أخبرنا سعد الله بن علي البزار أنبأ أبو بكر الطريثيثي، أنبأ هبة الله بن الحسن الطبري قال: وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذت خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم، وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها، في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع، ونفاهم عن ديارهم، وصار ذلك سنة في الإسلام.
قال بن تيمية في نقض التأسيس 2/ 331:-
(وكانت قد انتشرت إذ ذاك دعوة الملاحدة المنافقين، وكان هذا مما دعا القادر إلى إظهار السنة، وقمع أهل البدع، فكتب الاعتقاد القادري .. وأمر باستتابة من خالف ذلك من المعتزلة وغيره.)
وقال الحافظ الذهبي في العبر 3/ 98:-
(وفيها استتاب القادر بالله – وكان صاحب سنّة- طائفة من المعتزلة والرافضة، وأخذ خطوطهم بالتوبة.)
وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة 4/ 1286:-
(وكان [القادر] قد استتاب من خرج عن السنة من المعتزلة والرافضة ونحوهم .. فتحرك ولاة الأمور لإظهار السنة).
وقال بن كثير في البداية والنهاية (15\ 626):-
(وعزل خطباء الشيعة، وولى خطباء السنة ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره.
وجرت فتنة بمسجد براثا، وضربوا الخطيب السني بالآجر، حتى كسروا أنفه وخلعوا كتفه، فانتصر لهم الخليفة وأهان الشيعة وأذلهم، حتى جاؤوا يعتذرون مما صنعوا، وأن ذلك إنما تعاطاه السفهاء منهم).
قال الشريف أبو عبدالرحمن العباسي: ونود التنبيه أن بعض أهل الأهواء والبدع في بعض المنتديات غاظهم هذا الاعتقاد، فكذبوا وزعموا أن القادر كان خليفة ضعيفا وجاهلا بالشرع "هكذا خرصا من عندهم" فكيف يكتب اعتقادا وكيف تعتمدانه أنتما وتبدآن به كتابكما، فنقول
قال ابن الأثير في الكامل 9/ 415:-
(وكانت الخلافة قبله قد طمع فيها الديلم والأتراك، فلما وليها القادر بالله أعاد جدّتها، وجدّد ناموسها، وألقى الله هيبته في قلوب الخلق، فأطاعوه أحسن طاعة وأتمها).
ومما يدل على أن القادر بالله يعدّ من أهل العلم وساداتهم، أن ابن الصلاح في كتابه طبقات الشافعية 1/ 324 عدّه من فقهاء الشافعية، وأنه من خيار خلفاء بني العباس وأحبارهم، وقد ذكر أيضا في طبقات الشافعية للأسنوي 2/ 310
وأخيرا، فقد وصفه صاحب ذيل تجارب الأمم الروذراوري 3/ 207، 208 قائلا:-
(سلك من طريق الزهد والورع ما تقدمت فيه خطاه، فكان راهب بني العباس حقاً، وزاهدهم صدقاً ساس الدنيا والدين، وأغاث الإسلام والمسلمين، واستأنف في سياسة الأمر طرائق قويمة، ومسالك مأمونة، لم تعرف منه زلة، ولا ذمت له خلة، فطالت أيامه، وطابت أخباره، وأقفيت آثاره، وبقيت على ذريته الشريفة أنواره).
(قلت الشريف أبو عبدالرحمن العباسي: كل من بعده من الخلفاء في بغداد والقاهرة من ذريته رحمه الله، وهم اليوم بالآلاف).
ـ[مهداوي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 01:15 م]ـ
بارك الله فيك
مبحث قيم، لكن لو تجنبتم تزكية النفس المبالغ بها
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:18 م]ـ
وفيك بارك، أخي الفاضل.
أخي، من حقنا عليك أن تبين لنا أين بالغنا في تزكية أنفسنا، التزكية التي نهى الله عنها في قوله (ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى)، فأين زعمنا لأنفسنا التقوى؟ بل وأين مبالغتنا في ذلك؟ عفا الله عنا وعنك.
ونحن في انتظار ملاحظاتك في ما يتعلق بموضوع الكتاب، حتى تتم الفائدة لنا جميعا.
والسلام عليكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
ـ[مهداوي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 04:51 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
أخي عنيت لقب الشريف الذي (كأنك) لا تستسيغ ذكر اسم إلا مصدرا به
عهدنا من يكتب يقول قلت وأقول، أما قولكم (قلت الشريف) أفلا ترى فيه مبالغة بعض الشيء وكأن عدم ذكره عيب؟
أنا ما أنكرت تلقبك بالشريف مع أني لا أؤيده، لكني لمست بعض المبالغة
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 07:52 م]ـ
أولا: لقب الشريف، ليس فيه تزكية، إنما هو إخبار عن النسب الهاشمي، ثم ألم يقل صلى الله عليه وآله وسلم عن اليهود كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه!
ثانيا: بالنسبة للقاضي أبي علي الهاشمي فهو لا يذكر في كتب أهل العلم إلا بالشريف أبي علي، والشريف أبو جعفر الحنبلي أيضا الحنابلة لا يذكرونه إلا بالشريف وشيخ الإسلام بن تيمية منهم.
ثالثا: أما بالنسبة لذكر لقب الشريف قبل اسمي، فلم أذكره إلا في غلاف الكتاب، ولك أن تتصفح الكتاب كاملا صفحة صفحة من المقدمة إلى آخر الكتاب لن تجد ذكر كلمة الشريف قبل اسمي أبدا.
وأما ما في المقال الأخير النبذة عن القادر رحمه الله، فقد أضفتها مع أنها ليست في صلب الكتاب، للرد على الأشاعرة والصوفية والروافض الذين طعنوا في القادر، والذين لا يعتبرون العباسيين أشرافا ولا من آل البيت بل يعتبرونهم نواصب وأعداء آل البيت، ولذلك ذكرت هذا اللقب غيظا لهم.
وأما في حياتنا اليومية وتعارفنا مع الناس وحياتنا مع المشايخ وطلبة العلم فلا نستخدم هذا اللقب أبدا، وفي هذا الاقتباس توضيح لهذه النقطة:
قال الشريف أبو عبدالرحمن العباسي: ونود التنبيه أن بعض أهل الأهواء والبدع في بعض المنتديات غاظهم هذا الاعتقاد، فكذبوا وزعموا أن القادر كان خليفة ضعيفا وجاهلا بالشرع "هكذا خرصا من عندهم" فكيف يكتب اعتقادا وكيف تعتمدانه أنتما وتبدآن به كتابكما، فنقول
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
¥