تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلها ليلة الإسراء كما رواه البخاري في أول كتاب الصلاة، وعلى أساس أن جمهور العلماء من السلف والخلف يقولون أن الإسراء بالروح والجسد معاً.

أما دخول النار حقيقة ففيه أحاديث خاصة وعامة ..

فمن الخاصة حديث عمرو بن لحي فقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح يجر قصبه في النار ..

وحديث المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها وهما في الصحيحين.

ومن العام أحاديث كثيرة منها ما جاء عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة قلت ما هذه الأصوات؟ قالوا هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال قلت من هؤلاء قالا: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم .. الحديث.

[قال المنذري: رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وصححه الألباني]

وظاهره أنه رؤيا منامية، ورؤيا الأنبياء حق ووحي كما ورد.

والأعم من ذلك أيضاً ما جاء في الصحيحين [البخاري 3241 ومسلم 2738] عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء.

ولا ندري هل دخلها هؤلاء بأجسامهم حقيقة أم لا ..

فالتحقيق في المسألة إن شاء الله:

أنه قد علم يقيناً أن الله خلق الجنة والنار، وأنهما موجودتان الآن، وإذا ثبت مما نقلناه من أحاديث أن أرواح الشهداء تدخل الجنة وأرواح الكافرين تدخل النار حقيقة، فدخول أرواح المؤمنين الجنة وأرواح الكافرين النار في صورة من صور البشر التي كانوا عليها ..

كما أفاد كلام ابن القيم في كتابه الروح:

أن الأرواح تأخذ شكل الجسد وهيئته بعد مفارقتها له وأن الله سبحانه سوى نفس الإنسان كما سوى بدنه بل سوى بدنه كالقالب لنفسه فتسوية البدن تابع لتسوية النفس .. وساق أدلة قوية على ذلك فليراجعها من أراد الزيادة.

فيكون دخول المؤمن الجنة ودخول الكافر النار بروحه لا بجسده، وما يقع عليه من نعيم وعذاب يقع على الروح والجسد معا قبل يوم القيامة، كما رجح هذا الأخير جمهور أهل السنة ..

وإذ قد جاء عن رسول الله أنه رأى فيهما أناسا يعذبون وآخرون ينعمون رؤيا عين، فلابد وأن يكون هذا دخولا حقيقيا للروح في هيئة الجسد ..

ومن حجج الذين أنكروا وجود الجنة والنار الآن وأن الله يخلقهما يوم القيامة أنهم قالوا: كيف يخلقهما وهما معطلتان من أهلهما؟

فيكون هذا الذي قلناه رداً عليهم وجمعاً بين الأدلة .. والله اعلم.

12 - ما يوجد من الجنة والنار في الدنيا

ثبت أن الحر وشدة البرد وهو الزمهرير من نار الآخرة كما مر معنا في حديث الصحيحين [البخاري 3260 و 538 ومسلم 617] قول النبي صلى الله عليه وسلم عن النار: فأشد ما تجدون من الحر فمن سمومها وأشد ما تجدون من البرد فمن زمهريرها.

ومنه حديث أبي ذر في الصحيحين [البخاري 3258 ومسلم 616] وأبي سعيد في البخاري مرفوعا: أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم.

وثبت كذلك أن الحمى من نار جهنم كما روى البخاري عن عائشة وابن عمر مرفوعا: الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء.

[متفق عليه رواه البخاري 3263 ومسلم 2210]

وصح من حديث أبي هريرة مرفوعا: ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم، قيل: يا رسول الله! إن كانت لكافية؟ قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها.

[رواه مسلم 7344 وأحمد 8126 والترمذي 2589]

أما ما ورد عما هو في الدنيا وأصله من الجنة فكثير ..

منها: أنهار سيحان وجيحان والفرات والنيل ..

كما في حديث أبي هريرة عند مسلم [2839] قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة.

قال الإمام النووي في شرح الحديث بعد أن أثبت أن سيحان وجيحان غير سيحون وجيحون ورد على القاضي عياض في ذلك:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير