنواع المفتريات، فكبرت الفتنة، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، فمنها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه فضلا عن أن يغتر به، ومنها: ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأني أزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، فيا عجبا كيف يدخل هذا عقل عاقل، وهل يقول هذا مسلم؟ 1
إني أبرأ إلى الله من هذا القول الذي ما يصدر إلا من مختل العقل فاقد الإدراك، فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة.
(الدرر السنية 1/ 80).
أنا أكفر من عرف دين الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد ما عرف سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا الذي أكفره، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك. (الدرر السنية 1/ 73)
وهذا يا اخي القليل من الكثير
وهذه روابط مفيدة حول هذا الأمر:
شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله والتكفير
http://www.wahabih.com/10.htm
http://www.wahabih.com/