وعندي- ولا عند لمثلي! - أن هذا غير دقيق، بل أحسن تعريف للسلفية: أنها عدم الانتماء إلى أفكار معينة، أو الانتساب إلى طائفة من الطوائف، بل البقاء على ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعوهم بإحسان دون زيادة أو نقصان، فمن حقق ذلك فهو السلفي حقا والسني صدقا، وإن لم يعرف أحمد بن حنبل، وإن لم يسمع بابن تيمية، وإن لم يقرأ للألباني.
وأدق من هذا وأخصر أن يقال: إن السلفية هي الإسلام الصحيح الذي كان عليه محمد صلى عليه وأصحابه ومن تابعهم بإحسان.
متى يفهم الناس أن لا خيار لهم أمام السلفية بل هم ملزمون بها كما هم ملزمون بالإسلام؟
متى يدرك كثير من المنتسبين إلى السلفية أن السلفية ثوب فضفاض كثوب الإسلام وليس حكرا عليهم يلبسونه من شاءوا وينزعونه عمن شاءوا؟
متى ندرك أنه ليس من حق طائفة دون غيرها أن تتكلم باسم السلفية، بل الكلام عن السلفية وباسمها من حق كل مسلم لكن بشرط أهليته للتعبير عنها، وبشرط أن يكون ما يقوله حقا؟
متى ندرك أن كل من لم يتلبس ببدعة عقدية أو فكرة محدثة هو سلفي المعتقد، وإن لم يقرا كلمة واحدة في كتب ابن تيمية؟
متى ندرك أنه ليس من شرط السلفية أن تقول: أنا سلفي! بل تقولها اعتقاداتك ومواقفك وسلوكك وسائر خصالك؟
متى ندرك أنه ليس كل بدعة تخرج صاحبها عن السلفية، كما أنها لم تخرجه عن الإسلام؟ بل كل بدعة يعامل صاحبها بقدرها، وكل خطا يعامل صاحبه بحجمه، ويلتمس للأفراد والهيئات من الأعذار ما أوجبه الإسلام لهم من ذلك، ويعامل الجميع بحسب ما أمر الله ورسوله.
متى ندرك ونطبق ونُفْهِم غيرنا أننا إذ ندعوهم إلى السلفية لا ندعوهم إلى شيء غريب أو محدث، بل ندعوهم إلى العودة إلى ما قبل هذه الغرائب والمحدثات؟
ليس عند السلفيين جديد: بل عندهم ما كان عليه محمد صلى عليه وسلم وأصحابه والتابعون فقط لا غير؛ فمن شاء فليلحق بالركب، ومن أعرض فلا يلومن إلا نفسه!
ـ[الباحث]ــــــــ[16 - 07 - 09, 09:37 ص]ـ
يا شيخ سليمان، ألا تلاحظ في السنوات الأخيرة التحالف المشترك بين الرافضة والأشعرية والصوفية ضد أهل السنة والجماعة؟
بات الرافضة يستعملون الصوفية والأشعرية بخبث لضرب أهل السنة والجماعة، فيقولون:
الصوفية والأشعرية هم أهل السنة والجماعة وهم الأكثرية، أما الوهابية فهم فرقة تكفيرية شاذة متطرفة مارقة لا تمثل أهل السنة والجماعة.
وأصبحوا يستخدمون كلمات علماء الأشعرية والصوفية في التحذير من علماء السلفية كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله وأمثالهم.
فما هو رأيك؟ وما الذي تنصح به في ظل ما يحصل من تكالب رافضي أشعري صوفي تجاه عدوهم اللدود السلفية؟
ـ[صفية وعائشة]ــــــــ[17 - 07 - 09, 10:08 م]ـ
"أنامُسلم"
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الأمين، النبي الأُمي، الذي بعثه الله بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.
ورضي الله عن أصحابِ محمد صلى الله عليه وسلم، أولئك الأطهار الأخيار البررة، الذين ألزمهم الله كلمة التقوى، وكانوا أَحَقَّ بها وأهلَهَا.
وبعدُ؛
فقد أُمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم، أن يَقتدي بمن سبقه من الأنبياء والمرسلين، فقال اللهُ سبحانه وتعالى، لنبيه ومصطفاه:
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ. وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ
¥