تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ووُلاة الأمر بعده سُنناً، الأخذُ بها اتّباع لكتاب الله، واستكمالٌ بطاعة الله،

وقوّةٌ على دين الله، ليس لأحد تغييرها، ولا تبديلُها، ولا النّظرُ في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتدٍ، ومن

استنصر بها فهو منصور، ومن تركها اتّبع غير سبيل المؤمنين، وولاّه الله ما تولّى، وأصلاه جهنّم وساءت مصيراً.

في كتاب الانتقاء لابن عبد البر (ص:35): أن رجلاً سأل مالكاً فقال: من أهل السنة؟ قال:

أهل السنة الذين ليس لهم لقبٌ يُعرفون به؛ لا جهمي ولا قدري ولا رافضي.

كلامه رحمه الله في النهي عن الجدل والخصومات في الدين

ابن وهب: سمعت مالكاً يقول:

ليس هذا الجدل من الدين بشيء.

قوله رحمه الله الذي أخرجه كثير من الأئمة:

أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل، تركنا ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله؟!

كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء، قال:

أما إني على بينة من ديني، وأما أنت، فشاك، اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه.

قال القاضي عياض: قال معن: انصرف مالك يوما، فلحقه رجل يقال له: أبو الجويرية، متهم بالارجاء.

فقال: اسمع مني،

قال: احذر أن أشهد عليك.

قال: والله ما أريد إلا الحق، فإن كان صوابا، فقل به، أو فتكلم.

قال: فإن غلبتني.

قال: اتبعني.

قال: فإن غلبتك، قال: اتبعتك.

قال: فإن جاء رجل فكلمنا، فغلبنا؟ قال: اتبعناه.

فقال مالك:

يا هذا، إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بدين واحد، وأراك تتنقل.

وعن مالك قال:

الجدال في الدين ينشئ المراء، ويذهب بنور العلم من القلب ويقسي، ويورث الضغن.

قال القاضي عياض: قال أبو طالب المكي: كان مالك رحمه الله أبعد الناس من مذاهب المتكلمين، وأشد نقضا للعراقيين.

قال عبد الرحمن بن مهدي سمعت مالك بن أنس يقول

لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان

قال عبد الله بن نافع سمعت مالك بن أنس يقول:

لو أن العبد ارتكب الكبائر بعد أن لا يشرك بالله شيئا ثم نجا من هذه الأهواء والبدع والتناول لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجو أن يكون في أعلى درجة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وذلك أن كل كبيرة فيما بين العبد وبين الله عز وجل فهو منه على رجاء وكل هوى ليس منه على رجاء إنما يهوي بصاحبه في نار جهنم من مات على السنة فليبشر من مات على السنة فليبشر من مات على السنة فليبشر

قال يحيى بن سليمان بن نضلة سمعت مالك بن أنس يقول

لو أن رجلا ارتكب جميع الكبائر ثم لم يكن فيه شيء من هذه الأهواء لرجوت له، من مات على السنة فليبشر

قال يعقوب بن حميد بن كاسب قال مالك بن أنس

لو لقي الله رجل بملء الأرض ذنوباً ثم لقي الله بالسنة لكان في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

أخرج ابن عبد البر عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال كان مالك بن أنس يقول:

الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه , نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك , ولا يحب الكلام إلا فيما تحته عمل , فأما الكلام في دين الله وفي الله عز وجل فالسكوت أَحَبُّ إليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل.

عن عبد الله بن عمر بن الرماح، قال: دخلت على مالك، فقلت:

يا أبا عبد الله، ما في الصلاة من فريضة؟ وما فيها من سنة؟ أو قال نافلة، فقال مالك: كلام الزنادقة، أخرجوه.

قوله رحمه الله في الصحابة رضوان الله عليهم:

أخرج أبو نعيم عن عبد الله العنبري قال (قال مالك بن أنس:

من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له حق في فيء المسلمين , ثم تلا قوله تعالى (والذينَ جاءوُا من بعدِهِم يَقولون رَبَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قُلوبنا غِلاً). فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له في الفيء حق.

وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير قال: كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتَنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقرأ مالك هذه الآية

(مُحمدٌ رسوُل الله والذين معهُ أشداء - حتى بلغ - يُعجب الزُّراع ليغيظ بهم الكفار).

فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية.

وصايا

قال ابن وهب قال لي مالك:

لا تحملن أحدا على ظهرك ولا تمكن الناس من نفسك أد ما سمعت وحسبك ولا تقلد الناس قلادة سوء

وسمعت مالكاً يقول:

الدنو من الباطل هلكة والقول في الباطل يصدف عن الحق ولا خير في شيء من الدنيا بفساد دين المرء ولا مرؤته ولا بأس على الناس فيما أحل الله لهم

وسمعت مالكاً يقول

دخلت على أبي جعفر فرأيت غير واحد من بني هاشم يقبل يده المرتين والثلاث ورزقني الله العافية من ذلك فلم أقبل له يداً.

ابن وهب، عن مالك، قال:

دخلت على المنصور، وكان يدخل عليه الهاشميون، فيقبلون يده ورجله عصمني الله من ذلك.

ابن وهب، عن مالك قال:

بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا واتقى، إلا نطق بالحكمة.

ابن وهب، عن مالك قال:

إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه، ذهب بهاؤه.

ابن وهب: سمعت مالكاً يقول:

اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الانسان بكل ما يسمع.

هذا، والله سبحانه أعلى وأعلم،

وأسأل الله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه ويتقبله مني وأن ينفع به المسلمين،

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير