تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنْظِرُونِ. فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ. [يونس: 71، 72].

وكذلك نبي الله يُوسُف صلى الله عليه وسلم، يسألُ اللهَ أن يتوفاه مسلمًا.

قال اللهُ تعالى، على لسان نبيه يُوسُف، الكريمُ ابنُ الكريمِ ابنِ الكريم: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ. [يوسف: 101].

وهذا نبي اللهِ سُليمان، عليه السلام، يقول: وَكُنَّا مُسْلِمِينَ.

قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} [النمل: 42].

وهذا هو ختام المسك، وخاتم الأنبياء والمرسلين، مُحمد صلى الله عليه وسلم، يمتثل لما أُمِرَ به؛

قال تعالى، آمرًا نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم، أن يقولَ: {قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 84].

وقال تعالى على لسان نبيه: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163].

وقال أيضًا: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ} [النمل: 91].

وقال أيضًا: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ. وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ المُسْلِمِينَ} [الزمر: 11، 12].

هل رأيتم إخواني الكرام، كل هؤلاء الأنبياء والمرسلين قال: "أنا مُسلم" لم يقل واحد منهم: "أنا سلفي" أو "أنا خلفي"، وإنما امتثلوا جميعًا لما أمرهم اللهُ سبحانه وتعالى بأن يكونوا من المسلمين.

فلماذا لا نمتثل لأمر اللهِ سبحانه كما امتثل هؤلاء الكرام البررة الأخيار، ولماذا نُصِرُّ على أن نلهث وراء أفكار من صنع البشر.

الإسلام: دين جاء من عند اللهِ سبحانه وتعالى، فهو وحي السماء، وهو النور المبين

السلفية والصوفية والشيعة، وكل الفرق والطوائف: فكر ونتاج عقول البشر.

فلنلتزم وَحْيَ السماء النور المبين، ولنترك وَحْلَ البشر، ليغوص فيه من اخترعه وابتدعه.

وهذا أمر من اللهِ لجميع المؤمنين بأن لا يموتوا إلا وهم من المسلمين، قال سبحانه:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

وحتى أصحابُ عِيسى مِن الحواريين قالوا: "وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ"، قال تعالى:

{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة: 111].

وأحسن القول: (أنا من المسلمين) قال تعالى:

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].

هذا هو ما ندعوا أنفسنا وندعوكم إليه: "إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ".

فهل هناك أحسن وأجمل من هذا القول الذي أمرنا اللهُ به؟!!

هذا سؤال لا نريد الإجابة عليه مِن أحد، ولكننا نريد أن نلفتَ انتباهكم إلى أن كل الأسماء والمسميات، التي ينتسب إليها أصحاب كل طائفة ومذهب وطريقة، أسماء ما أنزل اللهُ بها من سلطان، فهي باطلة ولا أساس لها من كتاب، أو سُنة.

فلنرجع إلى الإسلام الصحيح، الإسلام الذي كان عليه مُحمد صلى الله عليه وسلم، وصحبَهُ الكِرَام، رضوان اللهِ عليهم أجمعين، فهم خيرُ القُرون.

قال صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ .. ) الحديث.

أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي.

وأخيرًا وليس آخرًا؛ يقول اللهُ سبحانه وتعالى: {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى}. [طه: 135].

نسأل اللهَ لنا ولكم الهداية والسداد، وأن نعود جميعًا إلى الإسلام عودًا حميدًا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين.

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا

ربنا ولا تحمل علينا إِصْرًا كما حملته على الذين من قبلنا.

اللهم اشهد أننا من المسلمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير