فجاءت رسالة «آراء ابن حبان في مسائل العقيدة ومنهجه في عرضها» في مقدّمة تبيِّن أهمية الموضوع ودواعي اختياره، وتمهيد تضمَّن دراسةً موجزةً لحياة ابن حبان العلمية، وأربعة أبواب احتوت على عرض آرائه في علم العقيدة في مسائل الإلهيات والنبوات والسمعيات والأسماء والأحكام، وتمّت مناقشتها في ضوء عقيدة أهل السنّة والجماعة، فكانت له آراءٌ سار فيها على ما تقرَّر في العقيدة الصحيحة المستقاة من الكتاب والسنّة، وكانت له آراءٌ أبعدَ فيها النجعة عن موافقة المعتقد الصحيح، وهي بحاجة إلى تصويب وتقويم؛ فالحقّ أحقّ أن يُتّبع.
وكانت هناك تُهَمٌ تقدح في معتقده افتراها عليه خصومه، وتبيَّن ــ بحمد الله ــ بطلانها بعد البحث والتدقيق.
وجماع القول: أنّ ابن حبان قد قرَّر عقيدة أهل السنة والجماعة في كثير من تعليقاته وتبويباته، وردّ على ما يخالفها، وخالف العقيدة الصحيحة في مسائل عدّة تتعلق بتوحيد الألوهية والأسماء والصفات وشيء من مسائل الإيمان، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويُترك سوى رسول ربِّ العالمين ومجتباه الأمين صلى الله عليه وآله وصحبه، وآخر دعواي أن الحمد لله ربِّ العالمين).
تعقيب على كلام الأخوين: أبي يحيى وراجي غفران - وفقهما الله لما يُحب ويرضى -:
- أما الأخ أبويحيى - عفى الله عنه -؛ فمآل كلامه يؤدي إلى " نسبية الحقيقة "! بل ضياعها، فالسنة يدعونها، والأشاعرة يدعونها، والصوفية يدعونها، والشيعة يدعونها ... و .. و إلخ الفرق، والمسألة مجرد أفهام. ولاندري الصواب مع من؟ وكأن الله قد تركنا هملاً، أو عمّى علينا دينه، ليختلط علينا الحق بالباطل. ثم يقول: " قراءتي، وبحثي، وحياتي، في الحديث الشريف، كما قرأه محمد، فما فسره لأصحابه كفاني "، وهذه تُلزمك أن تكون على معتقدهم، وأن توجه النقد والتعنيف إلى من ابتدع واضطر الأئمة إلى الرد على بدعه، بالتدقيق في أمور المعتقد حتى لا يحصل التلبيس على المسلمين، لا أن تعكس القضية، أو تلوم " الجميع " دون تفرقة بين محق ومبطل. وفقكم الله ..
- وأما الأخ راجي غفران - عفى الله عنه -: فيقول: " كنت ممن ابتلاني الله بما يسمى الأسماء والصفات. وكنت أدعو أصدقائي إلى هذا الكلام معتقدا أن هذا هو أصل الدين .. إلخ "، وأقول: بل هو من أصول الدين، ولايستقيم دين مسلم إلا به، وهو من معرفة العبد ربه الذي يعبده، بأسمائه وصفاته الواردة في الكتاب والسنة، والتي لم يخترعها لا ابن تيمية ولا غيره. واللوم ينبغي أن يوجه ينصب إلى من ابتدع فيه، إما بتعطيل أو تأويل أو تفويض، وأشغل الأمة بالرد على انحرافاته.
وهنا بيان لأهمية هذا التوحيد، والرد على من أنكره أو هون من شأنه:
http://www.salafi.net/books/book34.html
وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى، وألف قلوبنا على الحق ..
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 07 - 09, 07:49 ص]ـ
تنبيه للإخوة الذين سيناقشون ما كتب الشيخ أبو يحيى أو راجي غفران أو غيرهم ممن سيكتب بنفس طريقتهم
هؤلاء الإخوة لا يرون الاشتغال بغير الكتاب والسنة، دراسة وعملا، ولا يقلدون أحدا كبيرا أو صغيرا، وليسوا ظاهرية ولا مقلدة لأحد المذاهب في الفقه، ولا سلفيين - بالمعنى الشائع - ولا خلفيين، بل يلتزمون باسم الإسلام فقط، والكلام يطول وقد يدخله إلزامهم ما لا يلتزمون، ولعل المتابع للملتقى يذكر المناقشات التي كانت تحصل قبل سنتين أو ثلاث حول هذه الأمور
أسأل الله للجميع الهداية والتوفيق
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 08:05 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الشيخ خالد ..
قلتم: (بل يلتزمون باسم الإسلام فقط) ..
وهذا لا يكون إلا في " الخيال " و " الذهن " .. أما على أرض الواقع فليس ثمّ سوى: " سنة " .. إلخ أسمائها، أو " بدعة ".
وقد يكون " منزع " الأخوَين حسنًا، عندما رأوا الخلافات بين " الأمة " .. فلجؤوا إلى هذا الحل " الخيالي "، أو الحلم اللذيذ .. المخالف لسنن الله الكونية والشرعية.
فهم يُذكرونني بمن تألم من " الصراعات " بين البشر - دون تفريق بين صراع بحق أوبباطل - .. فلجأ إلى فكرة " السلم العالمي " .. وهي فكرة لا توجد إلا في الأذهان لا الأعيان .. مصادمة للسنن ..
¥