ـ[عمر فولي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 07:36 م]ـ
السلام عليكم
شيخنا الفاضل لي استفسار في هذا الموضوع:
هل هذه النقاط المذكورة أعلاه لها تأثير في الحكم علي القراءة ـ من حيث الصحة وعدمه ـ مثل الحديث سوي التفرد؟؟
وإذا كان التفرد سبب في رد القراءة فلم قبل ابن الجزري الانفردات الأربع التي في الدرة؟؟
وشكر الله لكم
والسلام عليكم
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 07:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخي العزيز شكرا على مرورك وسؤالك الأول:
هل هذه النقاط المذكورة أعلاه لها تأثير في الحكم علي القراءة ـ من حيث الصحة وعدمه ـ مثل الحديث سوي التفرد؟؟
نعم على أساس الدراسات الإسنادية (للسند) وليس المتن، فالمتن شيئ يحتاج إلى ثلاثة أمور صحة السند موافقة الرسم والعربية.
ولوتأملت معي كتب القراءات ستجد فيها السند بالمنفرد عزله ابن الجزري لأن متنه شاذ، ولم يعزل ماكان متنه متواترا،
فكانت الدراسات الإسنادية التي وضعها ذات تأثير عليه،
والانفراد عند القراء على نوعين منفرد لكن متنه متواتر فهذا متواتر لمتنه، منفرد شاذ وهذا شاذ لسنده المنفرد ولمتنه الشاذ، وقد عزله ابن الجزري وحده ولم يعزله غيره قبله إلا عدد من مؤلفي القراءات.
والثاني: وإذا كان التفرد سبب في رد القراءة فلم قبل ابن الجزري الانفردات الأربع التي في الدرة؟؟
قدمت لك يأخي الكريم أن السند المنفرد إذا كان يوافق المتواتر ووافق الرسم والعربية فهذا داخل في المتواتر متنا، ودراسة السند هنا لابد منها لإثبات التفرد ونسبته لصاحبه، وعليه فتفرد أحد العشرة بشيء وكان متواترا لايعني شذوذه.
أرجو أن يكون قد اتضح المطلوب والله أعلم.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 10:10 م]ـ
والثاني: وإذا كان التفرد سبب في رد القراءة فلم قبل ابن الجزري الانفردات الأربع التي في الدرة؟؟
قدمت لك يأخي الكريم أن السند المنفرد إذا كان يوافق المتواتر ووافق الرسم والعربية فهذا داخل في المتواتر متنا، ودراسة السند هنا لابد منها لإثبات التفرد ونسبته لصاحبه، وعليه فتفرد أحد العشرة بشيء وكان متواترا لايعني شذوذه.
أرجو أن يكون قد اتضح المطلوب والله أعلم.
السلام عليكم
نعم الجزئية الأولي قد وضحت وجزاك الله خيرا
ولكن يبقي الإشكال في الجزئية الثانية. وكنت أقصد من سؤالي الثاني:
أن ابن الجزري ترك هذه الانفرادات في متن الطيبة ولم يذكرها ولا يُقرأ به من طريق الطيبة. ولا شك أن هذه الانفرادات موافقة للرسم إلا في "عمرة " ولكن قال ابن الجزري إنه شاهد الألف في مصحف قديم ...
ولكن لا يزال السؤال قائما: لماذا تركها في الطيبة ــــ مع وجود الشروط التي ذكرتموها ـــ ثم أخذ بها في الدرة؟؟؟
وهذا مع تصريحه في " تحبير التيسير " بأنه انفرادة من انفرادات الشطي عن ابن وردان.
ومعذرة للإطالة
والسلام عليكم
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 02:30 ص]ـ
هذا التنويع في الأخذ عند ابن الجزري في كتابيه للانفرادات: يحتاج إلى التأمل لكن لوراجعنا مقولة ابن الجزري بأنه لم تبق قراءة متواترة بعد العشر اليوم لعرفنا السر في ذلك، ولعلي أتأمل وأفيدكم وفق الله الجميع.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 09:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فإلى رواد ملتقى أهل الحديث،
يسعدني أن اضيف لهذه المشاركة جواب سؤال طرحته على الدكتور أحمد فارس السلوم حفظه الله ورعاه،
حول المقاربة بين القراء والمحدثين فجاء على النحو التالي:
أخي الفاضل فضيلة الشيخ امين الشنقيطي وفقه الله:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يبدو للعبد الضعيف أن ابن جرير يطبق قواعد المحدثين في تمييز الصحيح من الضعيف على أسانيد القراء، مع شيء من فلسفته الخاصة في الجرح والتعديل.
وفي هذا المثال الواحد الذي وصلنا من نقد ابن جرير لإسناد من أسانيد القراء يلاحظ فيه نفس المحدثين، كاعتماده تجهيل عراك بن خالد المري الذي تفرد بذكر قراءة ابن عامر على المغيرة، لأنه لم يرو عنه غير واحد.
ولم يقنع بمعرفة القراء له، والحافظ الجزري رد عليه على طريقة المحدثين أيضا:
فقال: وقوله في عراك مجهول فليس ذا بشيء بل هو مشهور قرأ عليه الربيع بن تغلب أيضاً وسمع منه جماعة وقال الدارقطني لا بأس به قلت وقد روى عن عراك عبد الله بن ذكوان ومحمد بن وهب بن عطية أهـ. يعني فارتفعت عنه الجهالة برواية اثنين.
مع أن القارئ لكتاب تهذيب الآثار للطبري يجد فيه نمطا مختلفا من النقد والتعليل، وقد كان بعض مشايخنا يتعجب من طريقة ابن جرير في نقد الآثار.
وهذه مسألة مهمة نبهت عليها وهي المنهج العلمي في دراسة أسانيد القراءات ورجالاتها.
ومن لا يعمل قاعدة: لكن فن رجاله، يقع في إشكالات كثيرة.
وقد حدثني الشيخ عبدالعزيز قارئ وفقه الله أن الشيخ الألباني رحمه الله قال لهم مرة: أسانيد القراءات ورجالاتها جماعة من الضعفاء والمجاهيل الذين لا يعرفون، هكذا قال الشيخ لأنه نظر في تراجمهم عبر كتاب تقريب التهذيب مثلا – وكان الالباني مولعا به – ونحوه من كتب المحدثين.
فأعطاه الشيخ عبدالعزيز نسخة من النشر ونسخة من غاية النهاية، وقال له: في الكتاب الأول أسانيد القراء وفي الثاني جرحهم وتعديلهم.
قال: فعاد الشيخ الألباني رحمه الله بعد فترة وهو يقول: الان علمت ان لهذا الفن رجاله وكتبه وجرحه وتعديله الخاص به، هكذا قال أو نحوه.
والحديث عن هذه المسألة ذو شجون.
والله الموفق.
وأخيراً بهذا الجواب الجميل أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بعلم القراءات اهله وطالبيه، وأن يرفع عنهم كل وهم أوخطأ فيه، بأن يشغلهم بطاعته، ويرفع من همتهم للعمل به وعدم تضييعه ونسيانه فلايرموا بالتقصير أو بضعف الهمةعن حفظه وتلقيه، إنه حميد مجيد، والحمد لله رب العالمين.