تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " فَاسْتَصْوَبَ عُمَر مَا قَالَهُ، وَقَدْ اِعْتَرَضَ عَلَى حَدِيث: اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " رَجُلَانِ: أَحَدهمَا مَغْمُوص عَلَيْهِ فِي دِينه، وَهُوَ عُمَر بْن بَحْر الْجَاحِظ، وَالْآخَر مَعْرُوف بِالسُّخْفِ وَالْخَلَاعَة، وَهُوَ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْمَوْصِلِيّ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا وَضَعَ كِتَابه فِي الْأَغَانِي، وَأَمْكَنَ فِي تِلْكَ الْأَبَاطِيل لَمْ يَرْضَ بِمَا تَزَوَّدَ مِنْ إِثْمهَا حَتَّى صَدَّرَ كِتَابه بِذَمِّ أَصْحَاب الْحَدِيث، وَزَعَمَ أَنَّهُمْ يَرْوُونَ مَا لَا يَدْرُونَ، وَقَالَ هُوَ وَالْجَاحِظ: لَوْ كَانَ الِاخْتِلَاف رَحْمَة لَكَانَ الِاتِّفَاق عَذَابًا، ثُمَّ زَعَمَ أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ اِخْتِلَاف الْأُمَّة رَحْمَة فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّة؛ فَإِذَا اِخْتَلَفُوا سَأَلُوهُ، فَبَيَّنَ لَهُمْ.

وَالْجَوَاب عَنْ هَذَا الِاعْتِرَاض الْفَاسِد: أَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن الشَّيْء رَحْمَة أَنْ يَكُون ضِدّه عَذَابًا، وَلَا يَلْتَزِم هَذَا وَيَذْكُرهُ إِلَّا جَاهِل أَوْ مُتَجَاهِل. وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَمِنْ رَحْمَته جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل وَالنَّهَار لِتَسْكُنُوا فِيهِ} فَسَمَّى اللَّيْل رَحْمَة، وَلَمْ يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُون النَّهَار عَذَابًا، وَهُوَ ظَاهِر لَا شَكَّ فِيهِ.

قَالَ الْخَطَّابِيُّ:

وَالِاخْتِلَاف فِي الدِّين ثَلَاثَة أَقْسَام:

أَحَدهَا: فِي إِثْبَات الصَّانِع وَوَحْدَانِيّته، وَإِنْكَار ذَلِكَ كُفْر.

وَالثَّانِي: فِي صِفَاته وَمَشِيئَته، وَإِنْكَارهَا بِدْعَة.

وَالثَّالِث: فِي أَحْكَام الْفُرُوع الْمُحْتَمَلَة وُجُوهًا، فَهَذَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى رَحْمَة وَكَرَامَة لِلْعُلَمَاءِ، وَهُوَ الْمُرَاد بِحَدِيثِ: اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة، هَذَا آخِر كَلَام الْخَطَّابِيّ - رَحِمَهُ اللَّه -) اهـ

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[01 - 05 - 09, 10:52 ص]ـ

بارك الله فيكم ونفع بكم ..

ـ[أبو الشيماء]ــــــــ[01 - 05 - 09, 11:32 ص]ـ

ما رأيكم في كلام الخطابي رحمه الله الوارد في رد الأخ الفاضل علي الفضلي؟

واستدلاله هنا هل يصح؟

((وَالْجَوَاب عَنْ هَذَا الِاعْتِرَاض الْفَاسِد: أَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن الشَّيْء رَحْمَة أَنْ يَكُون ضِدّه عَذَابًا، وَلَا يَلْتَزِم هَذَا وَيَذْكُرهُ إِلَّا جَاهِل أَوْ مُتَجَاهِل. وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَمِنْ رَحْمَته جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل وَالنَّهَار لِتَسْكُنُوا فِيهِ} فَسَمَّى اللَّيْل رَحْمَة، وَلَمْ يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُون النَّهَار عَذَابًا، وَهُوَ ظَاهِر لَا شَكَّ فِيهِ.))

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 02:13 م]ـ

ما رأيكم في كلام الخطابي رحمه الله الوارد في رد الأخ الفاضل علي الفضلي؟

واستدلاله هنا هل يصح؟

نعم، استدلاله صحيح، خاصة إذا استحضرت توجيه العلامة العثيمين، وكذا توجيه الخطابي نفسه في قسمته الثلاثية.

والله أعلم.

ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 05 - 09, 09:13 م]ـ

هناك معنى صحيح لهذا الأثر لم أجد أحداً نبه عليه سوى أبي بكر القفال رحمه الله.

قال الحافظ البيهقي في رسالته إلى عميد الملك: " علماء هذه الأمة من أهل السنة والجماعة في الإشتغال بالعلم مع الإتفاق في أصول الدين على أضرب:

منهم من قصر همته على التفقه في الدين بدلائله وحججه من التفسير والحديث والإجماع والقياس دون التبحر في دلائل الأصول.

ومنهم من قصر همته على التبحر في دلائل الأصول دون التبحر في دلائل الفقه.

ومنهم من جعل همته فيهما جميعاً، كما فعل الأشعريون من أهل اليمن حيث قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتيناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر كيف كان ".

وفي ذلك تصديق ما روي عن المصطفى صلى الله عليه و سلم: " إختلاف أمتي رحمة "، كما سمعت من الشيخ الإمام أبي الفتح ناصر بن الحسن العمري قال: سمعت الشيخ الإمام أبا بكر القفال المرزوي رحمه الله يقول: " معناه: اختلاف هممهم رحمة. يعني: فهمة واحد تكون في الفقه، وهمة آخر تكون في الكلام، كما تختلف همم اصحاب الحرف في حرفهم، ليقوم كل واحد منهم بما فيه مصالح العباد والبلاد ". نقله ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص105 - 106.

ـ[ايوب الجزائري]ــــــــ[03 - 05 - 09, 12:59 ص]ـ

قرأت لشيخ يفصل في الموضوع

فقال

هناك فرق بين الخلاف والاختلاف

وان الخلاف غير جائز بينما الاختلاف لا مفر منه

وسوف ابحث عن المصدر فاعتقد انه تفصيل نافع ممتع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير