تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حتى يوالي الرجل طائفة ويعادي طائفة أخرى بالظن والهوى بلا برهان من الله تعالى، وقد برّأ الله نبيّه ممن كان هكذا، فهذا فعل أهل البدع كالخوارج الذين فارقوا جماعة المسلمين واستحلوا دماء من خالفهم، وأما أهل السنة والجماعة فهم معتصمون بحبل الله، وأقل ما في ذلك أن يفضل الرجل من يوافقه على هواه وإن كان غيره أتقى لله منه، وإنما الواجب أن يقدم من قدمه الله ورسوله، ويؤخر من أخره الله ورسوله، ويحب ما أحبه الله ورسوله، ويبغض ما أبغضه الله ورسوله، وينهى عما نهى الله عنه ورسوله، وأن يرضى بما رضي الله به ورسوله، وأن يكون المسلمون يدا واحدة، فكيف إذا بلغ الأمر ببعض الناس إلى أن يضلل غيره ويكفره، وقد يكون الصواب معه، وهو الموافق للكتاب والسنة، ولو كان أخوه المسلم قد أخطأ في شيء من أمور الدين فليس كل من أخطأ يكون كافرا ولا فاسقا بل قد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وقد قال تعالى في كتابه في دعاء الرسول والمؤمنين {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} وثبت في الصحيح أن الله قال قد فعلت. اهـ مجموع الفتاوى (3/ 420)

فأهل السنة يحرصون على بيان حكم الأفعال على وفق نصوص الشرع، فيقولون من فعل كذا فهو عاص فاسق، ومن فعل كذا فهو مبتدع ضال، ومن فعل كذا فهو كافر مرتد عن دين الله، ولا يلزم من ذلك أن يكون من وقع في هذه الأفعال أن يكون بالضرورة فاسقا، أو مبتدعا، أو كافرا، حتى تقوم عليه الحجة التي بمثلها يحكم عليه بمقتضى تلك النصوص، قال شيخ الإسلام رحمه الله:

هذا الاعتقاد هو المأثور عن النبيّ وأصحابه رضي الله عنهم، وهم ومن اتبعهم الفرقة الناجية، فإنه قد ثبت عن غير واحد من الصحابة أنه قال: الإيمان يزيد وينقص، وكل ما ذكرته في ذلك فإنه مأثور عن الصحابة بالأسانيد الثابتة لفظه ومعناه، وإذا خالفهم من بعدهم لم يضر في ذلك.

ثم قلت: لهم، وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكا، فإن المنازع قد يكون مجتهدا مخطئا يغفر الله خطأه، وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة، وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته، وإذا كانت ألفاظ الوعيد المتناولة له لا يجب أن يدخل فيها المتأوّل، والقانت، وذو الحسنات الماحية، والمغفور له، وغير ذلك، فهذا أولى، بل موجب هذا الكلام أن من اعتقد ذلك نجا في هذا الاعتقاد، ومن اعتقد ضده فقد يكون ناجيا وقد لا يكون ناجيا. اهـ مجموع الفتاوى (3/ 179).

وأمّا الجواب على سؤالك:

وهل فاعل البدعة مستقيم (اي على الصراط المستقيم)

فسأجعله ضمن مشاركة مستقلة بعنوان (الوصف بالبدعة لا يعارض الوصف بالصلاح والتقى)

فلتترقبها حفظك الله ووفقك

ـ[حيدره]ــــــــ[21 - 04 - 10, 01:20 ص]ـ

أهل السنة أعلم الناس بالحق و أرحمهم بالخلق كما قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى

كلام يكتب بماء الذهب .. وهي فائدة جديدة تضاف الى رصيدي المتواضع

نفع الله بك وجزاك الله عني خير الجزاء انت وصاحب الموضوع ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير