تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفا، فالآن حين انتهى إلى قعرها.

ومعنى أرسله الله في جهنم من سبعين خريفاً: أي أنها مخلوقة موجودة.

وهناك كثير من الأحاديث المتواترة في هذا المعنى ..

وقد رأي النبي صلى الله عليه وسلم فيها قصراً لعمر ورأى مناديل سعد وسمع صوت خشخشة بلال في الجنة ورأى عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وغير ذلك مما صح ونقل في الأخبار ..

وقد خالفت المعتزلة بجهلهم في هذه المسألة، وقالوا أن الجنة والنار يخلقهما الله يوم القيامة!! وقد رد عليهم كثير من أئمة أهل السنة وبينوا جهلهم بالآثار والسنن.

3 - الجنة فوق السماء السابعة وتحت عرش الرحمن

قال تعالى: (عِندَ سِدْرَةِ ?لْمُنتَهَى? * عِندَهَا جَنَّةُ ?لْمَأْوَى?) [النجم- 15]

وفي صحيح البخاري [7423] عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة.

فثبت بهذا الحديث أن الجنة تحت عرش الرحمن ..

ونربطه بالحديث الآتي في قصة الإسراء في صحيح مسلم [162] من رواية أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم:

.. وقال في السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمارها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها وأوحى إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة كل يوم وليلة .. الحديث ..

وثبت بهذا الحديث أن سدرة المنتهى فوق السماء السابعة، وعليه فالجنة يقيناً – والعلم الحق عند الله – فوق السماء السابعة وتحت عرش الرحمن كما دل عليه هذين الحديثين.

4 - وأن النار في مكان يعلمه الله

أما مكان النار فقيل فيه قوله تعالى: (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ* كِتَابٌ مَّرْقُومٌ) [المطففين]

قال ابن كثير: والصحيح أن سجيناً مأخوذ من السجن وهو الضيق، فإن المخلوقات كل ما تسافل منها ضاق وكل ما تعالى منها اتسع، فإن الأفلاك السبعة كل واحد منها أوسع وأعلى من الذي دونه، وكذلك الأرضون كل واحدة أوسع من التي دونها حتى ينتهي السفول المطلق والمحل الأضيق إلى المركز في وسط الأرض السابعة، ولما كان مصير الفجار إلى جهنم وهي أسفل السافلين كما قال تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنَـ?هُ أَسْفَلَ سَـ?فِلِينَ * إِلاَّ ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّـ?لِحَـ?تِ .. )

وقال هاهنا: (كَلاَّ إِنَّ كِتَـ?بَ ?لْفُجَّارِ لَفِى سِجِّينٍ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ .. )

وهو يجمع الضيق والسفول كما قال تعالى:

(وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً). اهـ

فالحق أنه لم يأت دليل صحيح يعين مكان جهنم الآن، غير أننا على يقين بأن الله خلقها وأنها موجودة وأنها تأتي يوم القيامة من مكان آخر غير التي ستكون فيه يوم القيامة كما دلت الآيات والأحاديث ..

ولعل عدم إطلاعنا على مكان النار من حكمة الله تبارك وتعالى .. إذ إنه لو علم مكانها يقيناً لما فرح مخلوق على وجه الأرض .. والله تعالى أحكم وأعلم.

5 - وأن رسول الله رآهما حقاً

وفي ذلك أحاديث كثيرة .. منها: حديث ابن عباس في قصة الخسوف:

ففي الصحيحين [البخاري 5197 ومسلم 907] قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني رأيت الجنة أو أريت الجنة فتناولت منها عنقوداً ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أر كاليوم منظراً قط ورأيت أكثر أهلها النساء. الحديث.

وفي حديث الإسراء قال النبي صلى الله عليه وسلم: أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل يضع حافره عند منتهى طرفه فلم نزايل ظهره أنا وجبريل حتى أتيت بيت المقدس ففتحت لي أبواب السماء ورأيت الجنة والنار.

[أنظره في صحيح الجامع الصغير للألباني 128 وقد حسنه]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير