إن زفرت ثم رمت بالشرر
[121] جثا لذاك كل من في المحشر
ثلاثة الآلاف عامًا أضرمت
[122] حتى غدَت مسودَّة فأظلمت
لو تسقط الصخرة من شفيرها
[123] سبعون عامًا لم تصل لقعرها
أما الذين كُتبوا من أهلها
[124] أعني به من خُلقوا لأجلها
فهم خلود أبد الآباد لا
[125] حياة لا موت فساءت نزلا
مهادهم من تحتهم جحيم
[126] يُصَبُّ من فوقهم الحميم
قوتهم الضريع والزقوم
[127] وبئس ظل لهم اليحموم
يسقون فيها من حميم آن
[128] على كلاليب من النيران
يشوي الوجوه والجلود يصهر
[129] ويقطع الأمعاء حين يقطر
فهم على الوجوه يُسحبونا
[130] فيها وفي الحميم يُسجرونا
بهم ملائك غلاظ وُكِّلوا
[131] وفي سلاسل الجحيم سُلسلوا
غُلَّت نواصيهم إلى الأقدام
[132] وفي مزيدهم من الآلام
يهوونا في أمدها المديد
[133] لم ينتهوا لقعرها البعيد
سبعون عامًا ولهم أنكال
[134] مقامع الحديد والأغلال
يُقلَّبون الدهر في سعيرها
[135] بين سمومها وزمهريرها
وكل ما رامو خروجًا منها
[136] فيها أعيدوا لا محيص عنها
جلودهم تبدَّل فيها كلما
[137] تنضج عادت ليذوقوا الألما
أدناهمو في ألم من نعلا
[138] نعلين منهما دماغه غلا
فكيف حال من عليه تؤصد
[139] يهبط تارة وأخرى يصعد
وفي جهنم الكفور يعظم
[140] جدًّا ليزداد عليه الألم
لكن عصاة من أولي التوحيد
[141] قد يدخلونها بلا تأبيد
فيها يُجازون بقدر ما جنوا
[142] ثم يُنجَّون بما قد آمنوا
ويدخلون جنَّة النعيم
[143] برحمة المهيمن الرحيم
وقضي الأمر وكل استقر
[144] بداره وذاك حصد ما بذر
وإن ترد تبيان ذا مستكملا
[145] موضَّحًا مبيَّنًا مفصَّلا
فدونك اطلبها من القرآن
[146] والسنن الصحاح والحسان
فلا سبيل من سوى الوحي إليه
[147] فلا تكن معوِّلاً عليه
يا ربِّ أسكنَّا فسيح جنَّتك
[148] والنار منها نجِّنا برحمتك
غفرانك اللهم ذا الإنعام
[149] والطول والجلال والإكرام
تولَّنا في من تولَّيت ولا
[150] تُضلَّنا بعد الهدى يا ذا العلا
واغفر لنا ما كان من ذنوبنا
[151] وزيِّن الإيمان في قلوبنا
ثمَّ إلينا كرِّه الطغيانا
[152] والكفر والفسوق والعصيانا
وسعينا اجعل خالصًا صوابا
[153] أعذه يا ربَاه أن يُشابا
بشرك أو بدعة أو إعجاب
[154] وتب علينا أحسن المتاب
يا حي يا قيوم يا ذا البِرِّ
[155] يا من يجيب دعوة المضطر
وتمَّ نظم [السُبل السويه
[156] لقصد فقه السنن المرويه]
والحمد لله لها ختام
[157] بعونه كان لها الإتمام
حمدًا كثيرًا أوَّلاًَ وآخرا
[158] سرًّا وجهرًا باطنًا وظاهرا
ثم الصَّلاة والسَّلام سرمدا
[159] بلا انتها متَّصلاً مؤبَّدا
على محمد إمام الخيره
[160] وخاتم الرُسْل الكرام البرره
وآله وصحبه الأخيار
[161] من المهاجرين والأنصار
ومن بإحسان لهم قد اتبع
[162] أئمة السنة قامعي البدع
من رضي الرحمن عنهم ورضوا
[163] عنه فحبُّنا لهم مفترض
وهذا الكتاب كاملا للتحميل: بحمد الله تعالى أكتمل عقد منظومة (السبل السوية للحكمي) حملها / وورد + الشاملة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78685)