تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يَحْصُلُ لَهُ مُشَاهَدَةٌ قَلْبِيَّةٌ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى تُفْنِيَهُ عَنْ الشُّعُورِ بِحَوَاسِّهِ فَيَظُنَّهَا رُؤْيَةً بِعَيْنِهِ وَهُوَ غالط فِي ذَلِكَ وَكُلُّ مَنْ قَالَ مِنْ الْعِبَادِ الْمُتَقَدِّمِينَ أَوْ الْمُتَأَخِّرِينَ أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ فَهُوَ غالط فِي ذَلِكَ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ. نَعَمْ رُؤْيَةُ اللَّهِ بِالْأَبْصَارِ هِيَ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ أَيْضًا لِلنَّاسِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ؛ كَمَا تَوَاتَرَتْ الْأَحَادِيثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهـ

فشيخ الإسلام حكاه مجزوما به للمؤمن، وفصل أكثر أن ليس كل أحد يناله ..

وموضوع رؤية الله في المنام فيه خلاف وقد حكى الأكثر على وقوعه ..

قال المناوي في فيض القدير (6/ 171) عند شرح حديث: (من رآني في المنام فقد رآني):

وقال عياض: لم يختلف العلماء في جواز صحة رؤية الله في النوم وإن رئي على صفة لا يليق بجلاله من صفات الأجسام لتحقق أن المرئي غير ذات الله إذ لا يجوز عليه التجسم ولا اختلاف الحالات بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فكانت رؤيته تعالى في النوم من باب التمثيل والتخييل.

وقال ابن العربي: في رؤية الله في النوم أوهام وخواطر في القلب بأمثال لا تليق به في الحقيقة ويتعالى عليها وهي دلالات للرائي على أمر كان ويكون كسائر المرئيات وقال غيره: رؤيته تعالى في النوم حق وصدق لا كذب فيها في قول ولا فعل. اهـ

وفي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ عبد العزيز الراجحي (1/ 130):

س: هل ثبت عن أحد من السلف أنه رأى الله في المنام كما ذكرت ذلك بعض الكتب، وما مدى صحة ذلك؟

ج: ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن رؤية الله في المنام ثابتة، وأن جميع الطوائف أثبتوا الرؤية في المنام إلا الجهمية من شدة إنكارهم لرؤية الله حتى أنكروا رؤية الله في المنام، ويقول شيخ الإسلام --رحمه الله-: إن جميع الطوائف يثبتون الرؤية في المنام ولا شيء في ذلك لكن لا يلزم من ذلك أن يكون ما رآه الإنسان مشابه لله، بل يقول: إن رؤيته على حسب اعتقاده، فإذا كان اعتقاده صحيح رأى الله برؤية حسنة، وإذا كان اعتقاده غير صحيح رأى الله رؤية مناسبة لاعتقاده، ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم أصح الناس اعتقادًا، وأكمل الناس عبودية رأى الله في أحسن صورة كما في الحديث (رأيت ربي في أحسن صورة فوضع كفيه فقال: يا محمد أتدري فيم يختصم الناس -هذا الاختصام في الملأ الأعلى- فقلت: لا يا رب فوضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله فعلمت ما بعد ذلك)

المقصود أن الرؤية في المنام يقول شيخ الإسلام: ثابتة عند جميع الطوائف عدا الجهمية.

وفي سلسلة الأسماء والصفات للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي (5/ 17):

اختلف في رؤية الله في النوم، فقالت طائفة من السلف: لا يمنع نص من رؤيته في النوم؛ لأن الرؤية في النوم إنما هي بالأرواح لا بالأشباح فليست راجعة للبصر، والنفي إنما جاء معلقاً بالأبصار بقوله: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام:103] وعلى هذا فالرؤيا غير الرؤية، فيمكن أن يرى من الرؤيا لا من الرؤية في الدنيا.

وروي عن الإمام أحمد أنه رآه في النوم مرات كثيرة، وأنه سأله عن أقرب ما يتقرب به المتقربون إليه؟ فقال: قراءة القرآن، فقال: أي ربي بفهم وبغير فهم؟ فقال: بفهم وبغير فهم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله: (رأيت ربي في أحسن صورة). اهـ

فقول بو خبزة عن شيخ الإسلام:

وابن تيمية رحمه الله بالغ في هذا الموضوع متأثراً بماضيه فيالتصوف وما ترسب في عقله الباطن من آثار ذلك. الخ

فيه تجن ظاهر على شيخ الإسلام لأن ما قاله مقيد أولا، ومنقول عن أهل السنة وأن ممن رده الجهمية كما ذكر الشيخ الراجحي ..

والله أعلم.

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[21 - 05 - 09, 02:07 ص]ـ

أما شيخ الإسلام فقال عن نفسه: لقد كنا نحسن الظن بابن عربي حتى رأيت "فتوحاته" و"فصوصه" فتبين لنا غرض الرجل ... أو كما قال

أما ابن القيم فقال عن شيخه في معرض حديثه عن "منزلة السرور": وكان هذا هو مقام شيخنا ابن تيمية ... أو كما قال

بالنسبة لكلام شيخ الإسلام عن ابن عربي، ينظر: مجموع الفتاوى (11/ 239) و (4/ 131) و (2/ 356 و464)؛ والرجال الذين تكلم عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى لعبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني، ص: 15 - 19.

وبالنسبة لكلام ابن القيم في شيخه ابن تيمية، ينظر مختصر مدارج السالكين - لابن قيم الجوزية شرح منازل السائرين لأبي ذر الهروي المالكي - لخالد عبد الرحمن العكّ: باب ثمرة الرضى، ص: 78؛ ومن طلب الإسناد العالي فلينظر مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن القيم (2/ 176).

وعلى الله قصد السبيل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير