تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل التبرك عبادة؟]

ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[19 - 06 - 09, 02:23 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم/

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله-

سؤال /هل التبرك عبادة/

قبل الحكم في هذا بجواب كان ولا بد معرفة حقيقة التبرك اذ الحكم على الشيء فرع عن تصوره.

وتهمني في هذا عبارة للشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله ورعاه قال فيها-

فالتبرك هو طلب الخير الكثير. وطلب ثباته.وطلب لزومه. فتبرك يعني طلب البركة. انتهى

وطلب البركة هنا ليست بلسان المقال لان هذا يسمى دعاء. بل الطلب هنا بفعل صاحبه رجاء حصول النفع من الشيء المتبرك به.

فاذا تصورنا ونظرنا في حال المتبركين وجدنا ان افعالهم تختلف باختلاف المتبرك به. فالمتبرك بماء زمزم تبركه كان بشربه. والمتبرك بالعلماء تبركه كان باخذ العلم عنهم والاقتداء بهم. والمتبرك بالحبة السوداء مثلا تبركه كان باكلها.

فهل يصح ان نسمي التبرك في هذه الافراد كلها بالعبادة.

مع العلم ان العبادة لا تثبت الا بالشرع. فاين ورد الامر بالتبرك او الثناء على فاعله.او الثواب على فعله. وهل يصح ان يقال التبرك عبادة وصرفه لغير الله كفرا اكبر .........

نعم قد يكون عبادة في بعض الافراد ليس لاجل ان التبرك عبادة. بل لاجل ان الفعل في تلك الحالة كان عبادة كما مثلنا بالتبرك بالعلماء. فان طلب العلم عنهم عبادة بنص الشريعة. فكان التبرك في هذه الحالة عبادة لاجل الفعل. وبالمقابل قد يكون مباحا كاكل الحبة السوداء وشرب ماء زمزم لان الاكل والشرب مباح ليس بعبادة. الى غير ذلك.

اليس التبرك جنس تدخل تحته افراد عديدة لا يكون الواحد منها عبادة الا اذا كان لذلك الفرد دليلا شرعيا يدل على انه عبادة. ويكون التبرك مباحا اذا كان الفعل مباحا. ويكون التبرك شركا اذا تبرك بصرف عبادة لغير الله عز وجل.

وهنا اشكال اخر/

يظهر تحت هذا السؤال- متى يكون التبرك شركا اكبر –

لو جعلنا الضابط هو اعتقاد النفع الذاتي في المتبرك به. اي اعتقد ان ذاك الحجر او الشجر مثلا ينفع بنفسه لا انه سبب. لزم من كلامنا ان المشركين ليس عندهم تبرك مخرج من الملة. الا اذا كان فيه صرف عبادة لغير الله عز وجل.

يظهر ذلك في ذكر حالات التبرك عند المشركين. فان كان/

-التبرك بفعل للمتبرك به ذلك الفعل قد ثبت شرعا انه عبادة. فهذا شرك في العبادة والالوهية و يسمى تبركا شركيا.

-وان كان بفعل اصله مباح كالتمسح بالمتبرك به وتعليق الاسلحة به كما في حال المشركين المذكورين في قصة ذات انواط. لكن صاحب هذا اعتقاد النفع والضر في المتبرك به كان هذا شركا اكبر في الربوبية وربما كذلك في الالوهية لان هذا الفعل متضمن لرجاء منفعة من المتبرك به. والرجاء عبادة قلبية من اجل العبادات لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل. لكن هذا النوع من التبرك لا يكون عند المشركين لانه قد تقرر ان شرك المشركين كان في العبادة وليس في الربوبية فهم لا يعتقدون ان الهتم تنفع وتضر.

-فلا يبقى من الحالات الا ان يتبرك بشيء يكون تبركه بفعل مباح في الاصل لكن اعتقد ان ذاك المتبرك به سببا من الاسباب ليس الا. فلو قلنا في هذه الحالة ان هذا شرك اكبر لزم اطراد الصورة في جميع احادها. فيكون كل من اتخذ سببا لم يجعله الله عز وجل سببا لا شرعا ولا قدرا مشركا شركا اكبر فيدخل في هذا ان كل من تعبد ببدعة ولو صغرت يكون مشركا لان تلك البدعة لم يجعلها الله عز وجل سببا يقرب اليه. وكذلك تدخل افراد قد تكون اقل من هذا.وهذا لا يستقيم.

ومن فرق بين الاسباب لزمه ان ياتي بضابط عليه دليل شرعي على تفريقه والا كان متحكما في الافراد والصور بلا برهان ولا بيان.

فهل يصح بعد هذا ان نقول ان تبرك المشركين الاوائل كما في قصة ذات انواط شركا اكبر ام ان شركهم كان في صرفهم العبادة لغير الله.

اشكال اخر /

ذكر الشيخ صالح ال الشيخ ضابطا يفرق به بين التبرك المخرج من الملة والذي يكون شركا اصغر لا يخرج من الملة.

فقال/

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير