وذكر المحققون عددا من الأسماء زارت المنطقة خلال فترات مختلفة، من بينهم \'\'جاك بوفي (سويسري الجنسية)، وصاموئيل سميث ولوران شيفمان وإدوار كوفالسكي (فرنسيون) وإيريك لي جينكينس (أمريكي) \'\'.
ويوصي التقرير في هذا المجال \'\'بضبط عملية دخول وتنقل وإقامة رجال الدين المسيحيين وأعضاء البعثات التبشيرية، مع الالتزام بالصرامة في مراقبتهم وبأن تتضمن تصاريح الإقامة منعا صريحا لأي عمل أو نشاط ثقافي موجه للجماهير\'\'.
لكن ماذا عن الحملات التنصيرية وكيف تتعامل معها السلطات العمومية؟ يعود التقرير في البحث عن جذور هذه الظاهرة في الجزائر، إلى سرد وقائع حدثت قبل الاستقلال بعامين، حيث نجد أن تأسيس أول حملة تبشيرية بروتستانتية أمريكية رجع الفضل فيها إلى القس غريفيت الذي غادر الجزائر في سنة 1960 إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي توفي فيها سنة 1970.
وبعد الاستقلال، أسندت رئاسة الحملة لجزائري يدعى أرزقي لكلو الذي بقي على رأسها إلى غاية 1970، حيث كانت مشكلة أساسا من خمس جمعيات مسيحية تتمركز في كل من الجزائر العاصمة ومستغانم وقسنطينة، بعد أن تحالفت واتحدت لتشكيل الجمعية الثقافية للكنيسة الإصلاحية الجزائرية.
وفي الفترة ما بين 1990 إلى 2005، وبعد أن أشارت التحقيقات إلى أن \'\'الكنيسة البروتستانتية نجحت في تحويل عدد كبير من الجزائريين عن الإسلام واعتناق المسيحية من الاستقلال إلى اليوم\'\'، أكد التقرير أن السلطات العمومية كانت - طوال هذه الفترة - في مواجهة مستمرة مع أفراد هذه الكنيسة الذين كانوا \'\'لا يتوانون عن إنشاء جمعيات جديدة كلما أقدمت السلطات العمومية على حلها\'\'.
وهو ما حدث مع الكنيسة البروتستانتية الجزائرية التي ترأسها القس جاك بلان إلى غاية 1989 قبل أن يتم استخلافه بالقس الأمريكي جونسون هيوغ غريزون الذي غادر الجزائر قبل أسابيع، بعد أن صدر في حقه قرارا بالطرد. وحول حالة القس جونسون، ذكر التقرير أن قرارا بالطرد سبق أن صدر في حقه في سنة 1971 بسبب أنشطته التنصيرية، لكن القرار لم ينفذ يومها بسبب \'\'تجميده من طرف المديرية العامة للأمن الوطني\'\'.
ونجد في صفحة أخرى من التقرير، أن النشاط التنصيري للكنيسة البروتستانتية يمتد إلى وهران عبر جمعية الرجاء التي بدأت حملتها في 1998 ويرأسها أورحمان يوسف (من مواليد مدينة وجدة المغربية سنة 1956) وهو تاجر ومتزوج من سيدة تحمل الجنسية الماليزية.
وتتخذ هذه الجمعية من تعاونية الفجر بحي العقيد عباس في عين الترك، مقرا لها، في بناية مكونة من 3 طوابق، يضم الطابق الأرضي قاعة كبيرة تستخدم للصلاة وتتسع لـ100 شخص. كما تستخدم كأستديو لتسجيل البرامج والدروس التي تتحدث عن الدين المسيحي.
ويضم الطابقان، الأول والثاني، غرفا مخصصة لاستقبال وإيواء طلبة وأشخاص من فئات أخرى، إضافة إلى أعضاء الجمعية التي تتبع الكنيسة الرئيسية في الجزائر العاصمة التنصير قد يحول الجزائر إلى جنوب السودان؟
* أوّل تقرير رسمي عن ظاهرة التنصير في الجزائر:
كشف تقرير أعدّته جهة رسمية جزائرية حول النشاط التنصيري بمختلف مناطق ولاية تيزي وزو، أن شخصيات محلية نافذة تنشط تحت ظل بعض الحركات البربرية والأحزاب اللائكية والحركة الانفصالية وحركة العروش. سعت بكل ثقلها من أجل تدعيم الحركة التنصيرية في منطقة القبائل خلال السنوات الماضية وبذلت قصارى جهدها من أجل إشاعة الإباحية وطبعها بمختلف أنواع الفساد والرذيلة.
البروتستانت يحظون بدعم اللاّئكيين والانفصاليين وعناصر من العروش
وجّه التقرير أصابع الاتهام في ما تتعرّض له الجزائر عامة ومنطقة القبائل خصوصا، من حملات همجية لتنصير المسلمين، إلى كلّ من أعضاء البعثة الكاثوليكية المسؤولة عن تنصير شمال إفريقيا وأعضاء الكنيسة البروتستانتية المرتبطة بصفة مباشرة بالأطروحات والهيمنة الاستعمارية على المنطقة، وعلى الرغم من وجود اختلاف في منهجية العمل لدى الفرقتين إلا أنهما يلتقيان في الأهداف المسطرة والمرجوّة من وراء نشاطهما.
¥