تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أم حنان]ــــــــ[12 - 06 - 09, 12:41 م]ـ

45 - طيب بالنسبة للحلف بغير الله، الحلف بغير الله هو شرك أصغر كما في هذا الحديث: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) وقد يكون شركاً أكبر إذا اعتقد الحالف في المحلوف به أن له من العظمة مثلما لله -سبحانه وتعالى- إذا اعتقد الحالف أن للمحلوف عظمة أو منزلة تساوي ما لله -سبحانه وتعالى- فهذا يكون شركاً أكبر، أما إذا لم يعتقد أنها تساويه فإنه لا يكون شركاً أكبر وأما التعظيم فهو أصلاً الحالف لا يحلف إلا بما يعظمه، ما فيه أحد يحلف بشيء لا يعظمه، لكن إذا حصل أن هذا التعظيم اعتقد فيه أنه يصل إلى منزلة الله -عز وجل- يكون شركاً أكبر، وإذا قال: لا هو لا يصل إلى منزلة الله، فإنه لا يصل إلى حد الشرك الأكبر وإنما يكون شركاً أصغر سواءً كان الحلف بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أو حلف بولي من الأولياء أو حلف بالكعبة أو حلف بالأمانة أو حلف بوطنه أو حلف بقبيلته أو حلف بشرفه أو حلف بذمته.

46 - فالواجب على المسلم أن ينزل المخلوق منزلته، وأن لا يجعل المخلوق في منزلة الخالق -سبحانه وتعالى- فلا يقول: (لولا الله وفلان) بل يقول: "لولا الله ثم فلان" وعلى ذلك كل الألفاظ التي تأتي بما له تعلق يعني ما يتعلق الأول بالثاني فيجعل فيها ثم، كما سبق ما شاء الله ثم شئت، لولا الله ثم فلان، ونحو ذلك مما يجب أن يكون المخلوق متأخرا فيه عن الخالق، وأن يقدم الرب -سبحانه وتعالى- في مثل هذه الأمور ويُجعل المخلوق بـ "ثم" إن أراد أن يذكر المخلوق، وإن اقتصر على الخالق -سبحانه وتعالى- فهذا أكمل.

سؤال: إذن يا شيخ الخطأ ليس في حرف الواو فقط، وإنما يأتي على أحرف كثيرة، لولا الله أو فلان، لولا الله وفعل فلان أو شيء من هذا ليس مقصوراً على حرف الواو؟ قد يظن الناس أنه مقصور على حرف الواو فقط؟

هو التشريك بحرف الواو، يعني هذا هو الظاهر، أنه يكون التشريك بحرف الواو ويُنجى منها إذا ذكر "ثم" طبعًا هذه يذكر "ثم" إذا كان مما يجوز للمخلوق أن يفعله، مثلاً الاستعاذة يقول: أنا عائذ بالله ثم بك، هذا يجوز؛ لأنه يجوز أن تستعيذ بالمخلوق كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من استعاذ بالله فأعيذوه) فالمخلوق قد يُعيذ، لكن توجد أشياء لا تجوز إلا لله فلا يجوز أن تُذكر فيها "ثم" فلا يجوز أن تقول مثلاً: أنا تائب لله ثم إليك، أو أنا مصلٍ لله ثم لك، أو أنا كما سبق معنا متوكل على الله ثم عليك، أو أنا حالي مثل ...

سؤال: يعتمد على الله ثم مثلاً ...

في الأشياء العبادية التي لا تجوز إلا لله -سبحانه وتعالى- فلا يُذكر معها المخلوق لا بـ "الواو" ولا بـ "ثم" أما الأشياء التي يمكن أن تكون من فعل المخلوق، فإنها تُذكر بحرف ثم، إذا أراد أن يذكرها الشخص يذكرها للمخلوق، لكن لا يذكرها بالواو، لا يقال: أنا مستعيذ بالله وبك، أو أنا في وجه الله ووجهك، أو مثلما يقول بعض الناس: أنا داخل على الله وعليك، أو نحو ذلك.

سؤال: شيخنا الكريم ذكرتم الألفاظ وحكم بعضها، بعض الإخوة أرسل إلي ببعض الألفاظ يا شيخ المشتهرة على ألسن الناس منها قولهم: شورك وهداية الله يعني باللفظ العامي يا شيخ هل لهذا وجه؟.

نعم، هذا يعني يدخل في المساواة، كأنه يعني جعل الشور أو إستشارة هذا الشخص مساوية لهداية الله وأنه يجمع بينهما ثم يفعل الأمر فهذا من يمنع منه؛ لأنه فيه تسوية وتنديد.

47 - قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: (باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله وعن ابن عمر-رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حُلِفَ له الله فليرضَ ومن لم يرضَ فليس من الله) رواه ابن ماجة بسند صحيح).

هذا الباب عقده المؤلف -رحمه الله- لبيان منزلة التوحيد وأن الشخص المعظِّم لله -عز وجل- يقتنع بالحلف بالله، وأن عدم الاقتناع بالحلف بالله هذا مُخِل بتوحيده؛ لأنه هذا في الحقيقة يخل بتعظيمه للباري -عز وجل- إذ لو كان يعظم الرحمن لاقتنع بالحلف به، اقتنع بالحلف بهذا المعظَّم وقَبِل الحلف ما دام أن هذا الشخص علقه بالله أو حلف بالله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير