لماذا ينتظر سعيد فودة وجماعته رداً على الكاشف الصغير؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[07 - 05 - 09, 05:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آلة وصحبه أجمعين.
وبعد،
فإن كتاب الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية كتاب ألفه سعيد عبد اللطيف فودة سنة 1997 مسيحية، كما ذكره في خاتمة الكتاب، وصدر الكتاب سنة 2000 مسيحية، أي قبل تسع سنوات من كتابة هذه السطور.
ولم أقرأ هذا الكتاب، لأن عنوانه إن كان منبئاً عن مضمونه فما حاجتي إليه؟ فكتبُ ابن تيمية مبذولة للجميع، وطالب العلم السني له بها عناية كبيرة، فما حاجته لقراءة كتاب يكشف له عن عقائد ابن تيمية؟!
ثم إنني وقفت على أوراق بعنوان: " أجوبة أبي الفداء سعيد فودة على أسئلة طلاب الرياحين " نشرت سنة 2008م: سئل فيها: هل اطلعت على بعض الردود التي صدرت حول كتبك؟
الجواب: قد اطلعت على بعض الردود في منتدياتهم على الشبكة العنكبوتية، ولمَ أرَ لغاية الآن من استطاع أن يبتدئ ردَّاً ويكمله، أو يحسن نظمه، فكل واحد منهم عنده ملاحظة تدلُّ على جهله، أو تسرعه، فما إن يكتبها حتى تفرغ جعبته، وينقطع عن الكتابة ...
وقد التقيت ببعضهم ممن تقوده الحماسة لابن تيمية يعزم مرة بعد مرة على هدم ما أثبته في الكاشف وغيره، وما زال لغاية الآن يدور حول نفسه لا يدري ماذا يقول ".
وهذا الكلام جعلني أرجع لأنظر في الكتاب، لأنه أشعرني أنه ليس مجرد كشف عن عقيدة الرجل، وإنما هو من نمطٍ آخر، ينتظر مؤلفُه رداً عليه.
فقرأت مقدمة المُقدِّم، ومقدمة المؤلف، واطلعت على فهرس الكتاب وخاتمته، وقد اكتفيت بذلك عن قراءة سائر الكتاب، وإن اطلعت على بعض المواضع.
وقد تحصل لدي مجموعة من الملاحظات على ما قرأته:
الملاحظة الأولى: قال المؤلف ص469: " والمطلوب الحقيقي من هذا الكتاب هو تحقيق عقائد أهل السنة، وتمييزها عن عقائد أهل البدعة، أو إن شئت قلت تمييزها عن عقائد ابن تيمية.
وهذا التمييز ضروري جداً لأهل السنة خصوصاً في هذا الزمان الذي اختلطت فيه العقائد، ولم يعد الواحد يميز عقيدته عن عقيدة مخالفه ".
قال مقيده عفا الله عنه: هذا المقصد يدل على سذاجة المؤلف، فمن هذا الذي يزعم أن ابن تيمية موافق للأشعرية في عقائدهم؟!
وإن كان الغرض منه ذلك، فلم ينتظر منا رداً عليه؟ نحن نسلم له ذلك، ونقول له: نعم، عقائد ابن تيمية مخالفة لعقائد الأشعرية والماتريدية.
وإن كان المنتسبون إلى الأشعري من المعاصرين مضطربين في موقفهم من ابن تيمية، فما شأننا نحن بهم؟!.
ثم هو يدل على الضعف العلمي الذي آل إليه هؤلاء في هذا الزمان، وهذا ما أشار إليه مؤلف الكتاب بقوله: " ومن المصائب الكبيرة أن يحض كثير من مشايخ أهل السنة الناس على قراءة كتب ابن تيمية، ظانين أن مسائل الخلاف إنما هي مجرد تعبير عن العقائد، أو على الأكثر مسائل فرعية متناثرة هنا وهناك في كتبه، وبناء على تصورهم حكموا بأنه لا ضير على الناس في ذلك.
وهم لا يدرون أنهم بهذا الموقف يحكمون على عقيدتهم بالفناء ... " إلى آخر كلامه.
وهذه الحالة التي صورها المؤلف، تدل على همَّةٍ خسيسةٍ عند هؤلاء المشايخ، فإن كانوا لا يعرفون مذهب ابن تيمية فلم لا يرجعون إلى كتبه ليعرفُوه؟ أم أن كتبَ ابن تيمية مصنفةٌ باللغة الهندية أو الفارسية فيحتاجوا إلى من يترجم لهم كلامه؟!
وهذه الحالة الضعيفة التي كان يعانيها هؤلاء المشايخ صورها واحد منهم في مقدمته لهذا الكتاب ص9 بقوله: " كنا نتربص عالماً ينهض ببيان أفكار ابن تيمية كما هي دون تزيد.
وظهر مثل هذا في ثنايا بعض المؤلفات والكتب ولم يكن منها كتاب مختص يعالج الأمر هذا على الخصوص دون إلحاق له بأمور أخرى مع شدة التربص والترقب حتى جاءني الأستاذ النابه البحاثة الجاد سعيد فودة بكتابه الكاشف الصغير فوجدته قد أربى على الغاية وأتى بما تنشرح له الصدور في جانب بيان أقوال ابن تيمية على ما هي عليه دون تزيد أو استنباط، وإنما حاول شرح هذا الكلام حسب جهده وطاقته لتتضح صورته ولتبين معالمه. مستمداً كل ذلك من كتب ابن تيمية وحده ولم يعمد إلى أي كتاب من كتب من خاصمه فينقل عنه مذهباً أو رأياً لابن تيمية وهذا مذهب قويم في تحقيق الأفكار ليبينَ صحيحها
¥