قلت: مسلمة قد اتهمه الحاكم - على تساهله - بالوضع، فليس بعيدا ما صنعه ابن الجوزي من الحكم على حديثه بالوضع، ولذلك لم يستطع السيوطي أن يتعقبه بأكثر من قوله (1/ 272): " قلت: أخرجه البيهقي في " الشعب "، ومسلمة من رجال ابن ماجة. والله أعلم ". وهذا لا شيء كما ترى، وإن شايعه عليه ابن عراق (1/ 333) وزاد قوله: " والخشني وإن ضعف فلم يجرح بكذب ". فقد علمت تجريح الحاكم إياه بالوضع، وهو شر من الكذب في الجرح، كما لا يخفى على أهل العلم. ثم إنه مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قد اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا ". رواه مسلم، وهو مخرج في " الإرواء " (286).
60 - " انتهاء الإيمان إلى الورع، من قنع بما رزقه الله عز وجل دخل الجنة، ومن أراد الجنة لا شك، فلا يخاف في الله لومة لائم ".
موضوع.السلسلة الضعيفة (1616)
أخرجه الدارقطني في " الأفراد " (ج 2 رقم 35 - منسوختي) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن المعلى بن عرفان عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال: " حديث غريب من حديث أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود، تفرد به المعلى بن عرفان عنه، وتفرد به عنبسة بن عبد الرحمن عن المعلى ".
قلت: وهما متروكان، والآخر أشد ضعفا من الأول، فالمعلى قال فيه البخاري: " منكر الحديث ". وقال النسائي: " متروك الحديث ".
وأما الآخر، فقال فيه أبو حاتم: " متروك الحديث، كان يضع الحديث ". وقال النسائي أيضا: " متروك ". وقال الأزدي: " كذاب ". وقال ابن حبان: " هو صاحب أشياء موضوعة ". قلت: ومع هذه البلايا، فقد سود السيوطي بهذا الحديث " جامعه "!
61 - " نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين ".
موضوع.السلسلة الضعيفة (1648)
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (24/ 155 / 399) من طريق علي بن عروة عن عبد الملك عن داود بن أبي عاصم عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. قلت: وهذا موضوع، آفته ابن عروة هذا، قال الهيثمي في " المجمع " (5/ 106)، والسخاوي في " المقاصد ": " وهو كذاب ". قلت: وهو مما سود به السيوطي " الجامع الصغير "! وانظر " الصحيحة " (747).
62 - " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (1862)
رواه ابن عدي (90/ 1) وأبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " (36
/ 2) وابن عساكر (4/ 322 / 2 - 14/ 124 / 1) عن الحسن بن يحيى الخشني عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الهروي (99/ 1) وابن حبان في " الضعفاء " (1/ 235)، وقال في الخشني: " منكر الحديث
جدا، يروي عن الثقات ما لا أصل له، والحديث باطل موضوع ". قلت: وهذا سند
ضعيف جدا، الحسن بن يحيى هذا متروك كما قال الدارقطني وغيره، وقد روى
أحاديث موضوعة سبق ذكر بعضها، فانظر الحديث رقم (199). وهذا الحديث من
جملة أحاديث أوردها ابن عدي في " الكامل " (90/ 1) في ترجمة الخشني، ثم قال
: " وهي أنكر ما رأيت له، وهذا لا يعرف إلا به ". هذا كل ما جرح به ابن عدي
هذا الحديث، وهو وإن كان ليس بالأمر الهين، فهو لا يطابق ما حكاه ابن الجوزي عنه في " الموضوعات "، فقد ساق الحديث من طريق ابن عدي، ثم قال (1/ 271): " قال ابن عدي: موضوع، الخشني يروي عن الثقات ما لا أصل له، وإنما
يعرف نحوهذا من قول الفضيل ". فلعل ابن عدي ذكر هذا في مكان أوكتاب آخر. و
الله أعلم. وقد تعقبه السيوطي بأقوال حكاها عن بعض الأئمة لا تخرج عن كون
الرجل ضعيفا لسوء حفظه، وهذا لا ينافي الضعف الشديد الذي تبين لغيرهم ممن
حكينا أقوالهم فيه وغيرهم، ولذلك فهو تعقب لا طائل تحته. ثم قال السيوطي:
" وقد توبع على هذا الحديث فأخرجه ابن عساكر في " تاريخه " (8/ 500 / 2):
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو بكر محمد بن
عبيد الله بن الشخير أخبرنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي حدثنا أحمد بن
سفيان حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن هشام بن عروة به. وهذه
متابعة قوية ". قلت: لا شك في قوة هذه المتابعة، لأن الليث بن سعد إمام جليل
¥