تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشكال حول قوله تعالى:فمن شاء ذكره]

ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[16 - 06 - 09, 12:22 ص]ـ

أيها الأحباب يقول تعالى في سورة المدثر

"فمن شاء ذكره" ويقول أيضا "ما يذكرون إلا أن يشاء الله"

أليس هناك تعارض متوهم بين الآيتين؟ فكيف نزيل هذا التعارض المتوهم؟

أرجو الإفادة ممن عنده علم

ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[17 - 06 - 09, 02:58 ص]ـ

أيها الأحباب يقول تعالى في سورة المدثر

"فمن شاء ذكره" ويقول أيضا "ما يذكرون إلا أن يشاء الله"

أليس هناك تعارض متوهم بين الآيتين؟ فكيف نزيل هذا التعارض المتوهم؟

أرجو الإفادة ممن عنده علم

-1 - من المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان الله عزوجل له مشيئتان مشيئة كونية ومشيئة شرعية/

فالكونية هي كل ماشاء الله عزوجل له ان يقع في ملكوته. فكل مخلوق سواء كان عينا او وصفا وقع في الكون

بمشيئة الله عزوجل له وهو كذالك خلق لله. فهو الذي شائه وهو الذي خلقه. وقد يكون هذا المخلوق مما يحبه الله ويرضاه

وقد يكون مما يبغضه ويسخطه. اذ لا تلازم بين المشيئة الكونية والمحبة. فقد يشاء الله عز وجل ويخلق ما يكون مبغضا له

لترتب عبادات وغايات وحكم لا تتحقق الا بوجود ذلك المبغض.

اما المشيئة الشرعية او الارادة الشرعية فهي بمعنى المحبة.فهي كل ما اراده الله عزوجل من عباده ان يفعلوه

شرعا. فيدخل في هذا جميع افراد العبادة من واجبات ومستحبات.

والفرق بين المشيئتين/ان المشيئة الكونية واقعة لا محالة فكل ما وقع في الكون انما وقع بمشيئة الله وتقديره فبهذا

كانت هذه المشيئة داخلة في مراتب الايمان بالقدر. علم كتابة مشيئة خلق. وكذلك من الفروق بينها وبين المشيئة الشرعية

ان الكونية قد يكون المراد محبوب وقد يكون مبغض كما سبق.

اما الشرعية فقد تقع وقد لا تقع. فلا يلزم من الشيء ان يكون مرادا لله شرعا ان يقع. هذا ضابط. الثاني ان كل

ما شائه الله شرعا فهو محبوب له.

لذا كان المؤمن المطيع في عمله الذي اطاع الله فيه تحققت فيه المشيئتان الشرعية والكونية. فطاعته شائها الله شرعا

ووقوعها كان بمشيئته سبحانه كونا.

-اما الكافر فمعصيته شائها الله عز وجل كونيا. لا شرعا. فتخلفت في معصيته الارادة الشرعية لان الله عز وجل

لا يشاء الكفر والفسوق والعصيان شرعا فتنبه.

-2 - ومن عقيدة اهل السنة والجماعة ان للعبد مشيئة واختار هي مناط التكليف. اذ لولاها لانتفت الحكمة من التكاليف.

بل لانتفت الحكمة من الخلق.فيكون خلقه تعالى للمخلوقات عبثا لانهم مجبورون على اعمالهم. لان المجبور هو من

يفعل بلا ارادة منه ولا اختيار. فيكون تعذيب العاصي على هذا ظلما له وحشاه سبحانه عن ذلك فهو احكم الحاكمين.

-3 - وهذا الباب ظلت فيه طائفتان الجبرية والقدرية. فالجبرية نفت مشيئة العبد وسلبته اختياره. والقدرية نفت مشيئة

الله عز وجل الكونية. وقالت ان عمل العبد لا دخل لله عز وجل فيه. فعندهم ان ملك الله عزوجل يقع فيه ما لا

يريده ولا يشائه. فغلبت مشيئة العبد لفعله هذا مشيئة الله.

ومن هذا الباب دخل على بعض الجبرية مذهب الحلول والاتحاد. فانه لما كان عندهم ان العبد لا مشيئة له ولا اختيار.

فالفاعل ليس هو.كما يقولون الفاعل الحقيقي هو الله. والعبد كالالة التي يعمل بها. ثم بعد ذلك لما رأوا ان المخلوق

هو الذي يعمل. رأوا ذلك بام اعينهم. فيلتبس عليهم ما قرروه من ان الفاعل هو الله فلا يكادون يفرقون بين هذا الذي

قرروه وراوه. اما القدرية فقالوا بان العبد هو الذي يخلق فعله.فاثبتوا خالقين مع الله عزوجل.وهذا له علاقة بما سبق

اذ لما كا فعل العبد بدون مشيئة الله فلن يكون من خلقه طبعا. اذ لا يكون مخلوقا غير مراد في نفس الوقت.

فيكون سؤال الاخ مبنيا على معرفة ما سبق. فالذكر في الاية الاولى المشيئة المذكورة فيه مشيئة العبد. وفي الاية الثانية

المشيئة المذكورة فيه مشيئة الله الكونية. فالعبد اذا شاء الذكر كما في الاية الاولى فلا يقع هذا الا بمشيئة الله الكونية.

فلا تعارض بين المشيئتين. ويظهر لك جليا هذا في ما سبق في طاعة المؤمن كيف كانت بمشيئته ومع هذا كانت داخلة في مشيئة

الله. كما هو معتقد اهل السنة والله اعلم.

تنبيه

/ذكر الاخ صفوت سلام في مشاركته الاخيرة هذه العبارة-ففعل الله بمشيئة العبد وبمشيئة الله واذنه-

واظنه سبق قلم منه اعانه الله اذ فعله تعالى لا يتوقف على ارادة العبد له. وهذا من الضروريات التي لا تحتاج الى بيان.

واظنه رعاه الله اراد العبارة ان تكون هكذا

ففعل العبد بمشيئة الله وارادته واذنه.والله اعلم.

وانبه اخوتي اني دائم الاستفادة من بحوث ومقالات الاخوة الكرام لكن بدون مشاركة لاني اظن اني قد كفيت بالمباحث والفوائد المتناثرة

من الاخوة الافاضل واني اراهم احسن مني علما وفهما.فكانت الاستفادة هي المطلوب والنظر فيما سطروه هو المرغوب.

فاذا بي اقف على هذه العبارة التي كانت الدافع لي للمشاركة فان فيها تنقص عظيم لرب العالمين وان كان بدون قصد لذلك قطعا.

فما كان ينبغي لي ان اترك هذا بدون تغيير.فان كل مكتوب مقروء. والاعداء يتربصون بنا الدوائر وخاصة في هذا الموقع بالذات.

فرايت من المناسب ان اذكر مع ذلك ما هو مقرر في المعتقد حول المسالة.

.فالدين النصيحة. ومن راى منكرا فلا يسعه الا التغيير بالمستطاع. والله المستعان ولا حولة

ولا قوة الابه سبحانه وتعالى.

ولا تبخلوا علي حفظكم الله ورعاكم بتسديداتكم وتنبيهاتكم وفقكم الله لما يصلح دينكم ودنياكم.

لان اتكلم بكلام يقال لي فيه اخطئت خير من ادع كلام يقال لي فيه.قد رايت الكفر فما فعلت فيما قرات ورايت. فلا احب ان اقول تركته ومضيت.

اللهم اني استغفرك واتوب اليك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير