تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تنبيه على خطأ في تعريف المعجزة في موسوعة نضرة النعيم]

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 07 - 09, 03:06 م]ـ

جاء في نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - (1/ 520)

معجزات ودلائل نبوّة خاتم الأنبياء والمرسلين صلّى اللّه عليه وسلّم

تمهيد:

أجرى اللّه- تبارك وتعالى- على يدي أنبيائه ورسله من المعجزات الباهرات والدّلائل القاطعات والحجج الواضحات ما يدلّ على صدق دعواهم أنّهم رسل اللّه، وكي تقوم الحجّة البالغة على النّاس فلا يبقى لأحد عذر في عدم تصديقهم وطاعتهم. فقال تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ «1».

والفرق بين المعجزة وغيرها من الدّلالة والعلامة أنّ المعجزة يشترط فيها التّحدّي وأن يكون المتحدّى به ممّا يعجز عنه البشر في العادة المستمرّة. أمّا الدّلائل والعلامات فتقع دالّة على صدق الأنبياء والرّسل من غير سبق تحدّ وسمّيت المعجزة كذلك لعجز الخلق عن معارضتها والإتيان بمثلها.

والمعجزة على ضربين:

- ضرب هو من نوع قدرة البشر، فعجزوا عنه فتعجيزهم عنه فعل للّه دلّ على صدق نبيّه كتحدّي اليهود أن يتمنّوا الموت.

- وضرب خارج عن قدرتهم، فلم يقدروا على الإتيان بمثله كانشقاق القمر، ممّا لا يمكن أن يفعله أحد إلّا اللّه تعالى فيكون ذلك على يد النّبيّ من فعل اللّه تعالى وتحدّي من يكذّبه أن يأتي بمثله تعجيزا له «2».

ومعجزات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الّتي ظهرت على يديه تشمل كلا النّوعين. فهو صلّى اللّه عليه وسلّم أكثر الرّسل معجزة وأبهرهم آية وأظهرهم برهانا فله من المعجزات ما لا يحدّ ولا يعدّ، وقد ألّفت في معجزاته صلّى اللّه عليه وسلّم المؤلّفات الكثيرة وتناولها العلماء بالشّرح والبيان. ممّن اعتنى بجمعها من الأئمّة أبو نعيم الأصبهانيّ والبيهقيّ.

ومعجزاته صلّى اللّه عليه وسلّم، منها ما نقل إلينا نقلا متواترا من طرق كثيرة تفيد القطع عند الأمّة.

ومنها ما لم يبلغ مبلغ الضّرورة والقطع وهو على نوعين:

- نوع مشتهر منتشر، رواه العدد وشاع الخبر به عند أهل العلم بالآثار، ونقلته السّير والأخبار، كنبع الماء من بين أصابعه الشّريفة صلّى اللّه عليه وسلّم، وتكثيره الطّعام.

- ونوع منه اختصّ به الواحد والاثنان ورواه العدد اليسير ولم يشتهر اشتهار غيره لكنّه إذا جمع إلى مثله اتّفقا في المعنى واجتمعا على الإتيان بالمعجز «3».


(1) سورة الحديد: من الآية رقم (25).
(2) انظر الشفا للقاضي عياض (1/ 491، 492) بتصرف.
(3) المرجع السابق (1/ 495).

وما ذكروه في تعريف المعجزة هو تعريف الأشاعرة، حيث أنهم اشترطوا التحدي في المعجزة، وكذلك ذكر بعضم التعجيز عن قبول التحدي مع قدرتهم على ذلك ومن ذلك قولهم بمسألة الصرفة المشهورة!
وقد نبه أهل العلم من أهل السنة والجماعة على خطأ هذا التعريف وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

وهذه بعض النقولات من موضوع الشيخ عبدالباسط بن يوسف الغريب، وهو في الملتقى على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163730

قال شيخ الإسلام: ولما أرادوا إثبات معجزات الأنبياء عليهم السلام وأن الله سبحانه لا يظهرها على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء فتقوا فتقا فقالوا لو جاز ذلك لزم أن لا يقدر على تصديق من ادعى النبوة وما لزم منه نفي القدرة كان ممتنعا فهذا هو المشهور عن الأشعري وعليه اعتمد القاضي أبو بكر وابن فورك والقاضي أبو يعلى وغيرهم وهو مبني على مقدمات أحدها أن النبوة لا تثبت إلا بما ذكروه من المعجزات وأن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة.
وأن إعلام الخلق بأن هذا نبي بهذا الطريق ممكن فلو قيل لهم لا نسلم أن هذا ممكن على قولكم فإنكم إذا جوزتم عليه فعل كل شيء وإرادة كل شيء لم يكن فرق بين أن يظهرها على يد صادق أو كاذب ولم يكن إرسال رسول يصدقه بالمعجزات ممكنا على أصلكم ولم يكن لكم حجة على جواز إرسال الرسول وتصديقه بالمعجزات إذ كان لا طريق عندهم إلا خلق المعجز وهذا إنما يكون دليلا إذا علم أنه إنما خلقه لتصديق الرسول وأنتم عندكم لا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء وسلك طائفة منهم طريقا آخر وهي طريقة أبي المعالي وأتباعه وهو أن العلم بتصديقه لمن أظهر
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير