تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أم حنان]ــــــــ[07 - 05 - 09, 12:02 ص]ـ

6 - (قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)) وهذا حديث رواه مسلم غيره، فأصل هذا الحديث عند مسلم ولكن بدون قوله فصدقه، وأما لفظة "فصدقه" فقد جاءت من طريق صحيح أيضاً عند الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-، فهذا فيه ذكر لجزاء من أتى الكهان، وأن من عقوبته أنه لا تقبل له صلاة أربعين يوماً، قال العلماء: إن معنى ذلك أنه لا يثاب عليها فهو مأمور بأن يصليها ولكن لا ثواب له عليها، وإن كانت هي مسقطة للفرض الذي عليه، فإذا أداها قد سقط عنه الفرض وقد أداه، لكنه لا تقبل له الصلاة في معنى أنه لا يؤجر فيما قام به من هذه الصلوات جزاءً لما فعله من ذهابه إلى هذا العراف الذي ادعى علم الغيب،

7 - الفرق بين الكاهن والساحر فضيلة الشيخ قد تطرقنا لهذا؟

الكاهن والساحر يجتمع الاثنان في دعوى علم الغيب، وفي الاستعانة بالجن، ولكن الساحر يظهر أكثر في مسألة مضرة الآخرين بسحره أو بدعوى فك السحر وإزالته.

أما الكاهن فيظهر أكثر في مسألة دعوى علم الغيب، قد يكون في الدلالة على ما سيحصل، أو كما قال بعض العلماء: إن الكاهن هو الذي يخبر عما في الضمير، وكل هذا داخل في دعوى علم الغيب والله أعلم.

8 - منا من يقول في الحديث الشريف (سحر أو سحر له) حينما يأتي إنسان ويعمل عمل سحر لمصلحة أحد من الناس، هل يدخل في ذلك شيء؟ شخص ذهب لساحر من أجل أن يصرف شخص آخر أو كما يسمونه سحر العطف أو الصرف والعطف؟

سبق معنا في السحر أن الساحر كافر، والذي يأتي للساحر إن كان يعتقد أن هذا الساحر يعلم الغيب، أو أن هذا الساحر يملك جلب النفع أو دفع الضر من دون الله هذا كفر لا شك، ومن رضي بعمل الساحر وهو يعلم أن الساحر يستعين بالجن والشياطين ويتقرب إليهم ويعبدهم أو يكفر بالله أو يهين المصحف ونحو ذلك من الكفريات، إذا كان يعلم هذا الشيء ويرضى به فذهب إليه وهو راض بوضعه وبسحره فهذا كفر ولا شك، حتى لو لم يمارس السحر بنفسه؛ ولذلك من النواقض التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- وهو أيضاً لم يبتدعها منه وإنما هو نقلها من كلام أهل العلم ولخصها من كلام أهل العلم، قال: السحر سواء فعله أو رضي به -رضي الله عنه- فمن فعل السحر أو رضي به فإنه كافر والعياذ بالله.

9 - إن هذا الشخص الذي ذهب إلى الكاهن وصدقه، إن كان صدقه في دعوى علم الغيب المطلق، وأنه يعلم ما سيكون ويعلم بالمستقبل، ويستطيع أن يخبرك بما سيحصل لك، وما سيأتيك ونحو ذلك، فهذا كفر، وتصديقه كفر؛ لأن هذا من ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله - سبحانه وتعالى- قال عز وجل: ? قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ ?، وقال: ? عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ?26?إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ? [الجن: 26، 27]، فمن صدق الكاهن في دعوى علم الغيب المطلق، فهذا كافر والعياذ بالله كفراً أكبر.

- وإن صدقه في غيب نسبي، يعني غاب عن الشيء نفسه، أو عن أشخاص، أتى بالخبر هذا الكاهن فهذا كفر أصغر، ومن الغيب النسبي: أن يمثل له بما سبق من الدلالة على موضع الضالة أو المسروق، فإذا كان هذا يخبر بهذا الغيب النسبي فهذا أمر ممكن، ولكن الشخص هذا الذي يأتي الكهان ينهى عن ذلك حتى ولو كانوا يخبرون بهذا الأمر الذي غاب عنه، وعلمه هؤلاء.

ـ[أم حنان]ــــــــ[08 - 05 - 09, 01:39 م]ـ

10 - فالله - سبحانه وتعالى - خلق أعياناً مشؤومة، وأعياناً مباركة، وقضى بسعادة وبركة من قارب هذه الأشياء المباركة، وبشؤم من قارب الأعيان المشؤومة، وهو سبحانه وتعالى خلق الأسباب وربطها بمسبباتها، و نحن نؤمن بهذه الأسباب الظاهرة، فكما خلق الله - عز وجل- الروائح الطيبة، وجعل الإنسان يرتاح للقرب منها، كذلك خلق أضدادها، وجعل الإنسان ينفر من أضدادها، من هذه الروائح الفاسدة؛ لأنها تؤذيه، وتؤذي من قاربها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير