ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:05 م]ـ
ألا يمكن أن يقال
الشرك أعظمها ذنبا
والقول على الله بغير علم أعظمها ضررا
لأن المشرك قد يكون في حاله، وقد يخرج من صلبه الموحدون أما القائل بغير علم يضر نفسه وغيره ويجعل الحق باطلا والباطل حقا ويخرج الموحدين من بساتين الإيمان جيلا بعد جيل وهكذا
والله تعالى أعلم
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:29 م]ـ
وقال رحمه الله في مدارج السالكين 1/ 372 - 374
وأما القول على الله بلا علم فهو أشد هذه المحرمات تحريما وأعظمها إثما ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان ولا تباح بحال بل لا تكون إلا محرمة وليست كالميتة والدم ولحم الخنزير الذي يباح في حال دون حال.
فإن المحرمات نوعان محرم لذاته لا يباح بحال ومحرم تحريما عارضا في وقت دون وقت قال الله تعالى في المحرم لذاته قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال والإثم والبغي بغير الحق ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون فهذا أعظم المحرمات عند الله وأشدها إثما فإنه يتضمن الكذب على الله ونسبته إلى ما لا يليق به وتغيير دينه وتبديله ونفي ما أثبته وإثبات ما نفاه وتحقيق ما أبطله وإبطال ما حققه وعداوة من والاه وموالاة من عاداه وحب ما أبغضه وبغض ما أحبه ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.
فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه ولا أشد إثما وهو أصل الشرك والكفر ووعليه أسست البدع والضلالات فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم.
ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة لها وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض وحذروا فتنتهم أشد التحذير وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد وقد أنكر تعالى على من نسب إلى دينه تحليل شيء أو تحريمه من عنده بلا برهان من الله فقال ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب الآية.
فكيف بمن نسب إلى أوصافه سبحانه وتعالى ما لم يصف به نفسه أو نفى عنه منها ما وصف به نفسه؟
قال بعض السلف ليحذر أحدكم أن يقول أحل الله كذا وحرم الله كذا فيقول الله كذبت لم أحل هذا ولم أحرم هذا يعني التحليل والتحريم بالرأي المجرد بلا برهان من الله ورسوله.
وأصل الشرك والكفر هو القول على الله بلا علم فإن المشرك يزعم أن من اتخذه معبودا من دون الله يقر به إلى الله ويشفع له عنده ويقضى حاجته بواسطته كما تكون الوسائط عند الملوك فكل مشرك قائل على الله بلا علم دون العكس إذ القول على الله بلا علم قد يتضمن التعطيل والإبتداع في دين الله فهو أعم من الشرك. والشرك فرد من أفراده.
ولهذا كان الكذب على رسول الله موجبا لدخول النار، واتخاذ منزلة منها مبوءا، وهو المنزل اللازم لا يفارقه صاحبه لأنه متضمن للقول على الله بلا علم كصريح الكذب عليه لأن ما انضاف إلى الرسول فهو مضاف إلى المرسل والقول على الله بلا علم صريح افتراء الكذب عليه ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا. اهـ
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 03:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أحبتي في الله وإخواني في هذا الملتقى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسأل الله العظيم أن يجعلني وإياكم من المنتفعين المتعلمين وأن يصلح لنا ولكم النيات وأن يعيذنا وإياكم من فتنة القول والعمل
إخواني الأكارم
ما أيسر أن لا يعدم الواحد منا ردا على موضوع ما
وما أيسر أن يجد من كلام أهل العلم ما يؤيد مذهبه وينصر رأيه
وأنا أعيذ نفسي وإخواني أن يكون حالنا كذلك
وإنما شأن أهل التقوى وغايتهم الوصول إلى الحق الذي يرتضيه الله رب العالمين
وأما ما يتعلق بمسألتنا هذه فأقول وبالله التوفيق والسداد
القول على الله بغير علم باب واسع يدخل فيه أبواب من المحرمات ويشمل أصنافا كثيرة مما نهى الله ورسوله عنه
فيدخل فيه ما يوصف بالمكروه ويدخل فيه الحرام وتتغلظ بعض أنواعه عن بعض حتى تصل بعض أنواعه إلى أغلظ الشرك
¥