تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإن من انحرافه واتباعه لهواه أنه أجمل الكلام فيها وألانه، ورمى رواة الحديث وأئمتهم الذين أعرضوا عن رواية هذه الموضوعات في كتبهم بالنصب ومعاداة أهل البيت - حاشاهم -، فقال:

" والطرق التي ذكرها المصنف (يعني السيوطي في " الجامع ") وإن كانت كلها ضعيفة (!) إلا أن زهد النواصب (!) ونفور غيرهم من التهمة بالرفض إذا رووا فضائل أهل البيت، كما كان معروفا في عصر الرواية، هو الذي جعل الضعفاء ينفردون بمثل هذا، والأمر لله "!

فأقول والله المستعان:

قوله: " الضعفاء " كلمة مضللة للقراء كما هو ظاهر من التخريج. وفاطمة رضي الله عنها أرفع وأغنى أن تمدح بالكذب على أبيها صلى الله عليه وسلم، وأهل السنة وأئمة الحديث ليسوا بـ (النواصب) كيف وهم الذين رووا بالأسانيد الصحيحة في فضلها أنها بضعة منه صلى الله عليه وسلم يريبه ما يريبها، ويؤذيه ما يؤذيها، وأنها سيدة نساء العالمين، وأنها سيدة نساء أهل الجنة، إلا مريم ... إلى غير ذلك من الفضائل.

102 - (إذا قال العبد: يارب - أربعا -، قال الله تبارك وتعالى: لبيك عبدي سل تعط).

ضعيف جدا. السلسلة الضعيفة (2693)

أخرجه البزار (ص 308 - زوائده): حدثنا إسحاق بن وهب العلاف: حدثنا يعقوب بن محمد (كذا): حدثنا الحكم بن سعيد: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره؛ وقال:

" لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه ".

قال الشيخ - يعني الهيثمي -:

" الحكم ضعيف ".

قلت: بل هو أسوء حالا من ذلك، فقد قال فيه البخاري:

" منكر الحديث ".

ومن المعلوم أنه لا يقول هذا إلا فيمن هو في أدنى درجات الضعف.

ويعقوب بن محمد؛ الظاهر أنه ابن عيسى الذهري المدني؛ قال الحافظ:

" صدق، كثير الوهم والرواية عن الضعفاء ".

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن أبي الدنيا وحده في " الدعاء "؛ قال المناوي:

" مرفوعا وموقوفا، وأيا ما كان، ضعيف، لأنه فيه يعقوب الزهري لا يعرف عن الحكم الأموي مضعف، لكن يقويه خبر البزار: إذا قال العبد. . . ".

قلت: وهذا من عجائبه؛ فإنه يقوي الحديث الضعيف بنفسه! فقد عرفت أن إسناد البزار هو عين إسناد ابن أبي الدنيا، غير أننا استفدنا منه تسمية والد يعقوب، واستفدنا من إسناد ابن أبي الدنيا أنه زهري فتأكدت بذلك من صحة ما استظهرته أنه عيسى الذهري المدني، وظاهر بعد ذلك أن المناوي لم يقف على إسناد البزار، وإلا لما قوى به إسناد ابن أبي الدنيا وهو هو!!

103 - (إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح).

موضوع. السلسلة الضعيفة (2706)

أخرجه الخطيب (4/ 159)، والديلمي (1/ 1/151 - 152) عن أبي بكر التمار: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي: حدثنا عمرو بن مرزوق عن عمران القطان عن قتادة عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد واه؛ آفته أبو بكر التمار واسمه محمد بن السري كما وقع في إسناد الخطيب؛ لكن أصابه تحريف من الطابع. قال الذهبي:

" يروي المناكير والبلايا، ليس بشيء، روى له الدارقطني حديثا فخبط، فقال: لعل هذا الشيخ دخل عليه حديث في حديث ".

لكنه لم يتفرد به، فقد رواه الخطيب من طريق أحمد بن روح أبي يزيد: حدثنا عمرو بن مرزوق به؛ وقال:

" الإسناد صحيح، والمتن منكر، وكنت أظن أحمد بن روح هذا تفرد بروايته، حتى أخبرني ... ".

قلت: ثم ساقه من طريق التمار.

وقوله: " الإسناد صحيح "، لعله يعني من فوق ابن روح هذا، وإلا فهو مجهول كما قال الذهبي، لكنه قال:

" تابعه أبو إسماعيل الترمذي ".

فتعقبه الحافظ بقوله:

" ولكن المتابعة من رواية محمد بن السري بن عثمان التمار عن أبي إسماعيل، وابن السري كان مخلطا ".

والحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " (ص 48) عن الخطيب بطريقيه، ثم قال:

" وأخرجه ابن الجوزي في " الواهيات " وقال: مدار الطريقين على عمران القطان، قال يحيى: ليس بشيء، وقال النسائي: ضعيف الحديث. وأما عمرو بن مرزوق فكان يحيى بن سعيد لا يرضاه ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير