تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الشهرستاني: قال المتكلمون الحواس الخمس مشتملة على إدراكات خمس تختلف أنواعها وحقائقها والإنسان يجد من نفسه أنه يرى ببصره ويسمع بأذنه كما يجد أنه يعلم بقلبه فالبصر محل الرؤية والأذن محل السمع كالقلب هو محل العلم وكما يجد التفرقة بين العلم والإدراك يجد التفرقة بين محل العلم ومحل الإدراك ولأن الذي يدرك ببصره من المرئي هو الألوان والأشكال فيستدعي ذلك مقابلة ومواجهة فالذي يدرك بسمعه من المسموع هو الأصوات والحروف ولا يستدعي ذلك مقابلة.

نهاية الإقدام (352)

وقال أبو الحسن الأشعري: الإدراك علم مخصوص فإنه يستدعي تعيين المدرك ويتعلق بالموجود فقط والوجود هو المصحح بخلاف العلم المطلق فإنه لا يستدعي تعيين المدرك ولا يتعلق بالموجود من حيث هو موجود بل يتعلق بالمعدوم والموجود والواجب والجائز والمستحيل.

نهاية الإقدام (352)

3 - فهم بعض الأشاعرة أنه لا يمكن إثبات هذه الصفة إلا بالاتصال بالمذوقات والمشمومات .. ولم يقبل البعض الآخر بذلك.

قال الشهرستاني: وتردد رأيه- أي الأشعري - في سائر الإدراكات أهي علوم مخصوصة أم إدراكات ورأي بعض أصحابه أنها إدراكات أخر وليس الوجود بمجرده مصححاً لها فقط بل الاتصال فيها شرط فلا يتصور شم إلا باتصال أجزاء من المتروح أو من الهوى إلى المشام وكذلك الذوق واللمس لا يتصور وجودهما إلا باتصال جرم بجرم.

نهاية الإقدام (352)

ولذلك نفى بعض المتكلمين هذه الصفة لمحذور الاتصال قال الشهرستاني: وكما يجد التفرقة بين العلم والإدراك يجد التفرقة بين محل العلم ومحل الإدراك ولأن الذي يدرك ببصره من المرئي هو الألوان والأشكال فيستدعي ذلك مقابلة ومواجهة فالذي يدرك بسمعه من المسموع هو الأصوات والحروف ولا يستدعي ذلك مقابلة وكذلك المشموم والمذوق والملموس يستدعي اتصال الأجسام ولا يستدعيه السمع والبصر فلذلك يجوز أن يوصف الباري تعالى بأنه سميع بصير ولا يجوز أن يوصف بأنه شام ذائق لامس.

نهاية الإقدام (352)

4 - طرد بعض الأشاعرة زيادة على ذلك إدراك الألم واللذة , قال الجويني: وعد أئمتنا رضي الله عنهم من الإدراكات وجدان الحي من نفسه الآلام واللذات وسائر الصفات المشروطة بالحياة ولا سبيل إلى القول بأن وجدان هذه الصفات هو العلم بها فإن الإنسان قد يضطر إلى العلم بتألم غيره ويجد من نفسه الألم المختص به ويفرق ببديهة عقله بين وجدانه ذلك من نفسه وبين علمه بألم غيره.

الإرشاد (174)

5 - جعل الأشعري المصحح للإدراك هو الوجود؛ جر ذلك إلى اعتقاد أن كل موجود تتعلق به هذه الإدراكات وهذا القول تصوره يغني عن بيان قبحه. قال شيخ الإسلام: وأما الأشعري فادعى أن كل موجود يجوز أن يرى ووافقه على ذلك طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة كالقاضي أبي يعلى وغيره ثم طرد قياسه فقال كل موجود يجوز أن تتعلق به الإدراكات الخمس السمع والبصر والشم والذوق واللمس ووافقه على ذلك طائفة من أصحابه كالقاضي أبي بكر وأبي المعالي والرازي.

منهاج السنة (2

153)

قال الباجوري (122) ناقلاً الخلاف بين علماء الأشاعرة هل يدرك الله؟

"وقد اختلف أيضا في كونه مُدركا أولا تبعاً للاختلاف في الإدراك "

وقال الجويني في الإرشاد: فإن قيل قدمتم أن كل إدراك فإنه متعلق جوازا بكل موجود وقول ذلك يلزمكم تجويز تعلق الإدراكات الخمس بذات الباري وصفاته وملتزم ذلك ينتهي إلى الحكم بكون الرب تعالى مشموما ملموسا مذوقا. قلنا:قد ذكرنا أن اللمس والذوق والشم عبارات عن اتصالات وليس من الإدراكات فأما الإدراكات مع القطع باستحالة الاتصال فيجوز تعلقها بكل موجود وكل دال على على جواز رؤية كل موجود يطرد في جميع الادراكات.

الإرشاد (186)

وقال الشهرستاني: واعتراض خامس قد تحقق أن الرؤية من جملة الحواس الخمس أفتقولون أنها كلها تتعلق بالوجود والمصحح لها الوجود أم الرؤية خاصة تتعلق بكل موجود فإن عممتم الحكم فقد افتتحتم أمراً وهو التزام كونه تعالى مسموعاً مشموماً مطعوماً ملموساً وذلك شرك عظيم وإن خصصتم الحكم بالرؤية وجب عليكم إظهار دليل التخصيص.

نهاية الإقدام (361)

6 - وقد قدمنا في مقال سابق أن جعلهم المصحح للإدراك هو الوجود؛ أن التزموا أن الأصوات يمكن أن ترى وأن المشمومات يمكن أن ترى.

ولذلك قال ابن رشد: وقد اضطر المتكلمون لمكان هذه المسألة وما أشبهها إلى أن يسلموا أن الألوان ممكنة أن تسمع والأصوات ممكنة أن ترى وهذا كله خروج عن الطبع وعن ما يمكن أن يعقله الإنسان؛ فإنه في الظاهر أن حاسة البصر غير حاسة السمع , وأن محوس هذه غير محوس تلك , وأن آلة هذه غير آلة تلك وأنه ليس ممكن أن ينقلب البصر سمعا كما ليس يمكن أن يعود اللون صوتا.

بيان تلبيس الجهمية (2

448)

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير