تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ. [الأنعام: 83 - 90]

فقد ذكر الله تعالى في تلك الآيات الكريمات الواضحات البينات ثمانية عشر نبيًّا كريمًا، وأَمَرَ نبيهُ الكريم أن يَقتدي بهم.

ومن ثَمَّ فإن الإنسانَ المسلمَ، الذي أسلَمَ نفسَهُ وقيادَهُ إلى الباري، عز وجل، مأمورٌ بأن يَقتدِي بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبهؤلاء الأنبياء الكرام، عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام.

لأن الله سبحانه وتعالى قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا}. [الأحزاب: 21].

وقال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهُ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}. [الممتحنة: 6].

إخواني الكرام؛ سمانا الله سبحانه وتعالى مسلمين، قال تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ. [الحج: 78].

ماذا صنعنا؟ وبماذا تسمينا؟

اختلفنا وتفرقنا وتشرذمنا، وصار كل واحد منا ينتمي لطائفة مُعينة: سُنَّة وشيعة، سلف وخلف، متصوفة وأهل طريق، شافعية، وحنفية، وحنبلية، ومالكية، وكلُّ شيخ وله طريقتُه، وكل طريقةٍ ولها أتباعُها، وكل طائفة من تلك الطوائف والفرق تختلف مع بعضها البعض، فكل فرقة تنقسم في داخلها إلى عدة جماعات، وكل جماعة من هؤلاء تزعم أنها على الحق الذي لا شك فيه، وكل ما عداها على الباطل الذي لا شك فيه، حسب ما يعتقدون.

قال تعالى واصفًا حال هؤلاء جميعًا: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31، 32].

وقال تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ. فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 52، 53].

فنسأل الله تعالى أن نكون من المسلمين المنيبين.

وسوف نذكر ما ورد في كتاب اللهِ تعالى، من قول الأنبياء الكرام، الذين اصطفاهم اللهُ واجتباهم، وجعلهم خِيرَةَ خلقِهِ.

فهذا أبو الأنبياء، إبراهيم خليل الرحمن، وولده إسماعيل، عليهما السلام، يقولان، كما ذكر الله تعالى على لسانهم:

{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. [البقرة: 127، 128].

ثم وصَّى بها الخليل إبراهيم، بنيه.

قال تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. [البقرة: 131، 132].

وكذلك وصَّى بها يعقوب، عليه السلام، بنيه.

قال تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. [البقرة: 133].

وهذا نبي الله نوح، عليه السلام، أُمِرَ أن يكون من المسلمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير