تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورغم أن العمل التنصيري لا يتم بطريقة علانية، إلا أنه في الحقيقة متواصل، ومنظم، وموزع بطريقة عملية، مثلما هو واضح مع هؤلاء المنصرين، الذين وجدوا لأنفسهم مواقع إستراتيجية داخل المجتمع، ففي ولاية «تمنراست» 1900 كلم جنوب الجزائر، لا تزال كنيسة «أسكرام» تفتح أبوابها أمام المقبلين على العملية التنصيرية، بنفس الحماس القديم أو أشد، وبلغت نسبة المتمسحين في منطقة تيميمون في الجنوب الجزائري لوحدها 5? بزيادة 3? مقارنة بالسنوات الماضية، والملاحظ هنا، أن خطر التنصير يزيد استفحالا في الجنوب الجزائري كله، أي كلما كان الإبتعاد عن مركز «توات» أو «الزاوية التيجانية» أبرز رموز الدين الإسلامي وأهم من يهتم بنشره، في الجنوب الجزائري، وذلك بسبب الجهل بتعاليم الإسلام أو نقص التمسك بها.

وفي وقت شدّدت فيه الباحثتان على أنّ منطقة القبائل هي أكثر مناطق البلاد تضررا مما يمكن وصفه بحملة التنصير، استغربتا الإحاطة التي تحضى بها الحركة التنصيرية من طرف السلطات الجزائرية إلى منح الحماية للمرتدين خلال شهر رمضان حتى يمارسوا حياتهم دون التعرض للاستنكار أوالإحراج، وبهذا فهي لا تحمي المرتدين فحسب بل تشجعهم على ردتهم وتحثهم على الإصرار عليها. وليس هذا كل شيء بل تفتح الحدود البرية والبحرية والجوية أمام المنصرين لتمرير مختلف الكتب التنصيرية، مع أنّه كان جديرا حسب الباحثتين أن يتم قطع الطريق وجوبا على أساليب التنصير الحالية في منطقة القبائل، وركّزتا على أن أعلى معدلات الارتداد موجودة في المنطقة، خاصة في القبائل الكبرى، لأن ولاية بجاية والقبائل الصغرى بشكل عام، أكثر رسوخا في التمسك بتعاليم الإسلام، بسبب اختلاف البعد الحضاري بين مدينة بجاية أحد عواصم الإسلام الزاهرة في عهد الحماديين، ومدينة تيزي وزو التي برزت إلى الوجود بشكل مؤثر في العهد الاستعماري.

ونادت الباحثتان للإسراع بوضع استراتيجية فعالة للدفاع عن دين الشعب الجزائري، والعمل بجد على إيقاف هذه الردة، وما قد ينجر عنها من استغلال خارجي تستخدمه جهات خارجية مغرضة للدفاع عن الأقلية المسيحية في الجزائر.

* تنافس أمريكي ـ فرنسي لقيادة التنصير في الجزائر؟

كشف تقرير أمني وجود تنافس \'\'أمريكي - فرنسي\'\' حول من يقود حملات التنصير في الجزائر. ونبه إلى ضرورة الإسراع بتطويق الظاهرة قبل اتساع رقعتها وتصبح مطية لقوى أجنبية للتدخل في الشأن الداخلي بحجة حماية أقلية مسيحية في البلاد.

أوضح التقرير أن هذا التنافس يهدف للسيطرة وإحكام القبضة على \'\'كنيسة واضية\'\' بولاية تيزي وزو، والتي تعتبرها الجمعيات التنصيرية الأمريكية والفرنسية \'\'نواة حقيقية\'\' لأنشطة التنصير في منطقة القبائل التي تمتد إلى ولايات أخرى. ووصف نفس المصدر هذه الكنيسة بأنها \'\'أكثر الكنائس نشاطا وحركة\'\'.

ولا يفرق التقرير بين الكنائس البروتستانتية ومثيلتها الكاثوليكية، حيث أكد على أنهما وإن تختلفان في الشكل والطرق التي تستعملانها لاستمالة الجزائريين، فإنهما متفقتان تمام الاتفاق على هدف واحد وهو \'\'ضرب وحدة الجزائر في دينها على المدى المتوسط، وعلى المدى البعيد المساس بوحدة التراب الوطني\'\'،

وذلك من خلال \'\'إيجاد أقلية مسيحية في منطقة القبائل تحديدا، ما قد يؤدي إلى بروز وضع يصعب التعامل معه في المستقبل. ويدق التقرير ناقوس الخطر عندما يشير إلى ظاهرة جديدة تتمثل في \'\'تزايد عدد دور الحضانة ورياض الأطفال والفنادق ... \'\' في المنطقة، ويتم استخدامها فضاءات مفضلة لنشر المسيحية، علاوة على أماكن ممارسة الشعائر المسيحية التي يتم فتحها بدون رخصة.

وفي نفس التقرير، يقف المحققون على خروق خطيرة في هذا الجانب، حيث يؤكد أن \'\'مناهج التعليم المطبقة من طرف المشرفين على دور الحضانة ورياض الأطفال وأقسام ما قبل التمدرس (التحضيري) غير مطابقة لمناهج وزارة التربية الوطنية، وتتناقض مع مقومات الأمة ومبادئ الدولة الجزائرية\'\'.

وينبه التقرير إلى \'\'زيارات مشبوهة\'\' تقوم بها \'\'شخصيات وقساوسة أجانب\'\' إلى منطقة القبائل، في إطار ملتقيات ومؤتمرات ولقاءات، لكن في الحقيقة يقومون بأنشطة تنصيرية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير