تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الجواب بالإلزام على شبهة علو الله علو مكانة ومنزلة]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 06 - 09, 05:58 ص]ـ

[الجواب بالإلزام على شبهة علو الله علو مكانة ومنزلة]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ,ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:

لعل من الشبه القوية لمن نفى علو الله على خلقه؛ الاستدلال بأن علو الله علو مكانة ومنزلة وقهر وليس علوا حقيقيا؛ والاستدلال على ذلك بأسلوب من أساليب لغة العرب؛ بأن العرب تقول فلان فوق فلان وتريد به العلو المعنوي وليس الحقيقي.

ولعل من أقوى الأدلة التي وقفت عليها في رد هذه الشبهة؛ الرد عليهم بالإلزام في مسألة أخرى يقررونها؛ أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولم أر من نبه إليها - حسب علمي-؛ وهي كالآتي:

الفلاسفة المنتسبون للإسلام كابن سينا وغيره يرون أن هذا العالم موجب بالذات أي ملازم لذات الله أزلا؛ أي يقارنه مقارنة العلة للمعلول , ولا يتقدم عليه ويرون أن العالم قديم بقدم موجبه.

وهؤلاء الفلاسفة يجيبون من أثبت لله أولية أو قدما بأن هذه الأولية والتقدم ليس تقدما حقيقيا , وإنما هو تقدم وأولية في المنزلة والمكانة؛ ويستدلون على ذلك بأن لغة العرب تحتمل ذلك؛ فالعرب تقول فلان يتقدم فلان , ويريدون به التقدم المعنوي وليس الحقيقي!

ومعلوم أن من الصفات السلبية التي يثبتها = الأشاعرة = لله = صفة القدم = وهي انتفاء العدم السابق؛ وهو بمعنى الأولية والتقدم؛ وقد اشتد الأشاعرة على خصومهم الفلاسفة في المسألة المتقدمة وهي مسألة قدم العالم؛ وأثبتوا لله تقدما حقيقيا وليس فقط معنويا.

فيأتي الآن الإلزام:

وهو أن يقال لهؤلاء الأشاعرة ما تجيبون به أولئك الذين يجعلون تقدم الباري تقدم رتبة ومنزلة وليس ذاتيا حقيقيا؛ نجيبكم به أهل السنة والجماعة أن علو الله على خلقه علوا ذاتيا حقيقيا؟

فهذه المسألة شبيهة بذلك!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فمن جعل علوه على العالم ليس إلا بالرتبة والقدرة ونحوهما؛ فهو شبيه بمن جعل تقدمه على العالم ليس إلا بالرتبة والتوليد ونحوهما , وهذا في الحقيقة إنكار لكونه الأول وإثبات لمقارنة العالم له في الزمان , وذلك إنكار لكونه هو الظاهر وإثبات لمقارنة العالم له في المكان , وكلا القولين يعود إلى تعطيل الصانع في الحقيقة.

بيان تلبيس الجهمية (5

178,179)

وقال رحمه الله: ومن أعطى النظر حقه علم أن هؤلاء الملاحدة قلبوا الحقيقة ,ونفوا عن الرب التقدم الحقيقي ومنعوا إمكان التقدم الحقيقي بحال كما أنهم وملاحدة المتكلمين في العلو قلبوا الحقيقة فنفوا عن الرب العلو الحقيقي والمباينة الحقيقية بل منعوا إمكان العلو الحقيقي والمباينة الحقيقة ... والتقدم والتأخر قسيمان للمقارنة التي يعبر عنها بلفظ (مع) فيقال هو متقدم عليه أو متأخر عنه أو هو معه وإذا كان كذلك فالتقدم والتأخر والمقارنة إنما هي بالزمان والمكان كما أنه المستعمل في ذلك إذا قلب الزمان والمكان وهي الألفاظ التي تسمى ظروف الزمان والمكان.

بيان تلبيس الجهمية (5

192,193)

وهذه فائدة مهمة جدا - في ظني - لمن تدبرها.

والله أعلم

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[04 - 06 - 09, 11:49 ص]ـ

وهذه فائدة مهمة جدا - في ظني - لمن تدبرها.

زادك الله من فضله ومنه.

نعم فائدة مهمة جدًا، أفدتنا بها بارك الله فيك

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 06 - 09, 02:27 م]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك

وقال شيخ الإسلام: والباري سبحانه وتعالى فوق العالم فوقية حقيقية ليست فوقية الرتبة كما أن التقدم على الشيء قد يقال إنه بمجرد الرتبة كما يكون بالمكان مثل تقدم العالم على الجاهل وتقدم الإمام على المأموم فتقدم الله على العالم ليس بمجرد ذلك بل هو قبله حقيقة؛ فكذلك العلو على العالم قد يقال إنه يكون بمجرد الرتبة كما يقال العالم فوق الجاهل وعلو الله على العالم ليس بمجرد ذلك بل هو عال عليه علوا حقيقيا وهو العلو المعروف والتقدم المعروف فهذا هو الذي يدل عليه ما ذكره من الموازنة والمقابلة وكلاهما حق يقولون به فعلم أن الحجة عليه لا له.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير