تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والأصح أن الحديث على ظاهره وهذه الأنهار لها مادة من الجنة، والجنة مخلوقة اليوم عند أهل السنة، وقد ذكر مسلم في كتاب الإيمان في حديث الإسراء: أن الفرات والنيل يخرجان من الجنة وفي البخاري: من أصل سدرة المنتهى .. اهـ من النووي.

ومنها الحجر الأسود:

كما في حديث أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس في الأرض من الجنة إلا ثلاثة أشياء: غرس العجوة وأوراق (وأواق) تنزل في الفرات كل يوم من بركة الجنة، والحجر (أي الحجر الأسود).

[انظر الحديث وتخريجه في الصحيحة رقم 3111]

وأما قوله عن الحجر الأسود: وما على الأرض من الجنة غيره [الصحيحة 3355] فقد بين الألباني رحمه الله أن المراد ما على الأرض من الحجارة غيره في الجنة. والله أعلم.

ومنها الركن والمقام:

وفيه حديث عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب.

[رواه الترمذي 878 وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 1633]

ومنها قوائم المنبر النبوي وفيه حديثين في المسند:

الأول: عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قوائم منبري رواتب في الجنة.

والثاني: عن سهل بن سعد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

منبري على ترعة من ترع الجنة، فقلت له ما الترعة يا أبا العباس؟ قال الباب.

[الحديثان في المسند وصححهما الألباني في الصحيحة برقم 2050 و 2363]

والله أعلى وأعلم.

13 - عظم اتساع الجنة والنار

قال تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران-133]

وقال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد-21]

قال ابن كثير:

أي كما أعدت النار للكافرين .. وقد قيل إن معنى قوله (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ) تنبيها على اتساع طولها كما قال في صفة فرش الجنة (بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) أي فما ظنك بالظهائر؟

وقيل: بل عرضها كطولها لأنها قبة تحت العرش والشيء المقبب والمستدير عرضه كطوله وقد دل على ذلك ما ثبت في الصحيح: إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وسقفها عرش الرحمن .. الحديث.

وفي صحيح ابن حبان عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أرأيت جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت هذا الليل قد كان ثم ليس شيء أين جعل؟ قال: الله أعلم .. قال: فإن الله يفعل ما يشاء.

[أنظره في صحيح ابن حبان 1/ 306 وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم ورواه الحاكم 1/ 92 وصححه]

وعن طارق بن شهاب: إن ناسا من اليهود سألوا عمر بن الخطاب عن جنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ فقال لهم عمر: أرأيتم إذا جاء النهار أين الليل؟ وإذا جاء الليل أين النهار؟ فقالوا: لقد نزعت مثلها من التوراة.

وجاء مثله عن ابن عباس أن رجلا من أهل الكتاب قال: يقولون {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} فأين النار؟ فقال رضي الله عنهما: أين يكون الليل إذا جاء النهار؟ وأين يكون النهار إذا جاء الليل؟

قال ابن كثير: وهذا يحتمل معنيين:

أحدهما: أن يكون المعنى في ذلك أنه لا يلزم من عدم مشاهدتنا الليل إذا جاء النهار أن لا يكون في مكان وإن كنا لا نعلمه وكذلك النار تكون حيث يشاء الله عز وجل وهذا أظهر كما تقدم في حديث أبي هريرة.

الثاني: أن يكون المعنى أن النهار إذا تغشى وجه العالم من هذا الجانب فإن الليل يكون من الجانب الآخر فكذلك الجنة في أعلى عليين فوق السموات تحت العرش وعرضها كما قال الله عز وجل {كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ} والنار في أسفل سافلين فلا تنافي بين كونها كعرض السموات والأرض وبين وجود النار والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير