تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال في كتاب «الإبانة عن أصول الديانة» إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل له نقول: إن الله عز وجل مستو على عرشه كما قال: ? الرحمن على العرش استوى ? واستدل بآيات من القرآن على علو الرب فوق السموات , ومنها قول الله عز وجل: ? أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ? ثم قال: فالسموات فوقها العرش , فلما كان العرش فوق السموات قال: ? أأمنتم من في السماء ? لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات , وكل ما علا فهو سماء. فالعرش أعلى السموات , وليس إذا قال: ? أأمنتم من في السماء ? يعني جميع السموات. وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات إلى أن قال: ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السموات , فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش. انتهى.

قول أبي بكر محمد بن الحسين الآجري:

قد ذكرت كلامه في ذلك مع أقوال الذين نقلوا الإجماع على أن الله تعالى فوق العرش , وعلمه محيط بكل شيء من خلقه , وقد ذكر أن هذا قول المسلمين.

وقال في كتاب «الشريعة» قال جل ذكره: ? سبح اسم ربك الأعلى ? وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح دعاءه يقول: «سبحان ربي الأعلى الوهاب» وكان جماعة من الصحابة إذا قرءوا ? سبح اسم ربك الأعلى ? قالوا: سبحان ربنا الأعلى. منهم علي بن أبي طالب , وابن عباس , وابن مسعود , وابن عمر رضي الله عنهم , وقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا في السجود: «سبحان ربي الأعلى ثلاثاً» وهذا كله يقوي ما قلنا أن الله عز وجل العلي الأعلى , عرشه فوق السموات العلى , وعلمه محيط بكل شيء خلاف ما قالته الحلولية. نعوذ بالله من سوء مذهبهم.

وقال أيضاً: ومما يحتج به الحلولية مما يلبسون به على من لا علم معه قول الله عز وجل: ? هو الأول والآخر والظاهر والباطن ? وقد فسر أهل العلم هذه الآية: هو الأول قبل كل شيء من حياة وموت , والآخر بعد كل شيء بعد الخلق , وهو الظاهر فوق كل شيء , يعني ما في السموات , وهو الباطن دون كل شيء يعلم ما تحت الأرضين , دل على هذا آخر الآية: ? وهو بكل شيء عليم ? كذا فسره مقاتل بن حيان , ومقاتل ابن سليمان , وبينت ذلك السنة. ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء».

قال: ومما يلبسون به على من لا علم معه قوله تعالى: ? وهو الله في السموات وفي الأرض ? وبقوله عز وجل: ? وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ? وهذا كله إنما يطلبون به الفتنة. كما قال الله عز وجل: ? فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ? وعند أهل العلم من أهل الحق: ? وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ? هو كما قال أهل الحق: يعلم سركم. مما جاءت به السنن أن الله عز وجل على عرشه , وعلمه محيط بجميع خلقه , يعلم ما تسرون وما تعلنون , يعلم الجهر من القول , ويعلم ما تكتمون. وقوله عز وجل: ? وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ? فمعناه أنه جل ذكره إله من في السموات وإله من في الأرض , هو الإله يعبد في السموات , وهو الإله يعبد في الأرض , هكذا فسره العلماء. ثم روى بإسناده عن قتادة في قول الله عز وجل: ? وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ? قال: هو إله يعبد في السماء , وإله يعبد في الأرض. انتهى.

قول الحافظ أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان:

ذكر الذهبي في كتاب «العلو» وابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عنه

أنه قال في كتاب «العظمة»: ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظمة خلقهما,

وعلو الرب جل جلاله فوق عرشه , ثم ساق جملة من الأحاديث في ذلك.

قول أبي الحسن بن مهدي تلميذ الأشعري:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير