تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وخطته هذه تستهدف بالخصوص السذج في البالتولك ممن لازال في قلبه بقية إسلام وإيمان مع جهل يُرثى له بمقتضيات الإسلام والإيمان, ممن انخدع بالعَلمانية من المسلمين, ليقتلع مراد بهذه التدليسات والتزويرات ما تبقى في قلبه من إيمان, فيتحول الضحية إلى علماني ملحد صريح فيلتحق بركب إخوانه العلمانيين المرتدين الذي يفتخرون بكفرهم وإلحادهم على الملأ بعد أن كانوا في بادئ الأمر يزعمون أنهم مسلمون لهم قراءتهم الخاصة وفهمهم الخاص للنص القرآني

مهد الكذاب الأشر لكذبته الكبرى بمقدمة ليخدع بها المغفلين الذين يصدقون كل منافق عليم اللسان. بقوله: هذه مصادرنا ونحن أهل السنة, فتجد في المجلس من المغفلين المُنخدعين ممن يزعمون أنهم مسلمون يُصفقون له ويُسلمون له في كل ما قال ونقل ويشهدون له بالكفاءة في قراءة النصوص وتحليلها فلما شاهدت حالهم هذا تذكرت قصيدة ساخرة كنت أحفظها في صغري

وزارة الإعلام

تقدم الأفلام

لتُفرحَ الأغنام

في ذاك المذبِح

ولما رويت قصة هذا المدلس وقصة المنخدعين به وأمثالهم لإمام مسجد في هولندا لما زرتها علق بهذه الأبيات لأحد الشعراء من حفظه فأنقلها لكم هنا لعموم الفائدة:

في زخرفِ القول ترجيحٌ لقائلهِ **** والحقُّ قد يعتريه بعضُ تغييرِ

تقول هذا مُجاجُ النحلِ تمدحُهُ **** وإن تعِبْ قلت ذا قَيْء الزنابير

مدحاً وذماً وما جاوزت وصفهما **** سحر البيان يُري الظلماء كالنور

***************

وفي الختام أنقل لكم ما ذكره الإمام القاضي عياض السبتي المغربي في كتابه الشفا في التعريف بحقوق المصطفى:

في حكم من نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم, ويليه أقوال السلف ومنهم الإمام مالك, لأن هذا الكذاب أول ما دخل البالتولك قبل ثلاث سنوات قال نحن المغاربة على مذهب مالك ما لنا وللسلفية الحنبلية كأن مشكلته فقط معهم

قال الإمام القاضي عياض: اعلم وفقنا الله وإياك أن جميع من سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو عابه، أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه، أو خصلة من خصاله، أو عرض به، أو شبهه بشيء على طريق السب له، أو الإزراء عليه، أو التصغير لشأنه أو الغض منه، والعيب له، فهو ساب له، والحكم فيه حكم الساب، يقتل كما نبينه، ولا نستثني فصلا من فصول هذا الباب على هذا المقصد، ولا نمتري فيه تصريحا كان أو تلويحا. وكذلك من لعنه أو دعا عليه، أو تمنى مضرة له، أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام، وهجر ومنكر من القول وزور، أو عيره بشيء مما جرى من البلاء، والمحنة عليه، أو غمصه ببعض العوارض البشرية الجائزة، والمعهودة لديه.

وهذا كله إجماع من العلماء، وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرا.

وقال حبيب بن ربيع القروي: مذهب مالك، وأصحابه أن من قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: ما فيه نقص قتل دون استتابة.

ومن رواية أبي المصعب، وابن أبي أويس: سمعنا مالكا يقول: من سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو شتمه، أو عابه، أو تنقصه قتل مسلما كان أو كافرا، ولا يستتاب

وأفتى أبو محمد بن أبي زيد بقتل رجل سمع قوما يتذاكرون صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ مر بهم رجل قبيح الوجه واللحية، فقال لهم: تريدون تعرفون صفته، هي في صفة هذا المار في خلقه ولحيته. قال: ولا تقبل توبته. وقد كذب لعنه الله، وليس يخرج من قلب سليم الإيمان.

وأفتى أبو عبد الله بن عتاب في عشار، قال لرجل: أد، واشك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: إن سألت أو جهلت فقد جهل، وسألالنبي - صلى الله عليه وسلم - بالقتل. وأفتى فقهاء الأندلس بقتل ابن حاتم المتفقه الطليطلي، وصلبه بما شهد عليه به من استخفافه بحق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتسميته إياه أثناء مناظرته باليتيم، وختن حيدرة، وزعمه أن زهده لم يكن قصدا، ولو قدر على الطيبات أكلها، إلى أشباه لهذا.

وأفتى فقهاء القيروان وأصحاب سحنون بقتل إبراهيم الفزاري، وكان شاعرا متفننا في كثير من العلوم، وكان ممن يحضر مجلس القاضي أبي العباس بن طالب للمناظرة، فرفعت عليه أمور منكرة من هذا الباب في الاستهزاء بالله، وأنبيائه، ونبينا - صلى الله عليه وسلم -، فأحضر له القاضي يحيى بن عمر، وغيره من الفقهاء، وأمر بقتله، وصلبه، فطعن بالسكين، وصلب منكسا، ثم أنزل، وأحرق بالنار.

انتهى كلام القاضي عياض السبتي

فاللهم عليك بأعداء نبيك المتسترين بيننا فاللهم عامل هذا الكذاب المدلس بما يستحق

هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير