فإن بني العباس بن عبدالطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصبته أحد البيوت الأربعة من بيوت آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم .......... وهذا باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\ 359):- (اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).
فكما ترى كلامنا عن آل محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك الاتفاق الذي نقله شيخ الإسلام هو كونهم من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس، ولم نكن نتكلم عن أهل البيت، وإن كان الصحيح أنه لافرق بينهما.
الأقوال التي نقلتها تحتاج تخريج وتحقيق، فمثلا جدي عبدالله بن عباس، ثبت عنه خلاف ذلك، فقد قال بعضهم:
"وأصح ما جاء في المهدي ما روى البيهقي في الدلائل والخلال وغيرهما من حديث محمد بن عمير ثنا حامد بن يحيى ثنا سفيان ثنا عمرو أخبرني أبو معبد أنه سمع ابن عباس يقول: إني لأرجو أن لا تذهب الأيام والليالي، حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاماً، لم يلبس الفتنَ ولم تلبَسه الفتن، كما فتح الله بنا هذا الأمر فأرجو أن يختمهُ بنا.
قال أبو معبد: قلتُ لابن عباس: عجزتْ عنها شيوخكم ويرجوها شبابكم؟ قال: إن الله يفعل ما يشاء.
فسمعت محمد بن عمير، يقول: سمعت حامد بن يحيى، قال: قال لي أحمد بن حنبل: سألت عبد الرحمن بن مهدي: أي حديث أصح في المهدي؟.
قال: أصح شيءٍ فيه عندي: حديث أبي معبد عن ابن عباس.
وصحح إسناده الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية".اهـ.
هذه إجابة من الذاكرة ولعلي أرجع إلى نسبة القول لأبي سعيد الخدري، وهل ثبت عنه هذا.
ثم إنه حتى لو ثبت لا يمنع أن يكون استقر اتفاق أهل السنة على هذا بعد ذلك كما نقله شيخ الإسلام، وتصبح مثل مسألة متعة النساء والمسح على الخفين والتي ثبت فيها خلاف عن بعض الصحابة ومع هذا فقد اتفق عليها أهل السنة والجماعة وخالفهم فيها أهل البدع حتى أصبحت من شعارهم.
وأيضا لعل أبا سعيد الخدري يفرق بين أهل البيت والآل كما عليه جمع من أهل السنة، الذين يقولون أهل بيته هم بنو هاشم، وآله هم أتباعه المؤمنون به، هذا كله إذا ثبت عنه هذا الذي تقوله، ولا تنسى أننا الآن أمام ثلاثة من الصحابة كلهم أدخل آل العباس في أهل البيت وهم زيد بن أرقم كما في صحيح مسلم، وعبد الله بن عباس كما في الأثر الصحيح السابق عنه في المهدي، وزيد بن ثابت الذي قبل يد بن عباس وقال هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا، ولذلك ينبغي علينا التأني إذا أردنا أن نثبت خلافا بين الصحابة ولا نثبته حتى نتأكد من ثبوته عن أحدهم.
ـ[بن موسى]ــــــــ[04 - 08 - 09, 11:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به
ولا اريد ان يتغير محور الموضوع الرائع
لذا حبذا لو افردت موضوع مستقل عن خلاف العلماء في ذلك
اكرر شكري لك على تقبلك وسعة صدرك
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:44 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
7 - أمير المؤمنين الخليفة المتوكل على الله (247هـ)
1 - قال في البداية والنهاية (14\ 317):-
وقد دخل عبد العزيز بن يحيى الكناني - صاحب كتاب الحيدة - على المتوكل وكان من خيار الخلفاء لأنه أحسن الصنيع لأهل السنة، بخلاف أخيه الواثق وأبيه المعتصم وعمه المأمون، فإنهم أساؤوا إلى أهل السنة وقربوا أهل البدع والضلال من المعتزلة وغيرهم.
2 - وقال أيضا (14\ 341):-
أمر المتوكل أهل الذمة أن يتميزوا عن المسلمين في لباسهم وعمائمهم وثيابهم، وأن يتطيلسوا بالمصبوغ بالقلى وأن يكون على عمائمهم رقاع مخالفة للون ثيابهم من خلفهم ومن بين أيديهم، وأن يلزموا بالزنانير الخاصرة لثيابهم كزنانير الفلاحين اليوم، وأن يحملوا في رقابهم كرات من خشب كثيرة، وأن لا يركبوا خيلا، ولتكن ركبهم من خشب، إلى غير ذلك من الأمور المذلة لهم المهينة لنفوسهم، وأن لا يستعملوا في شيء من الدواوين التي يكون لهم فيها حكم على مسلم، وأمر بتخريب كنائسهم المحدثة، وبتضييق منازلهم المتسعة، فيؤخذ منها العشر، وأن يعمل مما كان متسعا من منازلهم مسجد، وأمر بتسوية قبورهم بالأرض، وكتب بذلك إلى سائر الأقاليم والآفاق، وإلى كل بلد ورستاق.
¥